الأحمدي فرح هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته رسالة إلى سلطان الأباريق !! يحكى أن رجلاً كانت وظيفته ومسؤوليته هي الإشراف على الأباريق لحمام عمومي والتأكد من أنها مليئة بالماء بحيث يأتي الشخص ويأخذ أحد الأباريق ويقضي حاجته ثم يرجع الإبريق إلى صاحبنا الذي يقوم بإعادة ملئها للشخص التالي وهكذا . في إحدى المرات جاء شخص وكان مستعجلاً فخطف أحد هذه الأباريق بصورة سريعة وانطلق نحو دورة المياه فصرخ به مسؤول الأباريق بقوة وأمره بالعودة إليه ؛ فرجع الرجل على مضض وأمره مسؤول الأباريق بأن يترك الإبريق الذي في يده ويأخذ آخر بجانبه فأخذه الشخص ثم مضى لقضاء حاجته، وحين عاد لكي يسلم الإبريق .. سأل مسؤول الأباريق : لماذا أمرتني بالعودة وأخذ إبريق آخر مع أنه لا فرق بين الأباريق ؟؟ فقال مسؤول الأباريق بتعجب : إذن ما عملي هنا ؟ إن مسؤول الأباريق هذا يريد أن يشعر بأهميته وبأنه يستطيع أن يتحكم وأن يأمر وأن ينهي مع أن طبيعة عمله لا تستلزم كل هذا ولا تحتاج إلى التعقيد ولكنه يريد أن يصبح سلطان الأباريق .. إن سلطان الأباريق موجود بيننا وتجده أحياناً في الوزارات أو في المؤسسات التي تقدم الخدمات للمواطنين أو في المطارات ، بل لعلك تجده في كل مكان تحتك فيه مع الناس ألم يحدث معك ، وأنت تقوم بإنهاء معاملة تخصك في مؤسسة حكومية أن تتعطل معاملتك لا لسبب إلا لأنك واجهت سلطان الأباريق الذي يقول لك: اترك معاملتك عندي وتعال بعد ساعتين، ثم يضعها على الرف وأنت تنظر وتنتظر .. !! مع أنها لا تحتاج إلا لمراجعة سريعة منه، ثم يحيلك إلى الشخص الآخر ولكن كيف يشعر بأهميته إلا إذا تكدست عنده المعاملات وتجمع حوله المراجعون إنه سلطان الأباريق يُبعث من جديد ..!! إن الرسالة التي أتمنى أن تصل لكل (سلاطين الأباريق) أن عليهم أن يضعوا أنفسهم في مكان الشخص الآخر ليشعروا بمعاناة الشخص الذي يقومون بتعقيد الأمور عليه كما أذكرهم بما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام .. قالت عائشة (رضي الله عنها): (ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه). وقال صلى الله عليه وسلم: (يسروا ولا تعسروا). متفق عليه .. كما أن على مدراء المؤسسات والمسؤولين عن منافذ تقديم الخدمات للجمهور أن يتأكدوا من عدم وجود سلاطين أباريق في مؤسساتهم وأن يتذكروا أيضا ً الهدي النبوي في هذا الشأن في حديث (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) وأن يحرصوا على أن لا يكون لسلاطين الأباريق مكان في مؤسساتهم التي تقدم الخدمات التي يحتاجها الناس ..