تظل الأمثال السودانية حالة إبداعية خاصة تعبر عن الكثير من الواقع وهي مثل البصمة الخاصة، ويمكن أن تفصل المثل وقفاً للحالة التي تواجهك، ويمكننا في هذه المساحة عرض بعض النماذج ومحاولة ربطها بقضايا واقعية، وربما كان كثيرون من الجيل الحالي يحتاجون لفك شفرات هذه الأمثال، وسأحاول بقدر الإمكان توصيل هذه المعاني وشرحها وتبسيطها لجيل (الجل)، وفي نفس الوقت سأحاول تبسيط أمثال هذا الجيل لكبار السن وتفكيك مصطلحاتهم، ونكون ضربنا عصفورين بحجر واحد. * (سمح الغنا في خشم سيدو) يضرب هذا المثل في عدة مناسبات وهو يعني (الفنانين الشباب البلفحوا غناء الفنانين الكبار)، مافي داعي للتشويه، وأيضاً يقال للأشخاص (الحشريين في ما لا يعنيهم)، يعني لو إنت بتتكلم مع زول ومنتظر منه رد في زول إتدخل فما عليك إلا أن تقول له هذا المثل. *(بجي الخريف واللواري بتقيف) يقال عندما يكون لديك حاجة عند شخص وأنت صاحب فضل عليه، وسيحتاجك في يوم من الأيام، فإن رفض تلبية طلبك فقل له هذا المثل. *(الما دارك ما خربشك) يقال لشخص تربطك به علاقة صداقة وعندما توجه له انتقادا في أي عمل قام به، فيمكنك قول هذا المثل أو مرادفه (الما لامك ما دارك). أما الأمثال الجديدة التي أنتجها الجيل الجديد من قاموس (الراندوك) وهي كما تعرف بلغة الشوارع فهي معقدة جداً وصعب فهما بالنسبة لكبار السن، (غايتو نحاول نبسطها للجلاكين)، وهم بلغة هذا الجيل تعني كبار السن مفردها المذكر، (جلكين) والمؤنث منها (جلكينة). *(يلا قِد) يعني يلا أمشي ويقال لشخص أردت منه مغادرة المكان أو يمكن إطلاق مثل يرادفه وهو (أقطع وشك) بمعنى أمشي من قدامي. * (أدي الموضوع بنج) تعني (طنش الموضوع)، وعمل فيها رايح، نضربها موزة (نمشي بي طريق مختصر)، بي جازك: على كيفك. ولهذا الجيل جمل مركبة (راندوكية) مثلاً (الراجل دا مفتح بيعرف يكب المكنات والجاكات وبيحنك الفارات وبيغش الجلك والجلكينة)، الترجمة على الشريط (هذا الرجل فاهم جداً وبيغش أمه وأبوه والناس المساكين وذلك لقدرته الكبيرة في الحديث)، علم والله. انظر لهذه الجملة وهي عبارة عن حوار بين طالبين جامعيين أحدهما يحب زميلته وهناك من ينافسه فيها فقال له: (شمار الجكس يا عمك مع الزول القدة البلفان المقحط مشى لي وين)، فرد عليه زميله: (شوف يا فردة الزول دا حمام وما راسطا وإذا زولتك دي انتمت معاه تبقى دقست واتلحست)، سيبويه لو حاضر الكلام دا كان إتحير. تقول الترجمة وفقاً لهذا الحوار بين الطالبين إن الأول سأل زميله عن قصة البنت التي يحبها ويراها مع شخص آخر وصفه بالثقيل كثير الكلام والمفلس، وعايز يعرف القصة بينهما ماشة لوين، فيرد عليه صاحبه مطمئناً أن هذا الشخص لا يشكل عليه خطراً مع حبيبته لأنه (حمام) أي ضعيف الشخصية وما راسطا (شخصيته قوية)، أما (أنتمت معاه) فتعني أنها أحبته وصارت على علاقة معه، وقال له: إذا حبيبته دي بارت الزول دا تكون (دقست واتلحست)، أي ارتكبت خطأ عمرها الذي لن يعالج. والله أمثال الراندوك دي لمن تفهمها وتشرحها بتجيب ليك الفلايت عديل، اللهم اكفنا شر (الدقسة واللحسة) أو كما قال.