محمد عثمان ابراهيم www.dabaiwa.com قلنا الخميس أن ركون الحكومة ل(خدَر) أن المعارضة ضعيفة، ومتهافتة، وقليلة الحيلة لا يصلح وضعه كعائق مرعب في طريق الراغبين في إسقاط النظام بأي ثمن. حين سقط نظام طالبان في أفغانستان، تلّفت الشعب يمنة ويسرة ثم عاد ببصره إلى الوراء وكاد مجلس الأعيان (لويا جيرغا) أن يعيد تنصيب الملك السابق محمد ظاهر شاه لولا أن واشنطن عثرت على كرزاي. حين طرح اسم ظاهر شاه لتولي الحكم في أفغانستان ما بعد طالبان، كان قد بلغ من العمر الثامنة والثمانين ولم ير بلاده لثلاثة عقود. في الجزائر أوتي بمحمد بوضياف للسلطة بعد عقود من المنفى في المغرب، وبعد قليل تم الإتيان بالرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة بعد أن حسب كثيرون أن القدر قد كتب كلمته الأخيرة في التاريخ الوطني للسياسي المخضرم. لا شيء مستبعد على الإطلاق! إذا واصل النظام الحالي استبعاده لقوى الشارع السياسي واكتفى بالأشباه والنظائر بعيداً عن الأصول فإن قادة النظام بأنفسهم سيكتبون الكلمة الأخيرة في سجل حكمهم الطويل. المعارضة غير الرسمية (أي معارضة الأغلبية المتشككة وليست الصامتة) تتنفس الآن نسائم التغييرات المتسارعة في المحيط العربي. صحيح أن هذه الجماهير تتنفس الآن باتجاه واحد شهيقاً، فيما لم تتوافق بعد الظروف الموضوعية لابتداء الزفير. الحاجة الآن ملحة جداً لاستقطاب القوى الحية في الفضاء السياسي مثل الاتحادي الأصل، وحزب الأمة، وأبناء جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور والشرق وأبيي، بشكل يتواءم مع ضرورة اضطلاع تلك القوى بمسئولية مشاركة أبناء ولاية نهر النيل في وطن واحد. إذا أرادت الحكومة تأسيس عقد جديد بينها وبين المواطن على إنشاء جمهورية ثانية فإن عليها أن توضح أهدافها وتطرح مبادئها وأن تكون أكثر عدلاً في توزيع مهام البناء، وأقسى على نفسها قولاً وفعلاً للحق عند دفع المظالم. الجمهورية الثانية يجب أن تكون ضد الفساد وضد من أثبتت السنوات أنهم أقرب الى ممارسته وأكثر تعسفاً في ممارسة السلطة مثل علي محمود (قصة علاج ابنه في أمريكا على حساب الدولة دون استحقاق، وحكاية أمره بحبس صحفي، وغيرها) ومثل عبدالحليم المتعافي الذي جمع بين الإدارة والتجارة فأفلح في الثانية وتعثر في الأولى. أُذن الشارع مليئة بالحكايات التي تخلط بين الحقيقة والشائعة والطرفة لكن ألطف ما بلغني ما روي عن أن مواطناً اشترى طحنية من أحد المتاجر ولما رأى أن البائع يهم ب(لف) الطحنية في ورقة صحيفة عليها صورة أحد الكبار اعترض قائلاً "لا لا لا بالله، ياخي لو لفيتها مع الزول بيلحسها"! الجمهورية الثانية يجب أن تكون ضد نظرية تقريب أهل الولاء والأرحام السائدة والسعي لتقريب أهل الاستقامة، والقدرة، والمعرفة، والاجتهاد. الجمهورية الثانية يجب أن تكون جمهورية للجميع وإلا فالخواتيم أمامكم مقدماً.