*مباراة الأحمر أمس الأول أمام (رهيب كوستي) ومباراة الأربعاء القادم أمام أهلي الخرطوم إلى جانب مباراة الأحمر أمام هلال الفاشر و مقدرة وخبرة الجهاز الفني النوعية وإصرار وعزيمة اللاعبين؛ جميعها تعتبر خير إعداد للفريق للصراع الإفريقي الخالص الذي يواجه من خلاله مريخ السودان عزام التنزاني, في تمهيدي البطولة الإفريقية أبطال الدوري, منتصف الشهر الجاري. لم يُفلح مريخ السودان في تجاوز عتبة التأهيلي للموسم الماضي بعد أن خرج على يد كمبالا سيتي اليوغندي, وكون منسوبي الأحمر لم ينسوا هذا الخروج بعد, بل ظل محفورا في الذاكرة مما يصعّب كثيرا من مغامرة عزام, لأن المريخ بكل مكوناته, وعلى رأسها الجهاز الفني واللاعبون, يدخلون كل مباريات الممتاز وكأنها مباراة عزام. **الأحمر مطالب هذا العام بتجاوز حالة النّحس التي لازمته, حتّى في دياره الموسم المنصرم، إذ أنّه لم يُعاقب فقط على مستوى عدم التأهل لدور ال(32)، ولكنّ العقوبة الحقيقية كانت من جمهوره الذي تذوق مرارة الخروج غير المتوقع, بعد أن أدار له الحظ الظهر بفعل الفشل في تحقيق الفوز في استاد الخرطوم, وتقبل الخسارة بهدفين نظيفين. ولعلّ الفرصة الأكبر الآن للأحمر أن مجلسه وجهازه الفني ونجوم الفريق جميعا وقفوا على إخفاقات الموسم الإفريقي الماضي, ووضعوها نصب أعينهم, فعالجوها وجعلوها هدىً لهم. *كل المقدمات ومستوى الفريق واستنفار محبيه مصحوبا باحترافية مجلس إدارة ومكونات مجتمع مريخي مختلفة جميعها وضعت هذا الخروج المبكر وغير المتوقع أمام كمبالا في حسبانها، ونصب أعينها، وظهر ذلك جليا من خلال المعسكرات والتدريبات وإصرار اللاعبين, وتوفير المجلس لكل متطلبات الإطار الفني ومباريات الفريق الذي يواصل هذه الأيام مبارياته التنافسية الشرسة في الممتاز, والتي افتتحها بالرابطة كوستي, وقهرها بثلاثة أهداف مقابل هدف, إلى جانب معركة كوستي أمام رهيبها والتي عاد منها الأحمر بالنقاط الثلاث, عبر هدف عجب, وكانت مباراة أشبه بالمعركة, من حيث القتالية والمجهود البدني والفني والقتال من أجل الفوز وفك ترسانات دفاعات الخصم عبر طرق مختلفة, وهي وسائل كانت تنقص الأحمر كثيرا في الفترة السابقة. *يقف الأحمر الآن على أرضية صلبة, قوامها فريق مكتمل, فالبدلاء بنفس امتيازات الأساسيين , مسنود بآمال وطموحات جماهير ضخمة تفرض على الجهاز الفني واللاعبين العمل والسعي المستمر لتحقيقها، وليعمل مجلس الإدارة على التركيز لجعلها واقعا بإعادة تهيئة مناخ من الثقة وتوظيف المهارات التي تتوفر للاعب الأحمر الآن لتجاوز فكرة بناء أكثر من تشكيل لفريق ينافس على عدد من البطولات. ولا أعتقد أن الفريق الذي أنجب جيل مانديلا وسيكافا عاجزٌ عن مواصلة مشوار البطولات في زمن إدارة غارزيتو الفنية باعتباره أفضل المدربين, ويقاتل بنوعية من اللاعبين الأجانب الممتازين والوطنيين المتمرسين. *ولعلّ الإطار الفني قد تجاوز أخطر ما يتهدّد الأحمر في الموسم الجديد من حيث تجريب اللاعبين, وفي مباريات الممتاز وضحت تشكيلة الأحمر للموسم الجديد بعد أن منحها الإطار الفني الوقت الكافي حيث حدث الانسجام بين اللاعبين وأصبح الفريق في وضع يسمح له بمصارعة عزام ورفاقه, بل وصرعه والعبور لمحطات قادمة.