تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    كامل إدريس في السعودية: وعكة رباعية..!!    الكويت ترحب ب "الرباعية" حول السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    بايرن ميونخ يتغلب على تشيلسي    نادي دبيرة جنوب يعزز صفوفه إستعداداً لدوري حلفا    البرهان : " لايمكن أن نرهن سيادتنا لأي دولة مهما كانت علاقتنا معها "    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    "مرصد الجزيرة لحقوق الإنسان يكشف عن انتهاكات خطيرة طالت أكثر من 3 آلاف شخص"    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    خطوط تركيا الجويّة تدشّن أولى رحلاتها إلى السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    هدف قاتل يقود ليفربول لإفساد ريمونتادا أتلتيكو مدريد    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد سفر 11 طالباً موسم الهجرة إلى (داعش)
نشر في السوداني يوم 21 - 03 - 2015


موسم الهجرة إلى (داعش)
على امتداد شارع الستين بالخرطوم كان ينطلق بسيارته (البيك اب) (دبل كابينة) في وقت متأخر من الليل، لمح امرأة منقبة، فتوقف لها بدافع المروءة ليقوم بتوصيلها، ركبت في المقعد الخلفي، وبعد أن شكرته واشادت بشهامته، لم تضع كثير وقت لتطلب منه أن ينضم اليهم في تنظيم الدولة الاسلامية فهم بحاجة لشباب متدين ومخلص مثله، قبل أن تعرض عليه أن تقوم بالاتصال بقيادي ليتحدث معه اكثر، شكرها وهو يثني على ما يقومون به من عمل، واشار إلى انه يعمل في شركة وأن السيارة التي يقودها ليست ملكه، وانه يجري على رزق ابنائه، قاطعته بأنهم على استعداد لاعاشته واسرته، الا انه شكرها ودعا لهم بالتوفيق والنصرة، لتطلب منه التوقف على جانب الطريق وتترجل منه، لينطلق بعدها بسرعة والخوف يتملكه وهو يلعن اليوم الذي ادخله في هذه الورطة.
تقرير: محمد عبد العزيز*
محاولة إنقاذ
المشهد السابق يكشف عن عمليات استقطاب منظمة من قبل تنظيم الدولة الاسلامية للشباب السودانيين من الجنسين للانخراط في التنظيم، وفي هذا السياق كشفت مصادر صحفية عن تسلل 11 طالبا وطالبة من بينهم خمسة ينتمون لاكاديمية السودان للعلوم الطبية والتكنلوجيا التي يمتلكها وزير الصحة بولاية الخرطوم مامون حميدة، بعد أن تم تجنيدهم واقناعهم بالسفر للقتال في سوريا والعراق.
فى الاثناء لم تعلق ادارة اكاديمية العلوم الطبية على ما حدث، ولم يرد نائب مدير جامعة العلوم والتكنلوجيا د. حافظ حميدة على اتصالات (السوداني) المتكررة او رسائلها النصية.
وهو ذات الموقف من قبل اسر الطلاب، حيث رفضت اسرة احدى الطالبات التعليق على ما حدث وقالت: "اعذرني لا استطيع التحدث حول هذا الامر على الاقل فى هذا الوقت الحساس". بينما فضل آخر انكار علاقته بأسرة طالبة ليتجنب الحديث مع الاعلام.
وتقول مصادر مقربة من اسر بعض الطلاب:" لقد تم نقل الطلاب إلى تركيا يوم الأربعاء الماضي، كمقدمة لنقلهم إلى سوريا"، وتضيف ل(السوداني) أن عدداً من ذوي الطلاب قد توجه إلى تركيا للحاق بأبنائهم قبل دخول سوريا وان الطلاب يعتبرون من المبرزين في المجال الاكاديمي ويحملون الجنسيات البريطانية والامريكية الامر الذي سهل عملية خروجهم من المطار، وزاد :"ان اسر هولاء الطلاب تعيش في وضع نفسي صعب، وهم يناشدون الجميع بالدعاء لهم لإنقاذ ابنائهم".
وفي السياق يكشف مقطع صوتي منسوب لإحدى قريبات الطالبات المسافرات يتم تداوله على (الواتساب) أن الطلاب والطالبات الذين سافروا إلى سوريا الاربعاء الماضي من خريجي الطب، وتضيف صاحبة المقطع هدى النعمة في ذات المقطع الذى تسنى ل(السوداني) الاستماع له - دون التأكد من صحته- أن الطلاب عرفوا بالتدين وسط زملائهم والتزمت الطالبات منهن بالنقاب، وتمضي النعمة إلى أن من قام بتجنيدهم طلب منهم الذهاب إلى سوريا ليقوموا بمداواة الجرحى، فغادروا إلى هناك دون أن يخطروا اهاليهم، وبعد وصولهم إلى تركيا ارتابت احداهن في طبيعة مهمتهم فساورها الشك فقامت بتصوير مكان تواجدها وارسلت رسالة استغاثة لوالدها، والذى قام بنشر الخبر، والاتصال بالسلطات الرسمية، ليقوم بالسفر إلى تركيا لتلحق به بقية الاسر الاخرى، وتشير النعمة إلى اصابة والدة احدى الطالبات ب(سكتة دماغية) رقدت على اثرها في احدى المستشفيات بالخرطوم، وتختم النعمة حديثها بالقول إن المعلومات التى توفرت حاليا تشير إلى أن الطالبات يتواجدن بتركيا الا أن احداهن باتت على مشارف الدخول إلى سوريا.
عمليات استقطاب
ويتساءل البعض عن كيفية استقطاب داعش للشباب السوداني والاستراتيجية التي يستخدمها عناصر التنظيم سواء من خلال الجامعات او من خلال الشارع العام، وتروي مصادر ل(السوداني) أن بعض الشباب باتوا يلجأون ل(حبيباتهم) ليطلبوا منهن توصيل خطابات يودعون فيها اهلهم تسلم بعد مغادرتهم السودان وهو امر يقارب ما كان يحدث مع الشباب ابان العمليات العسكرية في جنوب السودان والتى اخذت طابعا جهاديا من قبل الحكومة حيث كان الشباب يودعون خطاباتهم عند (اقرب دكان)، او يلجأ بعض الشباب لوسائط التواصل الالكترونية الحديثة ليخبروا ذويهم بنواياهم الجهادية بعد مغادرة اوطانهم.
وتقول القيادية بالحركة الاسلامية سناء حمد العوض إن خطاب الدولة الاسلامية (داعش) يمتاز بالوضوح والمباشرة وعدم التعقيد مما يساعد على استقطاب الشباب، وتقول في تصريحات سابقة إن خطاب داعش يقوم على عنصرين هما اقامة دولة الخلافة الاسلامية وفتح الفتوح، الأمر الذي يخاطب اشواق الشباب ويجد القبول بينهم.
في ذات الوقت يقول الصحفي المختص في شأن الجماعات الاسلامية الهادي محمد الامين أن ثمة طريقتين لاستقطاب الشباب اولهما تكون بالاستقطاب المباشر كما حدث في اكاديمية العلوم الطبية التى باتت قاعدة لتجنيد الطلاب، اما الطريقة الثانية فهي عبر التواصل الالكتروني، ويرى الامين أن الطريقة الثانية هى الاكثر تأثيرا لما تتمتع به من حرية أكبر وفعالية اكثر في تشكيل القناعات، علاوة على اكمال ترتيبات التفويج لخارج السودان. ويضيف أن ظاهرة سفر الفتيات السودانيات للقتال في صفوف التنظيمات الجهادية وعلى رأسها (داعش) يعد ظاهرة جديدة، ويضيف في حديثه ل(السوداني) توجد مثل هذه الظاهرة في الدول الغربية.
ويمضي الامين في حديثه ويقول إن وصول فتيات سودانيات لسوريا او العراق للقتال ضمن صفوف داعش قد يعطي دافعا لهجرة المزيد من الفتيات، ويلفت الامين إلى أن الظاهرة اقتصرت فيما مضى على الشباب، قبل أن تتطور بهجرة اسر بكاملها لمبايعة البغدادي والاقامة تحت راية الدولة الاسلامية، ويقول الامين ما حدث جمع ثلاثة عناصر هي الهجرة والبيعة والقتال تحت راية خلافة البغدادي وهو ما لم يتوفر لقادة التنظيمات الجهادية من قبله بمن فيهم زعيم القاعدة الراحل اسامة بن لادن.
أكاديمية العلوم الطبية..هل تحولت لخلية استقطاب للجهاديين؟!
تعتبر جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا من الجامعات الحديثة في السودان، وأسسها البروفيسور مأمون حميدة، الوزير الحالي لوزارة الصحة.وتأسست الجامعة في عام 1996 وهي جامعة عالمية جذبت إليها قاعدة واسعة من الطلاب من أوروبا وكندا وأميركا، ولغة التدريس الرئيسية بها هي اللغة الإنجليزية، وغالبية طلاب الطب والصيدلة بها من الأجانب. وتعتبر من أغلى الجامعات الخاصة بالسودان، حيث يرتادها الطلاب الأثرياء أو الذين يعيش ذووهم خارج البلاد، وقد ارتبط اسم الجامعة في الآونة الاخيرة بعدد من الشباب الملتحقين بالتنظيمات الجهادية، لا سيما بعد أن اوقفت السلطات البريطانية في اكتوبر الماضي الطالب طارق عبدالرحمن حسان (مغربي يحمل الجواز البريطاني)، وقالت عمادة شؤون الطلاب بالجامعة في بيان صحافي إن الطالب طارق أجريت له معاينة في الأول من أغسطس 2013، وأكمل عامه الأول بنسبة حضور تفوق 85%، ونجح في كل المواد حيث نقل إلى السنة الثانية. وبدأ الطالب سنته الثانية في سبتمبر الماضي، وكانت نسبة حضوره 100% إلى حين تسلمه جواز سفره بواسطة ضابط العلاقات العامة بالجامعة في صباح الثلاثاء 30 سبتمبر الماضي. وكشف عميد شؤون الطلاب أن المعلومات المسجلة عن حسان تفيد بأنه بريطاني من أب سعودي وأم مغربية الأصل.
قبل أن تعود الجامعة مجددا نهاية الاسبوع الماضي بعد هجرة طلاب منها للحاق بداعش في سوريا.
فى ذات الوقت تنقل مصادر متطابقة بالجامعة تحدثت ل(السوداني) –بعد أن فضلت حجب اسمها- أن ثمة جمعية ثقافية داخل الجامعة تحمل اسم (...) تقوم بنشاطات مشبوهة داخل الجامعة، وتساهم في نشر الأفكار الإسلامية المتشددة، عبر منابرها واصدارتها الشهرية التى توزع داخل الجامعة وعبر المواقع الالكترونية.
وتضيف ذات المصادر أن احد الدعاة كان يطالب الطلاب بألا يستمعوا لغيره من الشيوخ، مدعيا الحقيقة المطلقة بل كان يطالبهم بألا يعودوا للقرآن والسنة وأن يلتفتوا لحديثه فقط، وان ذات الداعية مضى اكثر من ذلك مؤكدا أن الجهاد افضل من بقية العبادات الاخرى بما فيها الصلاة، وعندما سأله احد الطلاب في حلقة دراسية عن عدم ذهابه هو للجهاد، تهرب منهم وقال إن مهمته أن يقود الشباب لطريق الجنة.
ويحذر الكاتب الصحفي محمد الفكي من أن تتحول اكاديمية العلوم الطبية لجامعة (الحقانية) التي خرجت قادة حركة الطالبان، ويلفت الفكي في حديثه إلى (السوداني) إلى أن العشرات من طلاب وخريجي الجامعة انضموا لتنظيمات جهادية في العديد من الدول وآخرها (داعش).
ويرى الفكي أن مامون حميدة صنع جامعة للاغنياء وظن بذكائه المهني أن الجامعة مهنة ومضى في صنع الاطباء الشطار ومنع من جامعته النشاط السياسي المورق للدولة والعمل الاكاديمي ، وبدأ الترويج لفكره الجامعة المستقرة الجاذبة لابناء الاثرياء والمغتربين القادمين لمهمة واحدة فقط حفظ كتب الطب والصيدلة والهرولة للخارج من اجل التخصص وجمع المال حتى صارت جامعته جزيرة معزولة وسط مجتمع يضج بالاسئله وينوء تحت ثقل مشكلاته. ويضيف الفكي أن طلاب الجامعة في عمر يضج بالاسئلة الانسانية والوطنية لكن عندما يغيب الصوت الآخر والنشاط تضحي الجامعة منبرا لخطاب السلفية الجهادية تحت ستار الدين ، وهي خطابات يقينية وسهلة تنتشر وسط طلاب الكليات العلمية لطبيعة دراستها اليقينية لذلك يقول الطالب الذي اخفاه اهله عن جامعات العنف السياسي ودفعوا له مالا عددا في خاتمة المطاف (دراسة الطب هدر للوقت فيما لا يفيد)، ويدعو الفكي في ختام حديثه لفتح الجامعات –بما فيها جامعة مأمون حميدة- للنشاط السياسي والفكري الحر حتى لا يتحول الطلاب لصيد سهل من قبل الجماعات المتطرفة.
ويرى الصحفي المختص بشأن الجماعات الإسلامية الهادي الامين أن اكاديمية السودان للعلوم الطبية مثلت منصة لاستقطاب الشباب لصالح (داعش)، ويقول "يتم ذلك لعدة اعتبارات انها جامعة ذات طراز عالمي تجمع طلابا من جنسيات مختلفة فضلا عن أن التواصل بين طلابها سهل لا سيما وان لديها داخليات راقية توفر فرصة اضافية لعملية الاستقطاب"، ويزيد "كذلك المستهدفون ممكن يكونوا ابناء قيادات فاعلة ونافذة في الحراك المجتمعي والسياسي والمدني ولأبناء وبنات شخصيات بارزة ومعروفة او ابناء دعاة وائمة كبار يعدون رموزا في المجتمع".
ويلفت الامين إلى أن ما ينطبق على اكاديمية السودان للعلوم الطبية يكاد يتشابه إلى حد كبير مع جامعة افريقيا العالمية وهناك اوجه تشابه وتماثل بين المؤسستين التعليميتين.
ويلفت المحلل السياسي عبد الله رزق إلى أن هناك اتهاما مماثلا اثير في الاوساط النيجيرية بشأن جامعة افريقيا العالمية، كحاضنة لبوكو حرام.
فى بيتنا داعش
عندما سئل مراسل قناة العربية الرئيس البشير بعد زيارته للامارات مؤخرا عن مشاركتهم في التحالف الدولي لمحاربة الدولة الاسلامية (داعش)، اجابه بأن السودان لن يشارك في اي عمل عسكري ضد داعش او غيرها من التنظيمات الجهادية، معتبرا أن المعركة الحقيقية هي معركة افكار، ولفت إلى التجربة السودانية في التعامل مع معتنقي تلك الافكار المتطرفة عبر الحوار.
وفى حديث آخر للبشير اتهم جهات استخبارية عالمية بالوقوف خلف داعش، وهو ذات ما ذهب اليه العديد من المحللين. ويقول المفكر الاسلامي د. حسن مكي إن اجهزة الاستخبارات العالمية قامت بصناعة حركات متطرفة ك(داعش) و(بوكو حرام) لضرب الحركة الاسلامية في المنطقة.
ويقول حسن مكي إن أصل (داعش) أصلها شباب أنقياء أتقياء، وأعمارهم صغيرة، اتوا كرد فعل للمد العلماني الكافر، ويضيف مكي في حديث سابق ل(السوداني) أن هذه المجموعة توصلت إلى أن السلاح هو الحل وهم لا يعلمون أن السلاح مجرد خط من الخطوط، وإذا اعتقدوا أن المعركة ستكسب بالسلاح سيكونون ضحايا. ويلفت مكي إلى أن الحركة الإسلامية مثلت مناعة للسودانيين ضد الحركات الجهادية العالمية، لذلك من هاجر من السودانيين لم تكن له علاقة بهم لذلك لم تكن لهم خبرة توصلهم لقيادة تلك التنظيمات، ويختم مكي حديثه بأن الحركة الاسلامية وجهادها استنفذا الحركة الجهادية بالسودان.
وليس بعيدا عن هذا الحديث يقول المحلل السياسي عبد الله رزق إن ظهور داعش في السودان ونشاطها في تجنيد طلاب جامعيين وتسهيل سفرهم إلى تركيا ، يمثل تطورا خطيرا في اوضاع السودان المأزومة اصلا. ويضيف انه بمثابة اختراق من قبل جهات يتفق الكثيرون على انها مشبوهة، ويعتقد على نطاق واسع بأنها جهات استخبارية، ويزيد "وفق ما ينسب إلى هيلرى كلنتون فان (داعش) من صنع المخابرات الامريكية".
ويقول عبد الله رزق انه لا يمكن اعتبار وجود (داعش) في السودان حدثا سياسيا، أو اضافة للتنظيمات الاسلامية المعروفة بتشددها ، والتي تنتهج العنف سبيلا لاهدافها، وانما هو نشاط استخباري يتخذ من داعش غطاء، ويلفت لحديث رئيس الجمهورية عمر البشير لقناة (سكاي نيوز) و(شبكة يورو نيوز) والذي اشار فيه إلى أن (داعش) مخترقة من وكالات استخبارات امريكية واسرائيلية.
ويقول الكاتب الصحفي محمد الفكي إن التنظيمات المتطرفة درجت على استقطاب طلاب من مؤسسات اكاديمية منسوبة إلى الحداثة، ويضيف أن الامر يطرح تساؤلات لماذا لا يتطرف الطلاب المنقطعون للعلوم الدينية في الخلاوي والمعاهد الدينية الاخرى؟.
ويمضي رزق في حديثه ويقول إن امتداد نشاط داعش للسودان يمثل اختراقا للامن القومي وهو تطور من شأنه ادراج البلاد وجرها إلى ساحة الحروب التي تشكل (داعش) طرفا فيها، في شرقي المتوسط وغربيه. وما يتصل بتلك الحروب من استقطاب واستقطاب مضاد وتحالفات اقليمية ودولية، كما يحذر رزق من أن تصبح داعش جزءا من معادلة الصراعات في السودان، ويشير رزق إلى تكوين (داعش) الاستخباراتي يتناسب مع الجنسيات الاوربية والامريكية وهو ما يفسر حملة تلك الجنسيات من الالتحاق بها حتى في الجامعات السودانية، لاسيما وان خلفياتهم الثقافية ضعيفة الصلة بالاسلام الذي يدين به العامة في السودان وبقية المنطقة وهو ذو طابع معتدل.
(الداعشيات).. لسن كبقية النساء
أظهر تنظيم الدولة الاسلامية مؤخرا اتجاها قويا لتجنيد النساء ضمن صفوفه خاصة بعد سيطرتهم لينشئوا كتيبتين للنساء، الأولى تحمل اسم الخنساء والثانية باسم أم الريحان، ووفقا لتقارير صحفية فإن مهمة الكتائب النسائية تتخلص في شرح تعاليم الإسلام للنساء وتوعيتهن بكيفية التقيد بها ومعاقبتهن لدى الإخلال بها والقيام بمهمات تفتيش النساء على الحواجز، ويحرص التنظيم المسلح الإرهابى على دفع أجور الداعشيات المجندات كل شهر بمبلغ لا يتجاوز 200 دولار فقط.
ومن شروط الالتحاق بكتائب داعش النسائية أن تكون الفتاة عازبة وألا يقل عمرها عن 18 عاما ولا يزيد على 25عاما.
شروط الالتحاق
نساء الكتيبة يرتدين الخمار الأسود مع ثوب أسود طويل، وتتجول الكتيبة في شوارع الرقة لتفتيش النساء المتواجدات أو المارات في تلك الشوارع، ويبدو أن من أسباب انضمام النساء إلى داعش اعتقادهن أيضا بأن ذلك سيجعلهن محصنات ضد الاعتداءات والعنف، وأنه سيعطيهن موقع قوة على سائر النساء، وسيعزز ثقتهن بأنفسهن وبأنهن مساويات للرجل، وما يمكن قوله إن داعش تحاول استغلال الأوضاع الصعبة للنساء في سوريا من أجل خدمة أهدافه.
تقول احدى القياديات وتدعي "أم ليث" على صفحتها النساء الغربيات اللواتي يرغبن لو يحذين حذوها فيما تسميه "الهجرة"، وتدعوهن لعدم المبالاة بوصف "جهاد النكاح" الذي سيطلق على "هجرتهن"، الأمر صعب في البداية، وعليكِ أن تتحملي الإهانات وكذلك الضغوط العاطفية من أجل أن تكوني جزءاً من "الدولة الإسلامية" وزوجة ل"مجاهد"، تخاطبهن "أول اتصال هاتفي مع أهلك بعد تجاوزك الحدود سيكون أصعب شيء تفعلينه في حياتك على الإطلاق، حينها ستسمعينهم يترجونك بشكل جنوني من أجل أن تعودي". وفي احدى التغريدات تقول: "هذه المشاق لن تذهب هباء، فالثمن الذي ستحصلين عليه كبير جداً بعد "هجرتك"، ستصبحين أخيراً زوجة لشهيد، وستتملكك مشاعر يعجز اللسان عن وصفها، إذ لا توجد طريقة لوصف شعور الجلوس مع الأخوات في انتظار أخبار عمّن منكن سيحظى زوجها اليوم بالشهادة".
وفي تغريدة ثانية: تقول أم ليث: "للهجرة أصول وقواعد، ليس هناك من داعٍ لاتخاذ الطرق الالتفافية، سافري بأقصر الطرق واعبري الحدود، ثم عليكِ أن تتصلي بإحدى الأخوات من "كتيبة الخنساء" النسائية التي أنشأها داعش، وذلك بمجرد أن تصلي إلى وجهتك في سوريا، "كما أن هناك قواعد واضحة تخصّ الأخوات غير المتزوجات حينما ينوين الهجرة، يجب عليهن أن يبقين في مقر الأخوات حتى يحصلن على محرم ويتزوجن".
* شارك في التغطية محمد محمود


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.