– آفة – اجتنبوها قدر ما استطعتم – نقول ذلك للساسة والاعلاميين والخطباء – وكل من يعتقد في قدرته على التأثير في الاخرين – يزور احدهم الغرب فيعود ليصدع رؤوسنا بانحلال الغرب وتهتك شارعه العام - متجاهلا النصف الاخر من الحقيقة والواقع عن ذات الغرب وما حققه من منجزات على كافة الاصعدة. آخر يتحدث عن الشباب السوداني المؤمن المجاهد في مقارنة مع شباب العالم اجمع الذي يقضي اوقاته في الرقص والمجون – في ابعد مقارنة من نوعها عن الواقع. ثالث يعبث بتاريخ السودان – يقطعه – يمزقه بمزاجه ليخرج علينا بتوليفة تفضل عهدا على عهد وتحط بزعيم وترفع باخر. ذات الامر ينطبق على من يتخذون التصرفات والظواهر المعزولة منطلقا للحكم على المجتمع بحاله – ينفخون ويصرخون ويتلاعبون بعواطف البعض كما يحلو لهم. التعميم آفة – لانه يتجنى على الحقائق ويلوي اعناقها لشئ في نفس "يعاقيب" الزمان المتوزعون في كافة المجالات – على المرء التحلي بالموضوعية والتنزه عن الاغراض والانتماءات في ما يكتب ويقول – وكلما كان المرء موضوعيا كلما كان مقنعا والعكس صحيح. ليس هناك ما يستدعي التضخيم والتنطع على الواقع – ان يقول احدهم : الشعب السوداني لم يعد يهتم بالقوت او ان القوت لم يعد توجهه الابرز – فهذا لعمري افتراء على الشعب وجنوح في قراءة الاوضاع العامة من زاوية حزبية غير موضوعية تصب في ما بات يعرف بادب اللقاءات الجماهيرية وما يقال فيها وموقعه في خطاب الدولة وما قد يترتب عليها من التزامات ومواقف. علينا عدم المبالغة في قراءة الواقع سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا كان – فلكل مقال مقام – نعرف ما لنا وما علينا – نعلم علم اليقين اوجه القصور في اداء اجهزتنا ومؤسساتنا – ندرك عجزنا كشعب عن استغلال هامش المبادرة الشخصية واستغلالها لانجاز الكثير من المهام – نعرف ضعف نخبنا وهزال تجاربها السياسية - اذاً لسنا في حاجة لم يرسم لنا صورا وردية بقدر ما نحن محتاجون لمن يصارحنا ويتحدث الينا بقلب وعقل مفتوحين ويقدم لنا الواقع كما هو خاليا من الرتوش. لا تعمموا - فالواقع واقع والحلم حلم ولن يلتقيا الا في حال تحقق الحلم وتحول الى واقع – لنتبسط في ما نقول – لنبسط لغتنا – لنكن مباشرين – لنبتعد عن التلوين والترويج لما يفرق ويباعد بين الناس – الوطن يجمعنا ويقرب بيننا – كلنا شركاء فيه – لا فضل لاحد او فريق على الاخرين – الكل سواسية في حضرة هذا البلد الطيب فهل من مستجيب – بعد ان بلغ التعميم كل هذا الشأو وحلق عاليا في فضاءات بعيدة كل البعد عن ارض الواقع؟. نماذج كثيرة يمكن ايرادها بخصوص التعميم – صدقوني تجاوز الامر الحدود – ولا بد من وقفة تعيد للخطاب لغته السليبة – وللافكار توهجها الوقاد بعيدا عن الاحكام المسبقة والمتسرعة ولي اعناق الحقائق.