بدأت العطلة الصيفية وبدأت معها متاعب الأُسر مع ابنائها، فهم أكبادنا ولكن مع ايقاع الحياة العجيب الذي أصبح يأخذ من زمن الامهات وجهد الآباء، لهثاً وراء توفير متطلبات الحياة اليومية، بحيث لا يتيح لهم بأن يعطوا أبناءهم هولاء الوقت الكافي الذي يمكنهم من المتابعة والمراقبة والتوجيه الذي يحتاجونه ، خاصة الذين هم في مراحل حرجة (أطفال ومراهقين ). وتعتبر أكثر الفئات المواجهة بمتاعب العطلة هي المرأة العاملة، والتي تعتمد على الرياض والمدارس كثيراً لتذهب إلى عملها وهي آمنة مطمئنة بأن ابناءها في الحفظ والصون، ومع بداية العطلة تلجأ الامهات إلى الخيارات الاخرى.. إما أن تأخذ إجازتها أو تعتمد على الشغالة والتلفزيون والنت لشغل وقت الابناء إلى حين العودة من العمل، وحتى هذا الخيار يحتاج لكنترول ودرجة عالية من الوعي، فليست كل البرامج التي تقدمها القنوات الفضائية تناسب اعمار الابناء واحتياجاتهم، فقد يكون لبعضها آثار سلبية اجتماعية ونفسية تتراكم لتعطي نتائج سيئة مستقبلا كالافلام الاباحية والتي تستهوي الكثيرين ومسلسلات العنف وغيرها، وأسوأ الخيارات هي ترك الابناء في الشارع العام، لان ذلك يعرضهم لمخاطر اقلها اصدقاء السوء الذين يمكن أن يكونوا سببا في مخاطر كثيرة لا تتداركها الاسر الا بعد فوات الاوان، فالشلليات والجلوس لاوقات طويلة امام المنازل او الذهاب إلى الشواطىء حيث تكثر حوادث الغرق بل ويتكرر الامر كل عام، فالسبب الرئيس هو الفراغ الذي يدفع بهؤلاء الابناء بأن يلقوا بأيديهم إلى التهلكة، فقد يتطور الامر إلى التدخين او التعاطي الذي يدمر الابناء ويجعل الاسر في حيرة من امرها بحيث لا تجد مخرجاً. إن الاسر الممتدة كانت احدى الخيارات التي تساهم في أن تجمع شمل الابناء اثناء فترة العطلة الصيفية، الا أن ايقاع الحياة ألقى بظلاله واصبح كل شخص في مكانه يواجه مشاكله. وما نواجهه من تحديات يتطلب أن يتحلى الاب والام بالحكمة ويعطيا الامر الاهتمام المطلوب على أن تجلس كل اسرة مع ابنائها وتعد العدة للاجازة، اما بإلحاق الابناء بمناشط ثقافية تربوية او محاولة توفير بعض وسائل التسلية والترفيه، مثل توفير الكتب والمجلات التي تمكنهم من تغذية العقول وتربطهم بالمنزل وتمنعهم الخروج الا اذا استدعى الامر ذلك. وهناك الكثير من الاسر التي ترسل أبناءها إلى الولايات لقضاء العطلة مع الاهل وهو الخيار الاحسن اذا تمكنت الأم من أن تكون بصحبة ابنائها. إنَّ الامر يتطلب من الجهات التربوية والمختصة طرح برامج ومناشط تناسب الأعمار والمستوى المادي للاسر لتستوعب طاقات الابناء في العطلة، وتقدم لهم اضافات حقيقية يطمئن لها اولياء الامور وتناسب الاوضاع المالية خاصة للاسر المتوسطة الدخل، فقد تلاحظ أن رسوم الاشتراك في هذه المناشط عالية بحيث تحرم الكثيرين من المشاركه فيها.