التعامل الراقي في المرافق العامة سمة تتَّسم بها الأمم الراقية.. وفي السودان تكثر المرافق التي يتعامل معها المواطن بصورة دائمة.. فهل هو راضٍ عن تعامل الموظفين؟ سؤال حملناه للعديد من المستطلعين فماذا كان رأيهم؟ قالت المواطنة منال علي: لا بُد أن يكون هنالك تعامل راقٍ بين الموظف والمواطن الذي يلجأ لطلب الخدمة، وذلك من أجل تقديمها بطريقة تليق بالمؤسسة ولا تعكس صورة سلبية عنها، وهنالك بعض العاملين تجدهم يشعرون بأنهم أذكى من الآخرين «طالعين فيها وشايفين نفسهم» لا يراعون مشاعر الآخرين ويتعمدون مضايقتهم بالكلام أو يشعرونهم بأنهم ليس لهم قيمة، وأنا أرى أن هذا الأسلوب يرجع إلى خلل في شخصية الفرد وتصبح حالة نفسية وتسبب له الكراهية من قبل الآخرين.. لذلك لا بُد أن تقوم جميع المؤسسات، عامة أو خاصة، بتدريب الكوادر العاملة على فن «الأُتوكيت» والصبر والتحمل وأن تجعل فن التعامل شرطاً أساسياً لقبول الموظفين. أما آدم خضر فيرى أنه ينبغي أن يكون التعامل في المؤسسات، من قبل جميع العاملين فيما بينهم أو مع الآخرين، يجب أن يكون مبنيَّاً على التعاون والثقة والتكاتف والتشارك حتى يكون هنالك تجانس مشترك بينهم بحيث يخرج العمل متقناً وفي أبهى صوره، وعلى الفرد أن يقوم بعمله على أكمل وجه وعلى الجميع ألاّ ينظروا إلى المصلحة الشخصية بل ينظروا إلى المصلحة العامة، لذلك لا بُد من مساعدة الآخرين والعمل بروح التعاون والتفاهم من أكبر مسؤول إلى أصغر عامل لأن المثل يقول «اليد الواحد ما بتصفق». وفي ذات السياق تقول «نضال محمد» إن التعامل الطيب هو أصل الحياة ولا شيء أعظم من ذلك، وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : «الدين المعاملة» وقال ««إن لله عباداً اختصَّهم الله بقضاء حوائج الناس»، لذلك لا بُد من أن نعامل الناس معاملة طيبة وكريمة سواء في الدراسة أو العمل أو في المنزل أو الشارع، لننعم بحياة سعيدة ومستقرة وهادئة من أجل التقدُّم والإنتاج الوافر، والتعامل الطيب يبدأ بالكلمة الطيبة فهي كالثمرة الطيبة. وختمت حديثها قائلة: إن الشخص إذا كان لا يحب أو يرضى لنفسه المعاملة السيئة وغير اللائقة فهو يرضاها للآخرين، وعلى الموظفين داخل أية مؤسسة حكومية أو خاصة أن يكون بينهم الإخاء وروح الجماعة من أجل الإبداع والوصول إلى الهدف المنشود. الاهرام اليوم