في الأخبار حملة شعواء ضد عيادات تسمير البشرة في استراليا بعد أن اثبتت الدراسات تسبب هذا النوع من العلاج في الإصابة بسرطان الجلد – غريب امر البشر لا الاسمر او الاسود راض بلونه ولا الابيض كذلك – واكبر المستفيدين من ذلك مصنعو المواد والمستحضرات التي تستخدم في التبييض والتسمير معا – يلجأ البيض إلى البحر في الصيف لأخذ ما يسمى حمام شمس أي الاستلقاء تحت اشعة الشمس بعد صبغ الجسم بكريمات خاصة – والنتيجة لون اقرب إلى لون "الفشفاش" أي الرئتين – البشرات البيضاء "تفشفش" والبشرات الداكنة تسلخ سلخا. لماذا تصر النساء عموما وبعض الرجال والعياذ بالله على تحويل بشراتهم إلى ساحة لتجريب مستحضرات يعلمون تمام العلم انها تضر بالصحة إلى درجة التشويه أو التسبب في الوفاة احيانا؟ يحدث هذا عادة عندما يبدأ المرء في النظر إلى نفسه من خلال مرآة الآخرين او الآخر النقيض في اللون الأبيض في حالة السود والعكس في حالة البيض وإن كان هؤلاء يريدون الوصول إلى لون وسط يسمى بالحنطي نسبة إلى الحنطة او القمح "القمحي بالسوداني". لا تخفى قوة تأثير الآخر على الأنا خاصة في زمان طغيان الصورة هذا – فالصورة تفرض سلطانها على النساء أكثر من الرجال وتبدأ في طرح أسئلتها الخاصة بأسلوب تغلب عليه المقارنة والإلحاح بينما تتولى الإعلانات والعيادات المتخصصة والمستحضرات المطروحة في الاسواق المهمة - لإقناع الضحية بإمكانية القفز فوق كيمياء البشرة واكتساب لون جديد يقطع مع اللون الأصلي دون أن تقدر الضحية كلفة وقوعها في اسر منتجات مكلفة صحيا وماديا يجب استخدامها باستمرار ما يعني تمكينها من فعل فعلها وجر الضحية إلى شفا المرض وربما الموت. نعود إلى استراليا التي فجعت بموت فتاة في السادسة والعشرين من عمرها ثبت ترددها على عيادة للتسمير وهي ذات العيادات سبق وأن اغلقت في عدة دول اوروبية لدواع صحية بالطبع على نحو لا يسمح بأي مزايدة من قبل دعاة الحقوق والحريات – فالانسان ليس حرا في إلحاق الضرر بنفسه وإلقائها في اتون تجارب وممارسات تكلفه وتكلف الخزينة العامة الكثير. تبدو قدرة القوانين على الردع اكبر في استراليا والدول الاوروبية مقارنة بالسودان ودول العالم الثالث عموما – فالقوانين تجدي في البيئات الاجتماعية الواعية التي تتفاعل بشكل ايجابي مع التحذيرات الصحية ولا نقول إن ذلك يتم بنسبة مئة في المئة بدليل الحالات المسجلة في استراليا واروبا بشان تسمير البشرة موضوع حديثنا اليوم. لا نهاية لهذه المشكلة طالما استمرت المغريات والأوهام المتعلقة بتغيير لون البشرة في طرح ثقافتها وفرضها على قطاع ليس بالقليل من البشر – تذكروا الفتاة الاسترالية وتذكروا فتيات السودان اللائي صدقن وهم التبييض.