ظهرت نتيجة القرعة وتأكدت مشاركة الهلال والمريخ في دور التمهيدي (64) ، علي عكس كل التوقعات والقراءات التي كانت ترشح فريق الهلال لتخطي هذه المرحلة والمشاركة في دور ال (32) كما حدث في الموسم السابق ، واستندت هذه القراءات علي تقدم الهلال في البطولة ووصوله لدور المجموعات (الثمانية) ، ليقفز سؤال مهم في تقديري عن المعايير التي اعتمدها ويعتمدها الاتحاد الافريقي في القرعة ؟ لا توجد اجابة واضحة وإن وجدت ، فلا احد يستطيع الجزم بتطبيقها ، فكل مايقال حتي الآن في تقديري مجرد اجتهادات ، ويعتمد في المقام الاول علي نزاهة الاتحاد الافريقي الالتزام بالمعايير المذكورة ، خاصة وان القرعة مغلقة في هذه المرحلة الدقيقة التي ترتكز علي تحديد مسارات الاندية في البطولة . المعايير المطروحة تؤكد علي أن اعفاء الاندية من الادوار الاولي (64) يستند علي الافضلية في التفوق القاري للاندية ، ويعتمد كذلك علي عدد الاندية الممثلة في البطولة (كثيرة ام قليلة) ، بمعني اذا كان تمثيل الدول بنادي واحد في البطولة فقد يضاعف ذلك من حظوظ فريق مثل الهلال في تخطي الدور الاول والمشاركة من الدور الذي يليه ، اما اذا جاءت المشاركة بأكثر من نادي لبلدان عديدة اعطاها التفوق هذا الحق ، تتضاءل النسب في هذه الحالة ، ولعل ذلك اثر علي وضع الهلال في القرعة الحالية ، بخضوعه لخيارات الافضلية بين عدد كبير من الاندية ، في ظل ضيق الفرص للاندية التي يشملها الاعفاء من التمهيدي . وذات الشيء ينطبق علي الكنفدرالية مع الاهلي شندي ، فقد لعبت ذات المعايير دورا رئيسيا في تجاوزه مرحلة التمهيدي والبداية من دور ال (32) لقلة الاندية التي تخضع لمعايير الاعفاء من الدور الاول . وتطبق كذلك علي فريق الخرطوم الوطني المشارك في الكنفدرالية من التمهيدي . معلوم ان القرعة في هذه الادوار (مغلقة) ليست متاحة امام الاعلام ، ولايمثل فيها مناديب عن الاندية ، وهو تقليد متبع في اوروبا وآسيا كذلك ، ولعل هذا (الاغلاق) فتح الباب واسعا امام تساؤلات ، عن امكانية حدوث تلاعب في القرعة وتحديد مساراتها ، باتهام مباشر للاتحاد الافريقي (كاف) في هذا الخصوص ، ويعضد هذه الاتهامات ضبابية الرؤية في الكيفية التي انتهت اليها القرعة بصورتها التي انتهت اليها . التشكيك في نزاهة القرعة لايتوقف علي الاتحاد الافريقي المتهم الدائم بالفساد في امور كثيرة تتعلق بكرة القدم في القارة تاريخيا ، منها التحكم في مسار القرعة ، بمساعدة اندية خاصة اندية من شمال افريقيا بالمشاركة في مسارات سهلة تمهد لتقدمهم في البطولة والفوز بها ، فقد سبقتنا قبل ايام صحيفة اسبانية (الموندو ديبورتيفو) المنحازة لفريق برشلونة ، بالتشكيك في نزاهة قرعة دور ال16 الاوروبي للاندية فقد جاء في الخبر : (وصفت الصحيفة المعروفة بولائها لنادي برشلونة الإسباني، النتائج التي أفرزتها القرعة ب"النكتة" وذلك بعد أن أوقعت فريق برشلونة في مواجه مانشستر سيتي للمرة الثانية على التوالي، في الوقت الذي أوقعت فيه "ريال مدريد" في مواجهة سهلة نسبيّاً أمام شالكه، في سيناريو متكرر لمشهد الموسم الماضي نفسه وأبدت "الموندو ديبورتيفو" استغرابها الشديد مما وصفته ب"حظ ريال مدريد" في قرعة دور ال 16 من النسخ الماضية لبطولة دوري أبطال أوروبا، حيث كان فريق العاصمة الإسبانية قد واجه ليون الفرنسي في عامي "2009،2010"، ومن ثم واجه فريق سسكا موسكو الروسي، في عام 2011، قبل أن يُواجه كاستثناء في عام "2012" فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، فيما لعب العام الماضي أمام فريق شالكه الألماني ولم تجد الصحيفة الكتالونية أي حرج يُذكر في توجيه اتهام مباشر للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بالتلاعب بقرعة دوري أبطال أوروبا من أجل جعل طريق فريق ريال مدريد مفروشاً بالورود .) انتهي .. ليبقي السؤال قائما هل تم تلاعب في القرعة الافريقية؟ . ////