تأخرنا عن الكتابة بيوم المرأة العالمي لم يكن من باب الإهمال،أو حتى عدم الاهتمام، لأننا لايمكن وببساطة ان نغفل كينونة المرأة في حياتنا، وفي كافة تفاصيلنا الدقيقة قبل الكبيرة، فالمرأة وخصوصاً (السودانية) تحتاج للكثير من المفردات والمعاني حتى نتمكن من انصافها ومنحها ماتستحق من تقدير واحترام، وتأخرنا عن تهنئة جميع نساء الارض عامة ونساء السودان خاصة بهذا اليوم، ربما كان في اطار البحث عن كلمات تناسبهن وتمنحهن بعض الحقيقة في زمان تموت فيه كل الحقائق وتدفن في مقابر الصمت والفجيعة، التحية لكل نساء الكون في هذا الصباح بمناسبة اليوم العالمى للمرأة، والتحية للمرأة السودانية في البيت والعمل والجامعة والسوق والشارع ، التحية لكن جميعاً يانساء الارض قاطبة في كل مكان، وكل عام وانتن اقوى..وكل عام وانتن نور يضئ للآخرين الطريق، ويمنحهم ترياق الشفاء من علل الزمن (السجم). جدعة: بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، دعونا نتحدث اليوم عن قضية خطيرة كانت ولاتزال تمثل هاجساً كبيراً للمرأة السودانية، وهي قضية إنتهاك حقوقها بصورة اصبحت لافتة للعيان بشدة، واكثر المشاهد المتكررة التى يمكن ان نرتكز عليها في سردنا هذا، هو مشهد ذلك الرجل (الطفبوع) وهو يحاول التحرش بفتاة داخل مركبة عامة على الملأ و(على عينك ياراجل)، متجاوزاً الكثير من الخطوط الحمراء، ومستنداً على ضعف ردة الفعل تجاه مايرتكب من فعل شنيع، ومستدلاً كذلك على مناظر أخرى لكثيرين من المرضى امثاله، الذين يحاولون (العبث) بجسد فتاة لاحول ولاقوة لها داخل مركبة عامة بغرض اشباع رغباتهم (الدنيئة)، وعندما تصرخ الفتاة وتستغيث، لاتجد من يقف الى جانبها الا القليل، وهؤلاء يقومون بضرب ذلك (الشاذ) ثم يتركونه يذهب لحال سبيله، دون ان تكون هنالك اجراءات اكثر صرامة تحفظ لحواء حقوقها المنتهكة، وتسهم كذلك في التقليل من حجم الظاهرة التى راحت تزداد في اتساع رهيب، والسؤال الذى يطرح نفسه هاهنا.. لماذا يترك ذلك المذنب حراً بعد ارتكابه لفعلته تلك..؟ لماذا لايتم اقتياده لاقسام الشرطة وفتح بلاغ في مواجهته حتى يكون عبرة لمن يعتبر..؟ ولماذا لايكون هنالك قانون جديد بخصوص هذا الموضوع يسهم في حفظ كرامة المرأة..ويسهم كذلك في قتل الظاهرة التى اصبحت هاجساً يطارد كل فتاة..؟ لماذا ياهذا تقوم بفعلتك الشنيعة دون ان تستدرك ان لك شقيقات في المنزل او بنات لسن ببعيدات عن التعرض لمثل ماقمت به، أو كما يقول اهلنا في مصر: (طباخ السم..بضوقو)..!! شربكة أخيرة: لكل نساء الارض..كل عام وانتن (الفكرة).