رغم أن السياسة لها جراب واسع يأتينا بكل عجيب ورغم علمنا أن الصادق المهدي لا يكذب إلا أنه لم يتجمل عندما كان يحدث قناة الجزيرة في برنامج (بلاحدود)، حيث قال إن ما حدث في مصر لم يكن انقلابا عسكريا!! بل كان ثورة شعبية ولكنه أكد أن انقلاب الانقاذ الحديث مقبول ومعقول. كان يمكن للصادق أن يكون اكثر حنكة ودبلوماسية وتكون اجابته بالطريقة التي يريدها وتريحه دون التعرض للمقارنة.. لأن ما حدث في الانقاذ كان انقلابا على الديمقراطية ظاهرياً لان الصادق كان منتخبا مثل الرئيس مرسي ولكن الانقلاب في حقيقته كان على الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق والجيش الذي كاد أن يصل إلى كوستى وكادت الخرطوم أن تستباح وكانت البلاد معرضة لانفلات وضياع والسيد الصادق نفسه كان مقتنعا بذلك عندما ابتسم عند قول الراحل زين العابدين الهندي بأن الحكومة وقتها )لو شالها كلب ما بنقول ليه جر(!! قال ذلك في البرلمان هذا غير وصف انها كانت (جنازة بحر) وفوق ذلك كان الانقلاب مبررا بأهم مما ذكرنا حيث كان السيد الصادق والسيد الميرغني قد وصلا بضغوط من الحركة الشعبية وحتى تصل معهما إلى اتفاق يوقف الزحف والاذعان لشروطه طلب الغاء الشريعة الاسلامية ومن داخل البرلمان وكان حزب الأمة الاتحادي قد انجزا الطلب حتى مرحلة القراءة الثالثة والاخيرة التي كان مقررا لها يوم الجمعة التي كان فيها الانقلاب.. تصوروا أن كل أعضاء حزب الأمة في البرلمان صوتوا لصالح الغاء الحدود بضغط الخارج، الأمر الذي لم يستطع الصادق تنفيذه برغبته وقناعته بعد أن كان صاحب الاغلبية ورئيسا للبلاد.. ورغم أنه كان يصفها في عهد الرئيس النميرى (بقوانين سبتمبر) وأنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به كما كان يقول، رغم ذلك مكث فينا ثلاثة أعوام ولم يفعلها وكانت مكانته عند جون قرنق وقتها في حدود أنه رئيس لحزب الأمة وليس رئيسا البلاد!!. الأمر الآخر وغير المقبول أيضا من رجل ينتقد الشمولية والدكتاتورية والطائفية يقوم قبل أشهر بتعيين سارة المهدي أمينا للحزب بديلا لعلماء ودهاقنة السياسة والنضال والتضحيات من أجل هذا الحزب ونصرته منذ العهد الاول والمهدي الكبير.. وليس لذلك مبرر إلا لأنها من آل البيت وجاء بالامس وعين ابنته نائبة له دون أن يغمض له جفن رغم وجود رجال بأعمار وخبرات وتجارب لسنين عديدة فالسيد الصادق يقول إن ابنته وأبناءه لم يأتوا لقيادة الحزب بالقرابة والعاطفة وإنما بالكسب!! طيب ما لو السيد الامير بابو نمر ومالو السيد صديق إسماعيل ومالو الدكتور ابراهيم الامين؟! الم يكن لهولاء أي كسب وكفاح ونضال لصالح حزب الأمة وحتى بلغوا من العمر عتيا؟! الا يحق لأحدهم الحلم بأن يكون مساعدا؟ لماذا لم يطالب الجنرال برمة ناصر بحقه في الرئاسة والنيابة أو الامانة ما دام ظل يطالب بتعويضات آل المهدي حتى يوم أمس في صحيفة المجهر يطالب الحكومة بتعويضات عربات اللاندكروزر التي صادرتها منهم الحكومة!! وذلك دون أن نسأل نحن من أين جاء اللواء برمة ناصرة بهذه التاتشرات؟! ولماذا حتى يدفع هذا الشعب المسكين تعويضاتها؟! الم تكن كل المليارات التي أخذها حزب الأمة عند كل مفاوضات أو ترضيات أو مصالحة؟! لماذا يبتز حزب الأمة الشعب السوداني حتى يستقر؟! حتى هذا الحوار الاخير والذي يتهمون فيه الحكومة بالفشل يبتزها حزب الأمة بالمطالب المستحيلة السياسية والمادية.. المؤكد كما قال اللواء برمة أن من أهم شروط الموافقة على الحوار أن يتم التعويض اولا هذا لفتح النفس ثم كم تكون نسب القسمة في السلطة؟ وظني أن مطالب حزب الأمة أن يكون الوضع كما كان عليه قبل 1989م... وإلا فلن يكون هناك حوار بل مناورات وتسويف وكر وفر و(تهتدون) و(تفلحون) و(تعودون) إلى يوم يبعثون، فالسيد الصادق يريد أن يكون استقراره هو قبل مصلحة واستقرار البلاد الآن واللواء برمة يقول إنهم قد رجعوا إلى التحالف مرة أخرى يستقوي بهم ويبتز الحكومة لتنفذ لهم مطلوبات حزب الأمة وليس مطلوبات الوطن أو التحالف.. ذلك لان العودة والانتماء للتحالف لم ينجح حتى عندما كان التحالف سيد الاسم يهز ويرز عندما كان رئيسه جون قرنق وأمينه مبارك الفاضل ومحمد عثمان الميرغني وكانت تحرسه جيوش الحركة بقيادة سلفاكير وجيش الأمة وجيش الفتح وعبد العزيز خالد وكل قيادات اليسار.. هذا التحالف الذي خرج اليه السيد الصادق في (تهتدون) ورجع منه خائبا في (تفلحون) وكان يدعمه ويشرف عليه آنذاك دول الشرق والغرب ولم ينجح أحد وكان كيد الله فوقهم حتى يأتى السيد اللواء برمة ناصر ويهدد بالعودة إلى تحالف اليوم الذي حضر الراحل نقد ولم يجده!! هذا منتهى الانتهازية والبؤس.. الشعب المسكين يعلم تماما أن ما لم يستطع فعله التحالف الكبير في أسمرا ومقرراته لن يستطيع أن يفعله له تحالف أبوعيسى والشفيع خضر وابراهيم الشيخ المتهالك، فحتى لو كان هذا النظام فاشلا وفي أضعف حالاته كما يقولون فلن يقبل هذا الشعب الابي أن يكون بديله ضياء الدين وهالة عبد الحليم. ونقول لسعادة اللواء برمة ناصر وصحبه أن موقفا مشرفا لأعيان حزب الأمة والانصار في القضارف وكان احتجاجا على نفس الذي نريد أن نسمع رأي الشيخ عبد المحمود أبو في هذا التعيين وليس الانتخاب وهل تمت مشاورتهم في ذلك أم يقرأون مثلنا في الصحف السيارة؟!!. عثمان محمد يوسف الحاج