أعدها للنشر: سعيد عباس الحلقة الثانية ملخص ما نُشر: صرخة ميلاده كانت في 6 فبراير عام 1945م من أم جامايكية وأب بريطاني، ولكنه عانى من تلك الخلطة نسبة لنظرة المجتمع العنصرية تجاه البيض الذين ينظرون إليهم باعتبارهم مستعمرين ومستبعدين ومستغلين لخيرات الغير وأراضيهم، وكان يتضايق من عبارات عنصرية تقول له: (أيها المخلوط) فلم يتقبله السود كفرد من بينهم لسمرة بشرته الفاتحة، ولم يعترف به البيض لتلك السمرة البائنة فضاق ذرعاً بذلك فضلاً على قسوة جدته من ناحية أمه التي كانت تكلفه بأعباء شاقة وكبيرة كجلب الأحطاب من الغابة ورعي الأبقار والأغنام ليتعرف من بعد ذلك على صبية، ووجد شبه مشردين يمضي جل أوقاته معهم في الشوارع والمقاهي وهو يعزف على آلات موسيقية مختلفة، فدخل معهم وكون معهم فريقا بدأت شهرته تنمو شيئا فشيئا إلا أن موت والده في صباه المبكر وهو ابن العاشرة جعله حزيناً يتيماً تائهاً. (1) تدرج بوب وانتقل إلى مرحلة أعلى وأكبر على ما كان عليه في السابق وذلك لأن أعماله بدأت تنظم بصورة أكبر من ناحية التوزيع الموسيقي والكلمات والألحان، فضلا عن أنهم كانوا يعزفون بالآلات الموسيقية المحلية مثل (الرمبا والشخشيخة والمامبو) ولكنهم انتقلوا للآلات الكهربائية الحديثة وقد ساند بوب في تلك الفترة ابن خالته (سلداجو اوبرت) وكذلك ضمت الفرقة مع بوب – بيتر توش وباني ويلر ولم يقفوا عند هذا الحد فحسب، بل ذهبوا إلى مدينة مجاورة اسمها (تريتش تاون) ليتعاقدوا مع الموسيقار والموسيقي الكبير (جوهيغز) الجامايكي الجنسية. (2) في تلك المرحلة اجتمعت الفرقة التي أسموها باسم (الويلرز) فوضعوا برمجة متكاملة للفرقة ومشاريع وأهدافا مستقبلية للفرقة لم تكن في تلك الفترة تؤسس فرق موسيقية بتلك الكيفية ومن ضمن برنامجهم وضعوا خطة تدريب لمدة عامين كاملين لتجود الاداء وانسجام الفرقة فنيا ونفسيا وقد كان وبعد ذلك نزلوا ليغنوا في المنتزهات والأندية الليلية بأسلوب فريد ومميز وقتها ذاع صيتهم وكانت الجماهير تأتي إليهم من كل صوب وحدب وذلك في عام 1960م حتى اندهش أعضاء الفرقة وخافوا وقالوا: (لا بد لنا أن نطرد الأرواح الشريرة ونغني للموتى حتى لا تعترينا العوارض والصعاب وحتى نكتسب شجاعة وجرأة أكبر)، وبالفعل ذهبوا في الثانية صباحاً ونصبوا أجهزتهم الصوتية ومعداتهم الموسيقية في وسط مقابر قرية (ناين ميل) حتى يغنوا للموتى ويطردوا الأرواح الشريرة ليكتسبوا جرأة وشجاعة بصورة أكبر وأقوى، وكان ذلك وفق مفاهيم ومعتقدات مقدسة و قديمة. (3) بعد ذلك أقامت فرقة (الويلرز) عدة حفلات كان النجاح يتصاعد فيها بصورة مدهشة وكبيرة وعندما رأت إحدى الشركات نجاح حفلاتهم المتزايد سارعت بالتعاقد مع الفرقة لتسجيل عدد من الأعمال وبالفعل حققت تلك الشركة أرباحا وأموالا كبيرة من تلك الفرقة ولكن على الرغم من العمل المتواصل للفرقة وشهرتها الواسعة وكثرة الطلب والعروض عليها إلا أنّ أعضاء الفرقة كانوا يعانون أوضاعاً مادية سيئة وذلك لاحتكار الشركة لإنتاجهم مع ضعف الرواتب والأجور لكل أعضاء الفرقة حيث كان الفرد يتقاضى مبلغ ثلاث جنيهات أسبوعياً ولم يوفر هذا المبلغ حياة كريمة لأعضاء الفرقة وقتها انتفض بوب وأعلن تمرده على الشركة ولكن الرأسماليين المنتجين شنوا حرباً ضروساً ضده إلى أن ضاق به المقام ذرعا فباع بوب كل مقتنياته وأملاكه وسافر إلى أمريكا. نواصل الاسبوع القادم