زمننا هذا زمن الشكوى فما أن تجلس الى شخص حتى تسمع الشكوى وهذه ملاحظة.. والشكوى زاااتا خشم بيوت فالبعض يشكو ضيقه بسبب ارتفاع الأسعار وآخرين تسمع شكواهم من المرض وانقطاع المياه.. أو..أو... والطريف في الأمر عندنا نحن بنات حواء ما أن تسمع شكوى من أحدهم حتى تعطي التبريرات والتخمينات عن المسببات من وجهة نظرك وهذه التبريرات تكون كالآتى: -70% تسمع منهن والله دا إلا كان مرض جامد - 15% تسمع منهن عبارة ها والله إلا كان زول عامل ليكم نصيبه الزمن ده الناس بقوا صعبين شكيناهم لي الله -5% تسمع منهن أي حاجة قسمه ونصيب بس الانسان يصبر عند المحن والمصائب -أما ال10% الأخيره فتسمعك تبريرات مختلفة لايسع المجال لذكرها.. الدكتور عائض القرني في كتابه (لاتخزن) يقول إن الانسان لا تهدأ نفسه ويطمئن باله حتى يؤمن بالقضاء والقدر لأن المقدور يقع رغم حرص الإنسان (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)..و.. (مامن مصيبة في الأرض ولافى أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها)..و.. (لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا).. ذاك اليوم في مجال العمل وفي وقت الإفطار كان هذا هو محور حديثنا نحن الزملاء.... وإحدى الزميلات سألت سؤالا عن مرض حامد وقصة حامد كما يتصورها كل منا حسب مايراه... وكانت التوقعات عزيزي القارئ حسب معاناة كل فرد وها كم أطرفها: - حامد هو موظف دعم معاناته سواء في العمل، المواصلات، الوليه في البيت (منجضاهو بالطلب فأصبحت الأيام دي متشابهة عليهو!! - حامد هو خريج ليهو سنوات وهو يبحث عن العمل والوظيفة وفي نهاية المطاف رضي بالواقع وجلس في دكان لبيع الكريمات قدر ظروفك!!! - حامد هو رب أسرة يعمل طيلة اليوم من أجل لقمة العيش وإيجار البيت وحق الموية وحق الكهرباء وقروش المدارس وقروش النفايات.. ومصاريف الحاجة في البلد...و... شقيقاته غير المتزوجات وهن أمانة في عنقه!!! فأصبح لسان حاله يقول:(الراحة يوم الراحة) - انتهى زمن الإفطار(فسحة الفطور بلهجتنا الدارجية) ونحن قد انتهينا من (قصة مرض حامد) وعلى أعتاب النقاش لقصة (بت المنا الأبوها دفعها والمولى رفعها)... أخيرا عزيزي القارئ قبل أن استودعكم الله حتى نلتقي نقول قول أحمد بن حنبل عندما سأله أحدهم عن الراحة فقال (إذا وضعت قدمك في الجنة ارتحت)... نسأل الله أن نرتاح نحن وأنتم في جنة عرضها السموات والأرض. نهي محمد الربيع