بقلم : محمد الطاهر العيسابي يحكى أن الرئيس البوسني السابق علي عزت بيغوفيتش " رحمه الله " كان قد اعتاد الصلاة يوم الجمعة في الصف الأول، وذات مرة وصل إلى صلاة الجمعة متأخراًً فأفسح له الناس الطريق إلى أن وصل الصف الأول فاستدار إلى المصلين بغضبٍ و قال مقولته الشهيرة ( هكذا تصنعون طواغيتكم ) !! كأن رحم السودان أوالمؤتمر الوطني قد عجز أن يلد قيادات جديدة بهمةَ وعزيمة متجددة لتقود دفة العمل بالولاية الشمالية أو غيرها، وجوه متكررة ومستهلكة تطل علينا في كل مرة من نافذة جديدة بنفس وجوههم القديمة يتقلبون في المناصب وكأن الحزب ليس له كوادر من صف أول أو ثانٍ . الدكتور " عبداللطيف محمد سيد أحمد " عضو البرلمان عن محلية الدبة، رجل نجله ونحترمه في شخصه ولسنا بصدد تقييم أو تقويم كتابه الآن ، ولكن الرجل قد أفرغ كل ماعنده طوال عقدين من الزمان ظل يتقلب فيهما ما بين وزير ولائي بحكومة الشمالية ومعتمد لمحلية الدبة ونائب برلماني عن الدائرة لأربع سنوات أو يزيد، فما الجديد الذي يمكن أن يقدمه بعد كل هذه العقود وقد شارف السبعين، بعد أن رشحت أنباء باختياره من قبل الكلية الشورية بالمحلية ضمن المرشحين عن الدائرة (4) القومية لدورة ثانية كنائب برلماني ! أليس من الصواب أن يقول الرجل ( كفاية) و يعود أستاذاً جامعياً تستفيد من علمه الجامعات ، حتى يفسح المجال لغيره من الشباب في ظل ما يشاع عن نهج الدولة وعزمها في " التغيير " فكما ترجل الأستاذ علي عثمان ونافع وأبوالجاز، ألم يحن لعبداللطيف وأمثاله أن يترجلوا من صهوة السلطة التي ظلوا يمتطوها لعقود من الزمان ! والحديث لاينحصر عند الأخ " عبد اللطيف " وحده فهو مثال ماثل أمامنا من عدة أمثلة ظلت تتكرر وتتقلب في المناصب دون أن يفسحوا لغيرهم ممن لهم كسب في الحزب أو العمل العام ، نريد قيادات لها طاقات تستطيع أن تنشل الولاية من هذه الوهدة وهذا القاع ، تردٍٍ مريع وفظيع في المشاريع الزراعية والخدمات . قبل شهر أو يزيد زرت مرافق حالها يتفطر له القلب ويندى الجبين، طالبات صغار زغب الحواصل يدرسن بمدارس بلا مرافق، يذهبن لقضاء حاجتهن عند الجيران " أي والله " كما أقول، وفي مدارس أخرى مختلطة دورات المياه بلا أبواب، وجدت أن كل طالبتين يمسكن للأخرى خمارهن أو "طرحتهن " عند الباب لتقضي زميلتهن حاجتها وهي متواريه عن الأنظار!! أي حياء وأي شفقة بقيت فينا بعد هذا الحال !! بالله عليكم ماهو الإعجاز أو الإنجاز الذي قامت به هذه الوجوه (القديمة) لتعيد نفسها باسم هؤلاء، صمت مطبق عن طرح قضايانا بالبرلمان وكأن الدائرة تعيش في ترف ورغد يفيض بها ذات اليمين والشمال، على الحزب الحاكم وخاصة المسؤولين (بالمركز) ما داموا قد أصبحوا قدرنا أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملة تجاه مواطنيهم البسطاء، وأن يكفوا عن هذه " المجاملات " ويقدموا لنا وجوهاً شابة مقنعة تعطينا على الأقل (بارقة أمل) في أن ينصلح الحال . إلى لقاء ... هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته