(الحليفة).. النساء الأكثر استهلاكاً الخرطوم: رحاب فضل السيد احتدم النقاش وتصاعد مؤشر الخلاف بينهما في محاولة كل منهن إقناع الأخرى برأيها.. فترمي الأولى تعزيزاً لموقفها (أقسم بشرف محمد ثم تدفع الأخرى وحاة نظري)، وهذا السيناريو مقتبس من وحي الواقع في مجتمعنا السوداني - بحسب الإفادات التي تحصلنا عليها والتي أثبتت أن النساء أكثر استهلاكا للحليفة - يجسد تداول الناس للحليفة بل أصبحت هي المفاتيح الرسمية وكلمة السر لضمان قبول الحديث خاصة إذا كان المتحدث عديم الثقة في نفسه وهذا بالطبع يرجع إلى عامل نفسي وقد قيل إن تكرارها يؤدي إلى عدم المصداقية، إذا لماذا يحلف الناس؟ ومتى يحتاج الشخص أن يحلف؟ وهل بعد الحليفة يصبح الحديث صالحا لأن يُقبل؟ وما هي الفئة الأكثر تداولاً النساء أم الرجال وما رأي الدين فيها؟ كل هذه الأسئلة وغيرها إجاباتها في الدردشة أدناه. (1) المحامية ميادة أحمد الزين ترى أن الحليفة ارتبطت بعدم المصداقية وكثيرا ما يرددها الشخص الكذاب لأنه يضع احتمال عدم القبول ويجب أن لا يكثر منها الناس صدقا أم كذبا لأنها تدخل في مسألة دينية معقدة ترجع إلى صيغة الحليفة نفسها (وحاة نظري- وحاة عيني – إطرشني) لأن بعض الناس يحرفون صيغها ولأنها ترجع إلى عظمة مكانة المحلوف به فهذا يحتم عدم الحليفة بغير الله. وكذلك الرجال يستخدمونها في أمور أكثر حساسية وخطورة فيدفعون بيمين الطلاق. (2) قال بشير محمد أحمد إنه لا يستخدمها بل يكتفي بطرح حديثه فقط فالمتلقي له الحرية في قبول الحديث وهذا يرجع إلى المتلقي نفسه إذا كان كذابا فيحاول الضغط عليك بأن تحلف له ولا يصدق ما تقول حتى تقسم له بمن يريد هو سواء كان بشرا أو جمادا وهنالك مواقف تستدعي الحليفة وعلى سبيل المثال التحري القانوني (اليمين الحاسمة) وتستخدم لفض النزاعات وتفضي إلى الجلب أو الترك، فالنساء أكثر استهلاكا للحليفة التي ارتبطت عندهن بالاعتقاد فيالأولياء وهذا مردود إلى عقيدة الشخص نفسه. (3) ولكن نجد الحليفة في الساحة الفنية عند الفنانين والشعراء قد أخذت حظا وافرا وتفاوتا في بلاغة من يقرضون الشعر فمن الطبيعي أن تخاطب بشرا بالحليفة ولكن يبدو أنه حتى الحيوانات لديها العناد (والله يا طير الرهو) على ذمة حمد الريح ويبدو أن الفنان عبد الكريم الكابلي بلغ حدا في الحليفة (وحاة عيني سكر) ونجده ذاته يواجه صعوبات في بث رسالته حينما حلف (بي التقطعو) (بحلف بالضفائر والشعر الدوائر والنور الجهر لو ما طبعي نادر من أعلى المنابر بناديك يا قمر) أها شوفوا جنس الكلام دا!