منابع الغناء الهابط...حملة (تفتيشية).! الخرطوم: تفاؤل العامري كلمات ركيكة تحمل كثيرا من الإسفاف في اللغة تحمل مضامين اجتماعية خطيرة وتحوي معاني خارجة عن المألوف، مؤلفوها يعملون على تغيير نمط المجتمع السوداني وإدخال ثقافة جديدة اليه تقوم على ما خف وزنه من الكلمات وعلا صوت ضجيجه، وبسرعة كبيرة وغير متوقعة انتشرت تلك النوعية الجديدة من الأغنيات والتى أطلق عليها البعض مسمى (الأغنيات الهابطة)، بينما استطاعت حجز موقع مميز لها داخل حفلات الأعراس والمناسبات الخاصة لتصبح اليوم أمراً واقعاً وجبرياً على كل الناس، ذلك الأمر الذى دفعنا لنحاول البحث والتقصي أكثر عن منابع تلك الاغنيات...أين تصنع..؟.. وكيف..؟..والكثير من المعلومات حول هذا الأمر في سياق التقرير التالي: ما يطلبه الجمهور: ولأن الحديث في هذا الموضوع له ما بعده فقد رفض اغلب من تحدثنا اليهم من شعراء وفنانين الافصاح عن اسمائهم من خلال هذا التقرير ومن بينهم فنان شاب -ذاع سيطه واشتهر بترديد ساقط الكلام- قال لنا بعد أن اشترط حجب اسمه: (نحن نردد ما يطلبه الجمهور وكم من مرة حاولت أن ابدأ وصلاتي الغنائية بأعمال من الزمن الجميل لها وزنها الا انها تقابل بالرفض من اصحاب المناسبة لذلك عدلت عن ترديدها واصبحت اطلب من بعض الشعراء اغنيات بعينها لترديدها عبر المناسبات الخاصة)، لافتاً إلى أن الاسر السودانية تمثل جزءا اصيلا من تمدد تلك الاعمال وتعتبر احد المنابع المهمة جداً لتلك الاغنيات. اغنيات سرطانية: الفنان محمد ميرغني اعرب عن اسفه البالغ لما وصلت اليه الساحة الفنية رافضا تلك النوعية من الاغنيات، واصفاً اياها بالسرطان الذي اتلف عقول الشباب وقال ل(السوداني): (من يرددون تلك الاعمال عليهم الا يعتقدوا انهم وصلوا للنجومية لانها نجوميتهم هي مسألة زمن ليس إلا، وسينساهم الناس قريباً ابتداء من اسمائهم وحتى اعمالهم)، واضاف: (اتمنى أن يطبق مجلس المهن الموسيقية اجراءاته الصارمة حيال تلك الفئة حتي ينظف اذن المستمع وتعود اغنيات الزمن الجميل). قعدات فنانين: المغني محمد الرحيمة المشهور ب(حمادة الرحيمة) من المغنين الذين اشتهروا بترديد الاغنيات الخفيفة قال ل(السوداني) بعد فترة صمت: (تلك الاغنيات تخرج من قعدات الفنانين)، واضاف: (الوسط الفني كغيره من الاوساط لا يخلو من الخلافات لذا يعمل بعض المطربين على ترديد اعمال تكون وليدة مواقف تكتب وتلحن في اقل من ساعة والغرض منها يكون واضح للكثيرين)، مؤكدا أن بيوت الاعراس وقعدات الفنانين من اهم منابع تلك النوعية من الاغنيات. أمن ثقافي: شاعر شاب اشتهر بتلك النوعية من الاغاني التي غزت الوسط الفني وباتت متوفرة على حناجر الكثير من الفنانين الشباب رفض في البداية أن يتم تحميله مسؤولية تفريخ تلك الاغنيات الهابطة، واضاف :(الفنانون انفسهم هم من يطلبون منه تلك الاغاني بحجة انها التي تتماشى مع بيوت الاعراس التي اصبحت المتهم الاول في انها منبع اصيل لتك الاغنيات الهابطة)، ويضيف: (بتنا نسمع كلام كبار أن مثل هذه الاغنيات تمثل تهديداً للأمن الثقافي، وانا في هذه النقطة احب أن اعرف اين هو ذلك التهديد طالما أن الاسر السودانية هي التي تطلب تلك الاعمال في افراحها ومناسباتها)..؟؟