*قبل أيام أجرى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قرعة الدور ال16 لدوري أبطال أوروبا، وأقعت القرعة برشلونة الأسباني لملاقاة مانشستر سيتي الأنجليزي، فيما أوقعت ريال مدريد الأسباني في مواجهة شالكة الألماني . *وهنا بدأت حكاية الصحافة الكتالونية و غذت مشاعر التوجس لدى قرائها المقتنعين أصلا بوجود مؤامرة، فقالت في عنوانها الكبير "أصابع ريال مدريد لعبت في خفايا القرعة". إنها قرعة مصطنعة يا سادة، إنها خدعة كبيرة، لا بل عملية تجسس واستخبارات كونية هدفها ترتيب أوراق الفرق المتلاقية في كل دور بما يخدم المصالح التسويقية والمالية للبطولة وبما يساعد الأندية الكبيرة ذات الجماهيرية الطاغية على البقاء أطول فترة ممكنة. *بكل تاكيد أن مثل هذا الكلام لن يصدقه أحد على الإطلاق، فلا يعقل أن يكون من مصلحة الاتحاد الأوروبي مثلا اخراج برشلونة صاحب الشعبية الطاغية من البطولة عن سبق إصرار وترصد بمواجهة مانشيستر سيتي الإنجليزي . * قصدت من هذه المقدمة، انه يتحتم علينا دائما النظر إلى ما يحدث من شاشة العقل وليس تحسس الحقيقة من خلال المشاعر القلبية التي كثيرا ما تخدعنا، فالمتابع إلى قرعة الأبطال الأفريقي و التي وعلي غير العادة في السنوات الأخيرة، حتمت على الهلال خوض تمهيدي الأبطال الأفريقي، بدلا مما كان يحدث في السابق بان يلعب الفريق في الدور الأول وبصورة مستمرة بعد أن كان معفيا من التمهيدي . * وهذا الامر لم يأت من فراغ، بل جاء للنتائج الذي ظل يحققها فريق الهلال في الفترة الماضية، ففي الموسمين قبل الماضيين لم يتمكن الفريق من الوصول إلى دوري ال(8)، حيث خرج من الدور الأول أمام سيوي اسبورت الإيفواري، ومن قبلها على يد الشلف الجزائري، وفي الموسم الماضي إستطاع أن يصل إلى دوري المجموعات على يد المدرب النابي، ولكن الشاهد الفريق لم يستطع أن يحقق سوى الفوز مرتين على حساب مازيمبي بهدف الجزولي وعلي الزمالك المصري بهدفين مقابل هدف . *والنتائج الأخيرة هي التي ابعدت الهلال من لعب الدور الأول وحولته للتمهيدي بسبب الفوز الذي حقق فريق وفاق سطيف بالبطولة الأفريقية، مما رفع من نقاطه وادى إلى ابعاد الهلال، وبعد أن وضحت الرؤية بمواجهة بطل زنزيبار، فلابد أن يبني الفريق تحضيراته على هذا المنوال، ويبدأ الفريق ومنذ الآن عمل حسابه لهذه المواجهات فالوقت (قصير)، ويجب الحيطة والحذر المبكر، فمواجهة هذه الأندية المغمورة، في حالة عدم الإعداد الكافي، ربما يحدث ما لا يحمد عقباه، وتتكرر مأساة سيوي أسبورت الأيفواري. *نتفق مع الحديث الذي ساقه الأمين العام لنادي الهلال عماد الطيب، والذي اعتبر فيه أن خوض الفريق للدوري التمهيدي (رب ضارة نافعة)، وهو حديث العقلاء، مع عدم إغفال سؤال الكاف بشأن معرفة لماذا تم إستبعاد الهلال من الفرق المعفاة من تمهيدي الأبطال . إفصاح خاص *يجب علينا أن لا نؤمن بأن وراء كل حدث غير (عادي ) مؤامرة.