وقفنا مع الثورة الإيرانية المباركة منذ أن أطاحت بنظام الطاغية الشاهنشاه ووطئت قدما المجاهد آية الله الخميني أرض إيران الحضارة والإسلام والثورة، تابعنا ما يحدث في إيران منذ ذلك الوقت رغم ما حدث فيها من خلافات وصراعات دموية وقتل قيادات ساهمت في الثورة إلا أنا اعتبرنا ذلك شأنا داخليا، ولكن تمنينا أن تحسم الخلافات سلميا فتقدم هذه الثورة الإسلامية أنموذجا عصريا لحكم الإسلام بمبادئه العظيمة السامية التي قدمت للعالم أعظم القيم الإيجابية وساهمت في تقدم الإنسانية في كافة مجالات الحياة أكثر من أي حضارة سبقته. ولكن للأسف وقعت الثورة الإسلامية الإيرانية في أخطاء عظيمة أساءت كثيرا للإسلام وأظهرته بمظهر التعصب المذهبي والسياسي الأرعن المتطرف والإقصائي. وإذا تجاوزنا كثيرا من الممارسات فلن أتجاوز موقفها تجاه دعاة الإصلاح داخل المجتمع والنظام الإيراني والآن موقفها مما يحدث في سوريا الثورة وانتفاضة شعبها ضد أحد الأنظمة الأشد قمعا ودموية وإجراما تضعه في خانة الجرائم ضد الإنسانية والقتل والإبادة الجماعية ألا وهو النظام البعثي السوري الذي يصر على قتل شعبه من أجل الحفاظ على سلطة مطلقة زائفة. لقد وصل الحد بالنظام الإيراني أن اندفع في غباء ظاهر إلى دعم النظام البعثي الذي لم يكن يوما يحترم الإسلام، دعمه بالسلاح والعمل الاستخباري والقناصة وأخيرا يرسل سفينة محملة بالأسلحة لتنضم إلى الترسانة الروسية في الموانئ السورية وكأنهم يؤكدون مرة أخرى وبصورة أكثر غباءً وتطرفا وانتهازية أنه لا مانع من قتل كل الشعب السوري ليبقى هذا النظام الدموي المجرم. إنني أنصح الحكومة الإيرانية الحالية ولا أقول عكس غالب الشعب الإيراني الذي أحسب أنه يعارض هذه الحكومة ويتعاطف مع الثورة السورية التي سوف تنتصر حتما لحريتها وكرامتها ولو جاءت روسياوإيران بكل جيوشها وأسلحتها ومخابراتها فإرادة الله وقدره هي الغالبة مثلما أطاحت بأعتى نظام طاغ باغ وجيشه الشاهنشاهي الجرار لم ينفعه الدعم الأمريكي والغربي وهو أقوى من روسيا، أنصح إيران أن تنسحب من منطقة الشرق الأوسط والخليج وتهتم بالشرق الإسلامي في شبه القارة الهندية وجوارها في المنطقة هناك فذلك هو مجالها الحيوي وليست هذه المنطقة التي انطلق منها الإسلام وفهما له أكثر من إيران فلا تجعله بؤرة للتوتر والعنف والتطرف والصراع الدموي والمذهبي. ثورة 17 فبراير تحية للإخوة الأشقاء الليبيين الذين يحتفلون بأول عام لانتصار ثورتهم ضد نظام القذافي المستبد الظالم الفاسد المفسد المتهور الذي رجع بليبيا عشرات السنين وأنا متأكد من أن عقلانية الشعب الليبي المتحضر ستفوت الفرص على أي متربص بالثورة وكما ذكرت لبعض أصدقائي الليبيين وهم في مواقع مهمة في الحكومة: استفيدوا من التجربة التركية والتونسية حتى تعود ليبيا إلى موقعها الاستراتيجي الإيجابي خاصة وهي تمتلك من الثروة والموارد الكثير بل الموقع الجيوستراتيجي المهم في دول وشعوب المغرب العربي والمثلث الذهبي مع مصر والسودان والساحل المتوسطي ودول غرب إفريقيا فقد أضاع القذافي ذلك كله في المغامرات الطائشة والزعازع. مع وزير المالية على مدى ست ساعات في المنتدى الصحفي للمرحوم سيد أحمد خليفة حقق لنا أمس أبناؤه مشكورين فرصة جيدة للحوار مع السيد علي محمود وزير المالية؛ فجرى نقاش مفيد وعميق حول البرنامج الاقتصادي الثلاثي سأعلق عليه غدا، فقد كشف الوزير عن ذهن متيقظ وحضور وتواضع جم وفهم عميق واحترامه للرأي الآخر والصحافة خصوصا.