أن ترتبط (بت العشرين) برجل خمسيني أو ستيني، صار أمراً في غاية البساطة واليُسر، ولا يستحق كل ذلك التعجب الذي يبديه البعض حال سماعهم خبر زواج (عشرينية) من رجل في سن والدها أو أكبر منه، وقد سألت قبل سنوات خلال تحقيق كنت أقوم بإعداده، عددا من بنات حواء حول ظاهرة الارتباط برجل يكبرهُن سناً، وقد تنوعت الإجابات في ذلك الوقت، فمنهُن من صرحت أنها تفضل الارتباط برجل كبير لأنه مسؤول، ومنهن من كانت (خبيثة جداً) وقالت إنها ستتزوج منه لترث أمواله بعد وفاته، وأخريات كان رأيهن مغايراً تماماً لذلك، وقلن إن ارتباطهن برجل كبير هو حل اضطراري للهروب من (زنقة البورة) التي حاصرتهن دار دار، و(زنقة زنقة).. وبيني وبينكم الرأى الأخير دا هو الأقرب للتصديق والحقيقة، فظاهرة عزوف الشباب عن الزواج بالفعل قد ساهمت في إصابة الفتيات بالهلع، وجعلتهن يقبلن بأي خيار، حتى وإن كان خياراً (مدتو منتهية)، هذا بجانب الظروف الاقتصادية الطاحنة جداً والتى جعلت الأسر السودانية تبحث عن (مُخارجة) لبناتها، دون مراعاة لفوارق السن، أو (حتى فارق توقيت الزوجية ذاتو). شاهدت بنفسي خلال السنوات الأخيرة عشرات الزيجات من تلك النوعية غير المتكافئة في السن، ولاحظت الفشل الذى دائماً ماتختتم به مثل تلك الزيجات، فإما أن تنتهي بطلاق سريع، أو بمعاناة بطيئة، بعد أن يصاب العريس المنتظر بمرض عضال بسبب تقدم السن، وتصبح (البنية) الصغيرة في حيرة من أمرها، إما أن تبقى إلى جانبه وتخدمه وتعتني به بحكم أنه زوجها، وإما أن تغادر إلى منزل والدها وسط لعنات الناس والشارع واتهامهم لها بعدم تقديس الحياة الزوجية ومراعاة زوجها المريض.....الأمر بالفعل بحاجة لنظرة مجتمعية صادقة، وإيجاد حلول لهذه الظاهرة التي بدأت تستشري في جسد المجتمع، فلا يعقل أن يأخذ هؤلاء (زمنهم وزمن غيرهم كمان)..ولا شنو؟؟؟ شربكة أخيرة: الأم التي تخاف على مصلحة ابنتها ومستقبلها يجب أن ترتفع بالوعي، وأن تسعى لتسهيل زواج ابنتها مع من يوافقها في السن والحالة الاجتماعية وإن كان معدماً، فشاب (معدم) خير من ثري (عجوز) و(يابت) راعي حرماني واخشى عامل السن)..!