تجارة (النفايات)... مهنة الاجازة الصيفية.!!! الخرطوم: جوليا سيد احمد دئما الاجازة الصيفية هي الفترة التي يرى فيها طلاب المدارس ان عليهم الاستمتاع بها حد القنوع، وهناك من يسافر فيها لداخل السودان او خارجه لكن هناك من كتب عليهم البحث عن ابواب رزق جديدة في هذه الحياة رغم صغر سنهم .. مما جعلهم يبحثون مع اهليهم عن مداخل جديدة لابواب الرزق، مما فتح الباب لدخول عدد من اساليب التجارة الغريبة وابرزها (تجارة النفايات)، وهي تعتمد على البحث عن ماهو مفيد في النفايات، خاصة بعد ان اتجهت بعض مصانع البلاستيك لتدوير هذه النفايات في مطاحن خاصة بها وكذلك صناعه الكرتون والورق.! (1) احمد طفل صغير جدا يبلغ من العمر سبعه اعوام يخرج مع اخوته الاكبر منه لجمع نفايات (الكريستال) اي فوارغ المياه الغازية والمياه العادية، واي بلاستيك تعبئة ويؤكد أحمد ان هناك من يشتريه، ويضيف انهم يقومون ببيع الجوال بجنيه واحياناً جنيه ونص، وفي اليوم يجمعون اكثر من خمسة إلى ستة جوالات تساعد والدتهم في المصاريف، خاصة وانهم لا يستطيعون تقديم اكثر من (الحوامة) في الطرقات للبحث عن مساعدة والدتهم التي تربيهم لغياب الوالد. (2) عدد من هؤلاء الاولاد له تخصص اخر في النفايات وفي هذه المرة التخصص جمع الكرتون والورق، بحيث يجمع حتى يصبح له وزن، وبعد ذلك هناك متعهد ياخذه منهم ليزنه ويمنحهم حقه حاضرا، لانهم يعتمدون عليه في مصاريف يومهم وهناك من قال ان هذه تجارة، واضاف احدهم: (نقوم بجمع الكرتون من امام الدكاكين والبقالات لانهم لايحتاجون اليه مرة اخرى وبالتالي نكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد اولاً نظفنا الشوارع وثانياً استفدنا مادياً. (3) الخردة والحديد مهمة جدا كذلك في هذه التجارة.. لأن هؤلاء الطلبة يعملون على جمعها من المنازل او مكبات النفايات ليجمعوها وتوزن في موازين خاصة بها وهذه تعتبر تجارة ذات عائد جيد ودائما طلاب المدارس في الاجازات يتعاملون مع اصحاب الكارو، لان الحديد والمعادن الاخرى من نحاس وغيره تعد ثقيلة في الحمل لذا تجدهم يستعينون بكارو للحركة والنقل خاصة وان هذه المعادن تكون في كثير من الحالات بعيدة عن اماكن السكن، لذا الكارو مهم جدا وله عائد من تجارتهم هذه لانه صاحب الفضل الاول لانه يسهل عليهم الحمل. (4) العم خميس تاجر قديم في هذا الجانب، وأحد الذين امتهنوا تلك التجارة مهنة رسمية، ويقول انه بدأ يعمل في هذه التجارة منذ سبعه اعوام وهي تدر بعض المال لكنها تتطلب الحركة اكثر ومن هنا كان ينتظر اجازة اولاده من المدارس حتى يساعدوه في جمع هذه الاشياء خاصة وانه غير متخصص في جمع شئ محدد انما يجمع كل الاشكال لذا اولاده يساعدوه فيها جدا، ويقول: (هم ناجحون في مدارسهم ولا ضير من ان يساعدونني طالما ليس لديهم شئ بعد اغلاق المدارس لابوابها). (6) ويقول احمد أحد عمال المصانع بالمنطقه الصناعية ببحري ان هناك مطاحن خاصة بهذه المواد تقوم باعادة تصنيعها مرة اخرى، لذا تجد انها تجارة رائجه وخصوصاً في الاحياء الشعبية، خاصة وان معظم الاسر فيها تعاني من ضيق ذات اليد وهي مساعدة طيبة من الاولاد لاسرهم، لكنه يضيف بسرعة: البحث عن هذه المواد ربما يعرض اولئك الاطفال لمخاطر عديدة لذلك فليت الاسر تنتبه الى الموضوع وتقوم بمعالجته قبل ان تقع كارثة حقيقية عليها.