لولا إدارة ورجال المرور الذين يقضون الساعات الطوال في الطرق القومية تحت لسعات البرد وحر الشمس ليضبطوا سائقي السيارات ويلزموهم بالسرعة المناسبة لكانت جوانب تلك الطرق ملأى بالسيارات منتهية الصلاحية و(معجونة عجنا) ولكثرت حوادثها وامتلأت المقابر والمستشفيات بالجرحى والمقابر بالموتى ولخسرت شركات التأمين مبالغ طائلة جراء تلك الحوادث المرورية. فالطرق المسفلتة جيدة الإنشاء كطريق الخرطومحلفا وطريق الخرطومعطبرة تغري أصحاب السيارات بالسرعة الشديدة، فقد تسنى لي في إجازة عيد الأضحى المبارك الأخير أن أسافر إلى جذورنا في قرية فرّيق بالمحس، ولولا خبرة ويقظة السائق الذي أتى به ابن خالي المهندس عمر محمد مصطفى لكنا قد دفعنا الكثير من الغرامات لرصد السرعة. أما هذه المرة التي ذهبت فيها للدامر لمناصرة المناصير يوم الجمعة الماضي فقد كان لنا شأن آخر إذ استقللنا سيارتي الخاصة وتبادلت مع د. يوسف الكودة قيادتها، وبما أن عهدنا بالقيادة في الطرق القومية قد طال منذ الشباب فقد ظننا- وبعض الظن إثم ومضر- أننا نقود كالماضي (ألا ليت الشباب يعود يوما فأحكي له ما فعل المشيب). كانت سرعتنا فوق المسموح بها فكانت شرطة المرور لنا بالمرصاد ولم يكن بوسعنا مغالطتهم عندما أبرزوا لنا صورة السيارة التي تخطت مائة كيلو في الساعة فالرادار لا يخطئ ورجال شرطة المرور يؤدون واجبهم بالكفاءة اللازمة (أنظر صورة الرادار لسيارتي النيسان) فهي من أفضل السيارات خاصة في الطرق الكبيرة. عرفنا رجال شرطة المرور وعندما طلبوا دفع الغرامات لم نتردد أو نغالط فالصورة واضحة كما لم يكن بإمكاننا استخدام (فقه التعميم) الذي استخدمناه لرجل الأمن في الذهاب للدامر فدفعنا الغرامات عن طيب خاطر ورجل المرور يبادلنا القفشات والضحكات وينصحنا بعدم الإسراع فنقبل النصيحة (فنحن غير رجال الساسة حكاما ومعارضين لا نقبل النصائح بمنعرج اللوى فلا يتبينون النصح إلا ضحى الغد!) دفعنا الغرامات ثلاث مرات اثنتين عند الذهاب وواحدة عند العودة عدا نقدا مائة وخمسين جنيها (في سبيل دعم المناصير تهون الأموال). كيف لا ندفع بطيب خاطر وإدارة الشرطة ورجالها يحافظون على أرواحنا وسياراتنا ونحن آخر راحة في السيارة وهم يعملون من أجلنا في الصحارى والوديان. أقترح على شركات التأمين أن تعطي لرجال الشرطة حوافز لأنهم يوفرون لهم مبالغ كبيرة جدا ولولاهم لأفلست شركات التأمين. تحية مليون مرة لإدارة ورجال المرور سيما في الطرق القومية. مختار حمور في ذمة الله العزاء موصول لأصهارنا وأصدقائنا ( الحموراب) في وفاة العالم والرجل الشهم الخلوق والوزير السابق- صديق الجميع – وأخو الأخوان- د. مختار عبد العال حمور الذي توفي فجأة أمس وذهب إلى ربه راضيا مرضيا بإذن واحد أحد وواريناه الثرى بمقابر الصحافة وتأثر لفقده بل بكاه كل من ارتبط به في مسيرته العامرة بالإنجاز، ألا رحم الله فقيدنا مختار زوج المكلومة الأستاذة فوزية سعيد حمور ووالد إيمان و إيهاب ومروة وشقيق محمد وميرغني وعثمان وحاتم وعباس ومنذر وأبو عبيدة ووليد وبلقيس وعبلة و فاطمة. اللهم ألهم أسرته وإخوانه وأهله وأصدقاءه وجيرانه الصبر الجميل. إنا لله وإنا إليه راجعون، وإنا لفراقك يا مختار لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. هي الحياة الدنيا لا يبقى فيها إلا وجه الله والآخرة خير وأبقى.