جنوب كردفان.. سيناروهات ومعارك تقرير: محمد المختار تصوير: أحمد طلب استضاف صالون الراحل سيد أحمد خليفة، والي ولاية جنوب كردفان مولانا أحمد محمد هارون، والناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد، لمناقشة ما يدور في ولاية جنوب كردفان التي شهدت العديد من الاحداث مؤخراً. رئيس الجلسة الكاتب الصحفي جمال عنقرة داعب الصحفيين عندما انهالت اسئلتهم قائلا "ده اختطاف للمايكرفون"، الصوارمي الذي جاء بالزي المدني متأخرا بعض الوقت لم يُتعرف عليه من الوهلة الاولى. هارون والحلو..قصتنا قصة بدأ والي ولاية جنوب كردفان مولانا أحمد هارون حديثه عن تجربة (هارون، الحلو)، وقال "إن التجربة بدأت بتفاهم عميق، ونجحت بالتركيز على القضايا الوطنية، والقضايا الخاصة بجنوب كردفان"، وأضاف بأنهم استطاعوا أن يتجاوزا كل المطبات كقضية الاحصاء التي انبنى عليها تقسيم الدوائر والتي قاطعتها الحركة الشعبية، واشار إلى أن الجنوب تراجع بعد ست ساعات من مقاطعته ولكن في جنوب كردفان تماهى اكثر، وقال "اتفقنا مع الحلو على معالجة الامر للحفاظ على السلام بخيارين، إما أن نقاطع الانتخابات سواء، او بموقف وسط بإرجاء الانتخابات الولائية ورفع طلب للرئاسة لإعادة الاحصاء"، وزاد "ارجئت الانتخابات ولكن المجتمع الدولى رفض دعم اعادة الاحصاء"، ويمضي هارون في حديثه قائلاً "ذهبت مع الحلو إلى بورتسودان وقلت له "إن الجنوب ذاهب نحو الانفصال، والمشورة الشعبية ليست تقرير مصير ونحن متفقون على قضية جبال النوبة والضرورة التنموية واللامركزية"، واضاف "كنا نريد تجنيب جنوب كردفان مصير الجنوب لذلك قمنا بورش عمل ووقعنا على ميثاق شرف، واجملنا المواضيع كلها في السلطة والثروة والترتيبات الامنية، وما دامت فرضية الانفصال رجحت فعلينا أن نذهب نحو الادماج في الشرطة والجيش"، مشيرا إلى أن الحلو كان يتفق معه في بقية القضايا المتمثلة في السلطة الاتحادية والسلطة الولائية، اما المسائل الحيوية التي يمكن أن يعملوا عليها فهي السلطات المشتركة والحقوق والقضايا الثقافية، مقترحا الاستعانة بالذين عملوا في نيفاشا، وقال انهم لم يأخذوا نقاط غياب الخصم على الرغم من عدم تحولهم إلى حزب سياسي، واضاف "اتفقنا على عدة خيارات منها انتخابات توافقية ومرشح واحد للوالي، الا أن الحلو ذهب إلى جوبا وجاء برأي مختلف وقال انها تعليمات، وزاد أن الازمة تعقدت بعد ظهور ياسر عرمان وآخرين بالاضافة إلى افساد الجنوب للعملية واستغلاله لابناء الجبال للوصول للميس وتوحيد جبهته الداخلية. وقال "قبل الانتخابات جاءنا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان هايلي منكريوس وطلب منا توجيه خطاب مشترك لحث المواطنين على الذهاب إلى الانتخابات والقبول بالنتائج، وقد وافق الحلو بذلك ولكن عندما دخل علينا ياسر عرمان غير الموقف، وعندما سئل عن اذا ما كانت هناك اي اتصالات غير رسمية بينه والحلو اجاب منذ يوم 6/6 الساعة 6 لم يحدث اتصال. الصوارمي: لا يوجد غموض في الموقف العسكري ويؤكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد أن كل المناطق الاستراتيجية بالولاية في يد الحكومة بسيطرتها على كل المدن والطرق الاستراتيجية، وقال إن الجيش بنى إستراتيجيته على إبعاد الحرب من المناطق المهمة والحيوية، ونفى الصوارمي وجود أي غموض في الموقف العسكري عندما وجهت اليه بعض الاتهامات بأن ما يحدث في جنوب كردفان من عمليات عسكرية يكتنفها الكثير من الضبابية والغموض، متهما دولة الجنوب بالهجوم على بحيرة الابيض، وقال ظللنا نتابع ونراقب منذ ستة شهور القوات التي كونت لهذا الهجوم، وهدفها اكبر من ضرب بحيرة الابيض، واضاف "كانوا يريدون التوغل حتى الدلنج وكادوقلي، ويتحدثون عن بنغازي في جنوب كردفان للانطلاق منها". ويرى الصوارمي أن دخول حكومة جنوب السودان لهذه المنطقة يدل على ضعف قطاع الشمال لعدم مقدرته على القيام بالحرب لوحده، واشار إلى أن الهجوم لم يكن معزولا وتزامن مع معارك اخرى في شرق الجبال وغربها لتشتيت التركيز، الا أن الجيش حقق نجاحا كبيرا بإفشال اكبر مخطط للحركة الشعبية، وقال إن ما يحدث في جنوب كردفان لا ينفك عن التخطيط العسكري الاستراتيجي العالمي، واضاف أن المفهوم الحديث لحدود الدول ليست الحدود المرسومة بل هي سيطرتها الكاملة لما تضع يدها عليه من اراض وشعوب، واشار إلى القواعد العسكرية الغربية المنتشرة في افريقيا، وتساءل لماذا هناك 37 قاعدة في اليابان ولا يوجد جيش؟ ولماذا يقاتل الجيش في جنوب كردفان ودارفور؟ وقال "لان الغرب يريد بقاء نفط الجنوب داخل الارض"، ويرى الصوارمي أن مشكلة جنوب كردفان بدأت من قبل الانتخابات، وقال إن 33% من القوات لم تنسحب جنوبا، مشيرا إلى الصعوبات التي تواجه الترتيبات الامنية، وقال "هناك صعوبة في تنفيذ بند واحد منها، بالاضافة إلى قرون الاستشعار وتدخلات الغرب واتهاماته للسودان بتقويض الجنوب، واضاف "هناك جيش عرمرم من الذين لم ينسحبوا جنوبا بدبابتهم ومدافعهم، الا أن الجيش السوداني قدم تضحيات كبيرة وفرض واقعا، على الرغم من تفوق حجم قوات الحلو التي كانت في كادقلي، بالاضافة إلى انهم من ابناء المنطقة ويعرفون المداخل والمخارج، وفضلا عن الدعم المعنوي الكبير من دولة الجنوب والدول المعادية للسودان وتأمين ظهرهم الا أن الجيش استطاع أن يحسم الحرب رغم تعقيدات الموقف من اليوم الاول الذى كان يمكن أن يروح فيه الوالي ضحية. /////////// سيناريوهات سيئة.. يقول والي ولاية جنوب كردفان أحمد هارون إن السودان مواجه بسيناريو سيء جدا يستهدف أن يحدث انهيار كامل وشامل لكل البلد، وأن المعركة تعتبر معركة بقاء امة، واضاف أن الحرب ليست حرب جبال النوبة ولا ابناء النوبة وهناك اجندات للغير بخلاف اجندات ابناء المنطقة، وزاد "الحرب الجارية غير مرتبطة بقضية وطنية وقضية جبال النوبة التي نعرفها"، وتساءل قائلاً "هل من الصدفة في الوقت الذي تهاجم فيه بحيرة الابيض يتزامن مع اتهامات هيلاري كلينتون أن الشمال يقوض الجنوب، بالاضافة إلى صدور مذكرة بحق وزير الدفاع الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين؟"، واضاف "الهدف من ذلك إحداث فوضى بقصد تدمير الدولة والمجتمع وهذا هو التوصيف الصحيح بحيث يقوم بعملية عسكرية خاطفة كقصة بنغازي وبعدها الابيض"، وزاد "كان من المفترض دخول مالك عقار وبعدها حركات دارفور لكن عقار تأخر، وحتى الخرط معمولة بالاقمار الاصطناعية وموضح عليها مناطق التدوين وخطط فوارق الزمن"، واشار إلى أن قوات خليل كانت ذاهبة نحو الجنوب ومن قبلها قوات مناوي، متهما دولة الجنوب بأنها رأس الرمح في هذا المخطط، وقال "إن ما يحدث يستهدف تكسير الدولة.. الحلبة نفسها وليس الملاكمين، والقصة كلها صراع بقاء". وتساءل قائلا "تزامن الاعتداء على الصينيين في منطقة العباسية مع مفاوضات النفط، بالاضافة إلى اعتماد الجنوب على البترول وإقفاله كأنه حنفية، هل يستطيع الجنوب بحساب منطقي أن يحرر هذه الفاتورة؟، ويضيف هارون أن العظم الاساسي ومنظومة التشغيل اليومي في الجيش الشعبي هم ابناء الجبال، والدينكا هم القادة والنوير يمكن أن يتحولوا في اي وقت، ولضمان بقاء الجيش الشعبى يشغلون ابناء النوبة بالحرب. ويرى هارون أن قضية الترتيبات الامنية لجبال النوبة قضية غير حيوية للجنوب، وقال "ذهبنا خطوات في دمج 617 في الخدمة المدنية، 30 قاضيا، 14 ضابط شرطة، 31 مستشارا قضائيا، و 1500 عسكري في الخدمة. فيما يؤكد الصوارمي أن ما قامت به الحركة من تكوين للقوات في الجنوب لمدة ستة شهور تكسر في يوم واحد، واشار إلى أن القوات المسلحة تعمل ليل نهار، وأن غرف العمليات في استعداد بكل السودان، وقال لديهم خططهم ونحن لدينا خططنا والنجاح الذي حققناه في الماضي دليل على التخطيط السليم. واضاف أن التمرد يخلق اسماء يضخم بها الحدث وبحيرة الابيض هذه لا يوجد بها انسان واحد، وكل المناطق الاستراتيجية في يد الجيش. وحول طبيعة الوضع على الارض يؤكد الصوارمي انه ليست هناك اي معارك دائرة منذ احداث بحيرة الابيض، غير بعض المشاكل الصغيرة آخرها بعض التفلتات الامنية في طريق ابو كرشولة، فيما يقول هارون إن سبب نقل حكومته إلى تلودي يعود إلى تعرضها لهجومين قاسيين صمدت فيهما صمودا اسطوريا، واضاف "لذلك قمنا بمعالجة غير تقليدية جمعت كل العمد والمشائخ واهل المنطقة، وكشف عن تأثر ثلاث محليات بشكل كامل وأربع محليات بشكل جزئي من جملة 24 محلية بالولاية"، وقال "نتوقع الاسوأ لاننا نتعامل مع حرب عصابات"، واضاف اذا كانت هناك خطورة فهي من الطريقة المرتجلة التي يفكرون بها، وزاد أن تجربة تطبيق الاتفاقية كانت تجربة امتحان صبر تجسدت فيها المسؤولية على ذمة العاقل، وقال إنهم لن يلجأوا إلى حالة الطوارئ الا عندما يكون هناك احساس بالخطر حتى لا يحدث للبلد حالة تكلس، وهي حالة استثنائية للتعامل مع الوضع لكنها لن تؤدي إلى الحل. وحول رده على امكانية الحل السياسي للازمة اكد هارون أن الموقف المبدئي من القضية السياسية يتم في اطار السياق التاريخي او الذي بلورته الاتفاقية، واشار إلى انهم متفقون بشأن الاضافات الموضوعية، الا انه عاد وقال إن السيناريو الذي يجري انفاذه ليس متصلا بعملية حوار او مطالب بل قائم على انهيار كامل لبنية الدولة. واضاف "لذلك لا نستبعد اذا قام الرئيس بحالة تعبئة شاملة واستنفار"، واتهم هارون الحلو باختطاف الاطفال وتجنيدهم قسريا، وقال "إن الحركة الشعبية انتهجت اختطاف الاطفال لإخراجهم من سياق اسرهم وحشوهم بأفكار الحركة"، واضاف "الحلو يعيد ذات تجربة قرنق واختطافه للاطفال إلى كوبا وتكوين الجيش الاحمر"./