استخدام (الشوكة والسكين) أبرز أعراضها... عزيزي القارئ...هل تعاني من (فوبيا) الاتكيت..؟ الخرطوم: وسام ابوبكر درس بكلية الإعلام قسم العلاقات العامة، في السنة الثانية تم تكليفه باستقبال وفد رفيع المستوى قادم الى الجامعة في رحلة علمية وتم تكليفه بمرافقة الوفد منذ وصوله المطار وتحديد مكان الإقامة واماكن الزيارات، وهنا يحكي الشاب ل(السوداني) قصته التي –وصفها بالمحرجة- قائلاً: (لم يواجهني امر في حياتي اصعب من الجلوس مع الوفد على طاولة الطعام خصوصاً فيما يتعلق ب(برتوكولات تناول الطعام بالشوكة والسكين)، ويرسل نظرات بعيده المدى قبل أن يواصل: (عندها دخلت في صراع مع نفسي كيف لي أن اتعامل مع هذه الوضع، ولم اجد امامي خياراً سوى تجربة الامر، تلك التجربة التي تأكدت من فشلها قبل بدايتها ولكن احمد الله أن احداً لم يلحظ احد ذلك) ويختتم: (عندها تحججت بالحديث عبر الهاتف وغادرت الطاولة مسرعاً وذلك بعد أن شعرت بخجل وإحباط شديدين فكيف لشخص مثلي يدرس في هذا المجال ولا يجد التعامل بهذا الأسلوب)..؟؟ سؤال مهم: ولعل السؤال الذي طرحه الشاب صاحب القصة اعلاه، ربما يعتبر من الاسئلة التي يجب الاجابة عليها وبسرعة، خصوصاً فيما يتعلق بالانخفاض الكبير في تعاملات بعض السودانيين ببعض (بروتوكولات) الطعام، خصوصاً جزئية (الشوكة والسكين)، تلك الجزئية التي وصلت بالبعض لسقف (الفوبيا) وذلك ضمن نزاع غريب مابين (العادة) و(الخروج عنها).! ثقافة دخيلة: الأستاذ مرتضى حسن تحدث ل(السودانى) عن الموضوع قائلاً : (هذه ثقافة غربية ودخيلة على مجتمعنا، ولن اسمح بأن تفرض علي شخصياً في يوم الايام)، ويضيف: (الدين الإسلامي حثنا على ثقافة الأكل باليد اليمنى وهذه الثقافة تجعلنا نأكل باليسرى وهو أمر مرفوض دينياً وغير ذلك فان طبيعة الشخصية السودانية الأصيلة هي البساطة وعدم التكلف). فئة معينة: الطالبة الجامعية بكلية الهندسة عبير الطاهر قالت ل(السودانى): (المجتمع السوداني دائماً ما يحب تجربة الظواهر الجديدة على الرغم من أن هنالك بعض الثقافات والعادات الجديدة التي لا تليق بالمجتمع ولا يحسن الناس التعامل معها، وتواصل: (أعتقد أن ارتياد الأماكن الراقية واستخدام الشوكة والسكين ينحصر على فئة بعينها تنقلت في عدد من بلدان الخارج واكتسبت مجموعة من الثقافات التي تنقصنا، اما على الصعيد الشخصي فاني أجيد استخدام الشوكة والسكين وأعرف كيفية التعامل مع الأماكن الراقية ولكن اميل الى البساطة دائماً ولا اسمح لاحد بأن يجبرني على التكلف). فوارق اجيال: العم الجيلي الفكي -صاحب محل ادوات كهربائية ببحري- قال ل(السوداني) بسرعة: (نحن لم نشهد هذه الثقافات بصورة كبيرة في جيلنا بل هى من متطلبات العصر الحديث، اما الأماكن الراقية فقد كانت قديما تختلف عن ما نراه اليوم تماما وهنالك فوارق كبيرة بين الأجيال)، ويضيف: (عن نفسي قد تضعني ظروف الحياة في موقف مُحرج يتطلب مني استخدام (الشوكة والسكين) في احدى الأماكن الراقية ولكن الصعوبة عندي تكمن في كيفية الاستخدام، لذلك لن اجعل من نفسي (مهزلة) امام الجميع والحل الأمثل هو التعامل بالفطرة والطبيعة فقط. نقله نوعية: اما ربة المنزل إحسان الرشيد فقد ابتدرت الحديث قائلة: (تزوجت من رجل اعمال وانا من اسرة بسيطة المستوى وزوجي يأخذني معه في أمسيات عمل لأماكن متناهية الفخامة مع شخصيات مهمة غير عادية حيث اجلس مع مجتمع من النساء_ يتعاملن بأسلوب موحد ويتحدثن عن اشياء لا تدور في تفكيري_ وتواصل: (لم اتردد يوماً في التعامل بغير طبيعتي وارفض تماما استخدام (الشوكة والسكين) ووضع المنديل والشرب عبر (المصاصة) وتعاملي البسيط هذا ربما يجعلهنّ ينظرنّ لي بعين (الدونية) وربما (الاستفزاز) ولكنني لا اهتم اطلاقاً). جزء من التطور: حياة حسين تحدثت ل(السوداني) حول الموضوع وقالت: (كثيراً ما نجتمع انا والأسرة في أماكن بعينها تقدم خدمات راقية جداً ولا اجد صعوبة في التعامل معها، بل على العكس تماما انا اعتقد أن هذا جزء من التطور والرقي)، وتضيف: (هذا الثقافة ليست حكراً على طبقة بعينها فهنالك من لا يعيشون في مستويات عالية ويتعاملون مع هذا الثقافة بشكل ممتاز).