فيما اعتقد رباعي السودان عينه على القرعة الافريقية اليوم يترقب رباعي البلاد المشارك افريقيا المريخ والهلال في رابطة الاندية ابطال الدوري واهلي شندي والخرطوم الوطني في بطولة الاتحاد الافريقي وجماهيرهم والشعب السوداني عموما يترقبون اليوم الاثنين قرعة البطولتين التي تجري فعالياتها بالعاصمة المصرية القاهرة لمعرفة ما ستسفر عنه فعاليات القرعة واي حظ حسن او سيء ينتظر هذه الفرق. *اعتقدت لفترة من الزمن أن جمهور كرة القدم ايا كانت جنسيته سودانياً، أم افريقياً، أم عربياً، وحتى اوربيا بل الجمهور عموما يؤمن أكثر ما يؤمن بأن وراء كل حدث غير عادي مؤامرة، فمثلا اذا اوقعت القرعة اليوم فريقا صغيرا في وجه فريقه المفضل يصف المنافسون هذا الامر بالشيء غير الطبيعي وإذا فاز فريق صغير على فريقك الكبير او سجل لاعبا وصام آخرون أو نظمت البطولة في بلد دون غيره، فلا بد أن هناك مؤامرة. *ولكن في الفترة الأخيرة بدأت أعتقد أكثر أن الجمهور في العالم كله على هذا المنوال لان موضوع الحديث عن المؤامرة وان القرعة موجهة لم يسلم منها حتى الجمهور الاوربي. فمثلا عندما أجرى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قرعة الدور ال16 لدوري أبطال أوروبا، وقررت القرعة أن على برشلونة ملاقاة مانشستر سيتي، فيما تعين على ريال مدريد مواجهة شالكة هنا بدأت الحكاية مع الصحافة الكتالونية التي غذت مشاعر التوجس لدى قرائها المقتنعين أصلا بوجود مؤامرة، فقالت في عنوانها الكبير "أصابع ريال مدريد لعبت في خفايا القرعة كما قالت إنها قرعة مصطنعة يا سادة.. إنها خدعة كبيرة، لا بل عملية تجسس واستخبارات كونية هدفها ترتيب أوراق الفرق المتلاقية في كل دور بما يخدم المصالح التسويقية والمالية للبطولة وبما يساعد الأندية الكبيرة ذات الجماهيرية الطاغية على البقاء أطول فترة ممكنة. *هل يصدق أحد هذا الكلام؟.. وإذا كان فعلا هذا هو الحال فكيف يكون من مصلحة الاتحاد الأوروبي مثلا اخراج برشلونة صاحب الشعبية الطاغية من البطولة عن سبق إصرار وترصد ربما يتعين دائما النظر إلى ما يحدث من شاشة العقل وليس تحسس الحقيقة من "ذبذبات" المشاعر القلبية التي كثيرا ما تخدع صاحبها.؟. *الجمهور السوداني حاله حال الجمهور المصري والإسباني والانجليزي والأوروبي عموما والذي أقنع جزءا منه ممثلا في بعض جمهور وكتاب الهلال الذي اقنع نفسه في يوم من الأيام بأن المريخ واهلي شندي والخرطوم يشاركون في بطولات الكاف بعرق الهلال. *للاسف حال كرتنا وتعصبها المقيت اضر بتطورنا وارجعنا خطوات بسرعة الصاروخ للوراء لذلك نتمنى أن يرتفع الاحساس بالمسئولية ونتمنى أن تكون قرعة اليوم رحيمة بنا وبفرقنا وتضعنا امام فرق معقولة مع اعتقاد الجازم أن جميع الفرق التي وصلت مرحلة سحب القرعة لها نفس الطموح ونفس الامكانيات بل أن هنالك فرقا تشارك لاول مرة كفريق عزام التنزاني فات الكبار والقدرو لذلك فان الخارطة الصحيحة للمنافسة على بطولات الكاف. *يا سادتي يبدأ من احترامنا لجميع المنافسين الى جانب تجهيز انفسنا وتحضير فرقنا بالصورة التي تتيح للاعبينا مصارعة اي من الفرق مع الوضع في الاعتبار أن الطموح متشابه والامكانيات متقاربة فقط يتفوقون علينا بالفهم الاحترافي واحترام كرة القدم باعتبارها سفارة شعبية تقدم للبلدان ما يعجز عن تقديمه السياسيون.