أكد أفرادها أن علاقتهم مع الحلاقين (متوترة)... مملكة (الصلعة)...(العبقرية) والحالة (النفسية)..! تقرير: أحمد دندش (الصلعة) هي ظاهرة أو مرض تصيب الذكور عادة.. وقد تصيب بعض الإناث أيضا وهي عبارة عن فقدان متدرج للشعر وتقول بعض الدراسات إن العامل المسبب للشعر هو الإفراز الزائد لهرمون الذكورة (التستسترون:Testosterone) أو بصفة أدق حساسية جذور الشعر المفرطة لمادة ال DHT التي تدخل في تنظيم إفرازات التستوسترون. وهذا النوع من فقدان الشعر يكون دائما جينيا حيث تورث الحساسية المفرطة ضد ال DHT من الآباء إلى الأبناء. كما أنه يزداد احتمال فقدان الشعر أو الصلع لدى الأشخاص كلما ازدادوا بالعمر حيث تشير إحدى الدراسات التي أجريت في أستراليا إلى أن 57% من النساء و 73.5% من الرجال بعد عمر الثمانين يصابون بتساقط الشعر. وفي عمر 35 يعاني 4 رجال من أصل 10 من الصلع، ولعل هذه الدرسات ساهمت بشكل او بآخر في القاء الضوء على مملكة ربما كانت من اكثر الممالك اثارة للجدل ضمن تفاصيل الرجل السوداني. (1) يقول بملء الفم إنه يكره صوالين الحلاقة..وعندما تسأله: لماذا؟ ينظر اليك للحظات قبل أن يجيبك في حدة: (عشان بتذكر اني ماعندي شعر)...وربما لم تكن اجابة (عابدين حسن) الشاب العامل في مجال التسويق هي الوحيدة التى تسير في هذا الاتجاه، فكثير من اصحاب (الصلعة) والذين استنطقتهم (السوداني) عن علاقتهم بالحلاقين وصوالينهم، كانت على ذات النسق..مما يؤكد بالفعل أن العلاقة بين القطبين ربما وصلت لحد (الشحمه والنار). (1) ويرى (أحمد الباقر) أن فوبيا (الصلع) تعتبر الاخطر من كل الجوانب، حيث انها مشكلة نفسية لا تزول بسهولة، ويضيف انه شخصياً عاش اياماً عصيبة جداً عندما باغتته (الصلعة) وهو في الخامسة والعشرين من عمره، وحرمته من التعايش مع حياته بصورة طبيعية، ويضيف: (والله العظيم الايامات ديك كنت مابنوم عديل كدا)..لكنه يعود ويؤكد انه بمرور الزمن استطاع تجاوز تلك الحالة النفسية وها هو الآن يمتلك (اجمل صلعة) على حد تعبيره. (2) ويحكي (الزبير فضل الله) عن قصته مع احد الحلاقين بالكثير من السخرية ويقول: دخلت ذات يوم لحلاق..واخبرته انني اريد أن يقوم بتوضيح (القطعية) على رأسي بصورة اكبر..فنظر الي بدهشة قبل أن يقول: (القطعية هينة..بس الشعر اجيبوا ليك من وين)..ويصمت (الزبير) للحظات قبل أن يقول بسرعة: (والله العظيم في اللحظة ديك قربت أكلو..بس استغفرت ربنا ساكت). (3) (عثمان) له قصة مغايرة مع الحلاقين، فقد قال انه من المتصالحين جداً مع (صلعته)، ويذهب إلى ابعد من ذلك عندما يقول بفخر: (علي الطلاق صلعتي دي صارف عليها دم قلبي)..ويبرر ذلك بأنه يقوم بالاهتمام بها من كل الجوانب، ويشترى لها زيت سمسم (اصلي) مخصوص، كما انه يعتبرها مصدراً للوجاهة والالهام (على حد تعبيره)..ويقول (عثمان): (اراد حلاق أن يسخر مني عندما طلبت منه أن (يزبط) لي الصلعة..فقال لي بسرعة: (ازبطا ليك كيف يعني؟ ازرع ليك فيها سبايب..لأرد عليه بسرعة: لا ازرع لي فيها بطاطس)..ويصمت (عثمان) قليلاً قبل أن يقول: (تفاجأ الحلاق بردي الساخر واللاذع..وحاول الاعتذار مني ولكني اخبرته انني لست من اولئك الذين يتوجسون من الصلعة بل انا من انصارها ومن كوادر حزبها النشطة جداً)..! (4) وعند (الحلاقين) الخبر اليقين...وفي الموضوع يرى (محمد التاج) احد اصحاب صوالين الحلاقة بالصحافة أنه يحبذ دائماً الزبون (ابو صلعة) لأنه وعلى حد تعبيره (ما متعب)..فهو يأتي في خمس دقائق ويغادر في دقيقتين، وذلك يسهل عليه العمل، واضاف (محمد): (اكون في غاية الانبساط عندما المح احد الزبائن يدخل للمحل ورأسه حافي..فهو لا يتطلب مني اي جهد..كما انهم يمتازون بخفة الدم الشديدة والدعابة المرحة). (5) وعن الاتهام الموجه لهم بأنهم (مستفزون) يقول (وليد) صاحب صالون حلاقة ببري أنه ضد استفزاز تلك الشريحة لأنهم (مرهفون) جداً، ويضيف: (اتعامل مع صاحب الصلعة تماماً مثل الزبون العادي..ولا اشعره بأنه ناقص شيء..حتى أن البعض منهم يسألني في حيرة: (إنت تعبان كدا مالك؟)..ولا اجد حينها سوى أن اضحك على الاقل حتى لا يتهمني بالجنون. (6) الصلعة تفرقت دمائها ما بين (العبقرية والنبوغ) و(الحالة النفسية السيئة) لأفرادها، ولكن الكثيرين يعتقدون أن كل صاحب (صلعة) هو مبدع في مجاله، ويضرب المثل بعدد كبير من نجوم العالم، بينما يؤكد آخرون أن السودان كذلك ليس ببعيد عن هذا الجانب، فأبرز نجومه في مختلف المجالات من اصحاب هذه المملكة، خصوصاً في المجال الفني حيث نجد أن اكثر مشاهير هذا المجال من اصحاب الصلعة مثل الموسيقار الكبير محمد الامين والفنان الشاب جمال فرفور وغيرهم من المطربين الذين اضفوا على تلك (الصلعة) لمسة جمالية عبر ابداعهم وغيروا الكثير من مفاهيمها.