تابعت عصر يوم الاربعاء الماضي حلقة من برنامج "وجهة نظر"عبر اذاعة البيت السوداني اذيعت على الهواء مباشرة وضمت من الزملاء ياسر عركي ، مصعب شريف ،، رندا عطية وهي من تقديم محمد فرح وهبي و محمد عبد الوهاب الامير ،وكان موضوعها الصحافة الفنية وتحديدا المهاترات التي تحدث في الصفحات الفنية بين المبدعين ،وتطرقت الحلقة ضمنيا الى طريقة تحرير الصفحات الفنية واتخذت الاحتفال بذكرى رحيل مصطفى سيد احمد نموذجا. الحلقة كانت متميزة وفيها جهد تحريري كبير وبحث استقصائي للموضوع الرئيسي والموضوعات الفرعية،وكان النقاش من الاخوة الزملاء مثمرا وتميز بالوضوح والشفافية التي وصلت في بعض الاحيان لما يشبه مبضع الجراح،وانتهى الوقت سريعا ولم يشعر احد بمرور الساعتين ،ولأكون دقيقا لم اشعر أنا بذلك رغم مللي وعدم احتمالي للبرامج التي تكثر فيها الثرثرة و"طق الحنك". شخصيا شعرت بامتنان كبير للضيوف وذلك لأمرين ،الأمر الأول هو تعرضهم لشخصي الضعيف بما يدخل في باب حسن الظن بالآخرين ،فقد تحدث الزميل ياسر عركي عن استفادته من شخصي الضعيف واستاذي الزبير سعيد الذي اكن له كل الود والتقدير ،اضافة لاستاذنا صلاح شعيب الذي هاجر الى الولاياتالمتحدةالامريكية ،لكنه لم ينقطع عن الكتابة في مجال الفن وظل متصلا مع قرائه عبر العدد الاسبوعي بهذه الصحيفة والذي يشرف عليه الجنرال احمد طه وهو ايضا من الاساتذة المتميزين في مجال الصحافة الفنية والثقافية ولا زلنا نستفيد من معينه الثر. كما تحدث الزميل مصعب شريف عن صاحب هذا القلم بكثير من الوفاء والتقدير وتمت قراءة عمودي الذي تم نشره في صفحة الفنون التي صدرت يوم الاربعاء الماضي وكان عنوانه " ذكرى رحيل مصطفى،تحدث الزملاء رغم أنني لم اعمل سوى اقل من الواجب ، وفي تقديري ان اكبر مكسب للصحافة – خاصة الصحافة الفنية- ان تستوعب موهوبين يتمتعون بوعي متجاوز للواقع ،وهذا في تقديري شأن العديد من الشباب الذين ولجوا هذا المجال في الفترة الاخيرة رغم سيادة عصر " الهشك بشك"! المهم في الأمر أن الحلقة خلصت الى ضرورة ان ترتفع الصحافة الفنية الى مستوى يجعلها قائدة ومحفزة للابداع ،وليست تابعة وخاوية الا من الاسفاف والابتذال والشتائم،كما هو الحال الان في العديد من المطبوعات واستطاعت اذاعة البيت السوداني، بما تملكه من تراث وخبرة في ترقية الوجدان السوداني ،أن تجعل الحوار منسابا كنهر النيل رغم بعض العثرات التي لا يمكن تفاديها في مثل هذه الاحوال. نبض مهم قريبا من الفنون وبعيدا من اذاعة البيت السوداني ،نعتذر للاستاذ احمد محمد احمد يحيى ،حيث سقط اسمه سهوا عن الموضوع الذي نشر يوم الاربعاء الماضي بعنوان " مع فنان نوبي زائر..سهرة نوبية في ليلة شتوية" والتي سرد فيها وقائع ليلة الفنان الشاب النوبي الزائر غازي سعيد بالنادي النوبي بالخرطوم ،والعتبى له حتى يرضى،وهو من الاساتذة المهتمين بالشأن النوبي بدقة وموضوعية .