طالبت الحكومة الولاياتالمتحدة بتحديد موقفها بشكل واضح من مؤتمر استانبول لدعم السودان نهاية مارس الجاري فيما أجابت الولاياتالمتحدة على لسان القائم بأعمال سفارتها بالخرطوم دينيس هانكنسن الذي استدعته الخارجية أمس أنها ما زالت تدرس الأمر ولم تحدد موقفها بعد بشكل نهائي، في وقت قللت فيه الخارجية من حديث وزير الخارجية الأمريكية هلاري كلينتون حول إعلانها عن اتجاه بلادها لمضاعفة الضغوط على رئيس الجمهورية المشير عمر البشير واتهامها إياه بخرق نصوص اتفاق السلام . وقال هانكنسن إن الولاياتالمتحدة لديها ملاحظتان بشأن الترتيبات الخاصة بالمؤتمر بما يسهم في إنجاحه، وأوضح أن الوضع الإنساني في جنوب كردفان يمثل عائقاً أمام مشاركتهم في المؤتمر بالمستوى المطلوب. من جانبه أوضح وكيل وزارة الخارجية السفير رحمة الله محمد عثمان للقائم بالأعمال أن السودان ليس طرفاً في الدعوة والترتيبات التي تقوم بها كل من النرويج وتركيا والاتحاد الأوروبي بصفتها الدول المبادرة بقيام المؤتمر، غير أنه أكد حرص السودان على الترتيبات المؤتمر باعتباره الدولة المعنية بما يخرج به، وأضاف أن السودان يرى أن الترتيبات تسير بصورة جيدة وليس لديه مشكلة معها. وذكر الولاياتالمتحدة بأنها عندما التزمت بدعم السودان عقب الانفصال لم يكن هناك تمرد بجنوب كردفان، مؤكداً في هذا الصدد أن السودان قام بمجهودات كبيرة من بينها الإعلان عن وقف إطلاق النار ومطالبة المجتمع الدولي بممارسة ضغط على المتمردين مضيفاً أن الحكومة ليست مسؤولة عما حدث بجنوب كردفان. في السياق قال الناطق الرسمي باسم الخارجية العبيد مروح إن تصريحات هلاري كلينتون واتهاماتها لا تستحق الرد إلا أنه عدها في إطار الصراع بين الإدارة الأمريكية ومجموعات الضغط التي تبتز الإدارة الامريكية لاتخاذ مواقف اتجاه السودان، وقال للصحفيين أمس إن الموقف الأمريكي يتكشف بالتدريج كلما اقتربت حمى الانتخابات، معربا عن أسفه لاستجابة الإدارة الأمريكية لهذه الضغوط. وقال إن الإدارة الأمريكية اختارت أن تبقى علاقاتها مع السودان في إطار صراعها مع مجموعات الضغط. فيما اعتبر القيادي بالمؤتمر الوطني د. قطبي المهدي تهديدات الإدارة الأمريكية وضغوطها على السودان ناتجة عن بوادر فشلها في تبني الإصلاح السياسي بجنوب السودان بعد الانفصال، موضحاً أن أمريكا حققت رغبتها بإقناع مواطني جنوب السودان بالادلاء للانفصال إلا أنها اصطدمت بالصراع القبلي والعرقي بين قيادات الحركة الشعبية والمواطنين بولايات الجنوب