*وصلتني رسالة الكترونية من القارئ صلاح الدين من بورسودان يعقب فيها على كلام السبت الماضي الذي كان بعنوان (ولا المبدلة خلقتها) شكر فيها التطرق لمثل هذه القضايا الاسرية الحيوية واضاف قائلا: لقد صادف كلامكم جرحا عميقا في اسرتي اريد أن اطرحه بغرض المزيد من إلقاء الضوء على ما اثرت *قال صلاح الدين في رسالته:انني متزوج من امرأة فاضلة، تزوجتها عن حب ، كانت اسرتها من جيراننا ومتداخلة اجتماعيا مع اسرتنا، انجبت من زوجتي ثلاثة اولاد وبنتين بحمد الله وفضله ، هي امراة عاملة وانا موظف بسيط. *ارسل لك هذه الرسالة استاذ نورالدين اضافة مني لكلام السبت الماضي واتفق معك تماما في أن الاسترجال ليس فقط في مجاراة الرجال في زيهم والتشبه بهم وانما الاخطر هو تقمص دورهم في الاسر ومحاولة قلب الموازين الاسرية رأسا على عقب. *يمضي قارئنا العزيز في سرد مأساته الاسرية قائلا:استطاعت زوجتي المصون وبمساعدة مني للاسف أن تنتقل من حالة المرأة العاملة الى حالة سيدات الاعمال، وليتها ما انتقلت فقد تحولت حياتنا الاسرية الى جحيم بسبب هذه النقلة المادية. *ليس لدي اعتراض اصلا على بلوغها هذه المكانة المالية الطيبة، لكنها للاسف اثرت سلبا على حياتنا الاسرية وعلى اولادنا وبناتنا الذين هم في حاجة اكثر للرعاية والاهتمام والتوجيه ، كما اثرت على علاقتها معي واصبحنا في حالة (مناقرة) وشجار دائمين وللأسف امام اكبادنا. *يواصل صلاح الدين رسالته قائلا:انني حريص على تماسك اسرتي التي اصبحت مهددة بالتفكك وقد ضحيت كثيرا من اجل المحافظة عليها وعلى زوجتي واولادي بعيدا عن عن العواصف المادية التي باتت تهدد مستقبلنا جميعا. *تذكرت وانا اقرأ رسالة القارئ صلاح الدين كيف كانت الحياة الاسرية ايام زمان، زمان الحبوبات الحنينات والبيت الكبير والحوش الكبير، وكيف كانوا يعيشون ويتعايشون في سلام وامان، يظللهم الرضاء بما قسمه الله لهم ويتقاسمونه فيما بينهم بلا من ولا اذى ويتكاملون في الحلوة والمرة. *تحسرت في نفس الوقت على اوضاع بعض الاسر التي وصلت لما وصلت اليه اسرة القارئ صلاح الدين جراء اللهاث المادي الذي لا يرحم وسط الظروف الاقتصادية الاصعب التي تتسبب في ظهور مثل هذه الحالات الاسرية المأساوية. *اننا لا نبكي على اطلال الماضي الجميل لأننا لا نقنط من رحمة الله والأمل في غد اجمل، كل ماعلينا عمله هو أن نحسن استثمار خيرات الله ونعمائه علينا. *علينا أن نتذكر دائما انه ليس بالمال وحده يحيا الانسان، وان السعادة الحقة في متناول ايدينا بل في دواخلنا التي اودع الله سبحانه وتعالى فيها اسرار المودة والرحمة والنور الهادي لنا في كل مناحي الحياة الدنيا والآخرة.