برزت للسطح العديد من الظواهر الاجتماعية غير المألوفة للمجتمع السوداني الذي ظل يعرف بقيمه الانسانية النبيلة ومن هذه الظواهر الغريبة التي برزت للسطح في السنوات الاخيرة ضرب الزوجات وبرغم ان الامر لم يعد ظاهرة وفق المحاضر والسجلات الرسمية الا ان المشكلة باتت تؤرق المراقبين للحراك الاجتماعي ومنظمات المجتمع المدني المناصرة للمرأة .. كانت حالة ماجدة مثار احاديث اهل ذلك الحي الراقي الذي يصنف ضمن قطاعات المجتمع المخملي .. نشأت ماجدة مثل سائر فتيات تلك الطبقة كان جمالها الاخاذ يأخذ بالالباب .. كان اي من فتيان الحي يتمناها زوجة واما لاطفاله فإضافة للجمال عرفت ماجدة بأدبها الجم فكانت من نصيب احد الاثرياء .. وافقت عليه رغم فارق السن .. فضلته علي الشباب وان هي الا شهور فتحولت حياتها الي جحيم لا يطاق ووصل الخلاف لمرحلة الضرب المبرح استمعنا لمحدثتنا وهي تروي مأستها فقالت والدمع ملء مقلتيها وفي الحلق غصة (لم اكن اتوقع ان يبلغ بي الامر لهذه المرحلة . انه الرجل الذي فضلته علي الجميع.لقد بات يضربني لاتفه الاسباب ويسبني امام الملأ مما ولد فيّ احساسا مريرا وبت اكره الحياة .لقد ظللت اراعي حالة اطفالي ولولا انني اخشي عليهم الضياع لما توانيت في طلب الطلاق لحظة ولا اخالني ادعي كذبا لو قلت لك انني بت افكر في الطلاق بصورة دائمة . اما حكاية فاطمة فقد سلكت سبيل الطلاق ونالته بعد وقفة اسرتها التي رفضت الاعتداء عليها بالضرب من الزوج تقول فاطمة ( انها ورغم مرور عام علي طلاقها الا انها تكره فكرة الارتباط والزوج مرة اخري لانها - علي حد قولها - باتت تكره الرجال ولن تعيد الكرة واشارت فاطمة الي انها تحمد الله كثيرا علي انها لم تنجب من زوجها الذي كان يضربها صباحا ومساء كما انها في اعقاب حصولها اخيرا علي احدي الوظائف باتت اكثر استقلالية وقدرة علي الايفاء باحتياجاتها، كما ان وجودها بمنزل والدها يمنحها الاحساس بالامان. اما (.....) فرفضت في البدء مبدأ الحديث وبعد إلحاح طالبت بعدم الاشارة اليها ولو بالحروف فقالت : ( ان الوضع المادي لاسرتي جعلني اوافق علي اول من يطلب يدي للزواج فكان زوجي .. كانت الحياة تمضي بصورة طبيعية وبعد مصاحبة زوجي لشلة من الاصدقاء بات يأتي المنزل مخمورا فبدأت المشاكل حتي وصلت مرحلة الاشتباك بالايدي والتعدي علي بالضرب امام اطفالي فلم اجد غير ان ألوذ بالصبر محتسبة امري لله خاصة ان امر عودتي لاسرتي غير وارد، وزادت المعاناة بعد ان اصبح ابنائي مصابين بعقد نفسية نتيجة تصرفات والدهم . سألت الدكتورة عرفة شداد استاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة الاحفاد عن حالة الاعتداء بالضرب علي الزوجات ان كانت محدودة ام تطورت لظاهرة وسبل احتوائها فقالت ان الايذاء الجسدي امر رفضته كافة التشريعات الدينية والمواثيق الدولية لحقوق الانسان والدين الحنيف اوصي باحترام المرأة وكانت اخر وصايا النبي عليه السلام قوله ( اوصيكم بالنساء خيرا ) كما ان جميع القوانين الوضعية ادانت استخدام العنف ضد المرأة وجرمته، مشيرة الي ان الرجل الذي يضرب زوجته يعاني من اضطرابات نفسية او عقلية وفقا لمفهوم علم النفس لان إلحاق الاذي بشخص ضعيف جسمانيا واذا كان البعض يستغل الضعف الجسماني للمرأة لالحاق الاذى الجسماني بها والتنفيس عن شحناته من الغضب فإن ذلك الشخص مريض يجب مراجعة حالته عند احد الاطباء النفسيين ونفت الدكتورة عرفة وصف ما برز للسطح من ضرب للزوحات بأنه ظاهرة وانما هي حالات تبقي محدودة برغم ان تجاهلها له آثاره الخطيرة وربما اسهم في زيادة معدلاتها .