في التاسع من ديسمبر من العام 2009م حكمت محكمة الجنايات رقم (2) بورتسودان بموجب المادة (16) (1) (أ) من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية على المتهم طلعت ضحية حمودة بالسجن لمدة (10) سنوات والغرامة ومع صدور الحكم فقدت اسرة المدان عائلها الوحيد الذي كان يصرف على أسرته من عمله كسائق شاحنات وبعد هذه المستجدات الدراماتيكية وجد ابنه محمد نفسه في موقف المسئولية فالتحق بالقوات المسلحة جندياً في الكتيبة (135) ثم عندما تجددت الحرب في ولاية النيل الأزرق كان طلعت يقاتل في الصفوف الأمامية إلى أن أكرمه الله تعالى بالشهادة في 30\12\2011م لتفقد الأسرة التي بها (13) طفلاً بالإضافة إلى زوجتين مجدداً عائلها وتتأزم أوضاعها ويتوقف معظم أطفالها عن الدراسة بسبب الظروف الإقتصادية السيئة التي تمسك بخناقها. رب الأسرة الذي لازال يقضي محكوميته بسجن مدينة الهدى الإصلاحية إتصل عبر الهاتف ب(معكم) وتحدث عن الوضع الإستثنائي الذي تعيش فيه أسرته وبث مخاوفه من تشردها بعد إستشهاد إبنه مع وجوده حبسياً بين جدان السجن تنفيذاً للحكم القضائي أعلاه ،وطلب أن نرسل بإسمه مناشدة إلى وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين للتدخل والعمل مع وزارة العدل والجهاز القضائي لإسقاط باقي العقوبة التي تم توقيعها عليه مردداً بشكل مكرر أنه في الأصل لم يكن طرفاً في القضية وقال (أنا مشكلتي إستلمت أمانة ما عرفتها شنو لي زول في بورتسودان وطلعت مخدرات) بعد ايام قليلة من هاتف طلعت حضر إلى مكاتب الصحيفة زوجتي المدان وعدد من اطفاله حاملين رسالة مكتوبة ومطولة إلى السيد وزير الدفاع وفيما يلي نقل نصيا جزء من الرسالة المؤثرة... في البدء نحيك تحية طيبة ونقول لك أطال الله عمرك وأمدك بالصحة والعافية ونصر الله بكم وبجنودكم البواسل في القوات البلاد. سيدى: أكتب إليك وأنت نعم الراعي الذي يسهر ليوفر لرعاياه الأمن والسلام والطمأنينة وأنا والدة أحد أبناءك وجنودك البواسل الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم الغالية من أجل الوطن وإستشهدوا في دندرو بالنيل الأزرق صبيحة الموافق 20/12/2011م نسال الله أن يتقبلهم ويجعلهم شرفا لأمة المصطفى صلى الله عليه وسلم سيدي: أنا والدة الشهيد محمد طلعت ضحية حمودة الجندي الذي يتبع إلى الفرقة الثالثة مشاة اللواء التاسع الكتيبة (135) شندي أكتب إليك آملة أن أجد عوناً وسندا بعد إستشهاد إبني الذي كان يعولنا بعد أن حُكم على والده بالسجن منذ ثلاث سنوات. سيدي : إبني الشهيد محمد كان هو العائل الوحيد لأسرة تتكون ثلاثة عشر شقيقا وشقيقة أربعة منهم بنات وتسعة أبناء وبرحيله تركنا نتقلب في ويلات الحزن والمعاناة والحرمان ونحن أقرب إلى الضياع والتشرد. سيدي: بعد أن نسأل الله تعالى القدير أن يتقبله ورفاقه مع الشهداء الميامين نطمع في عطفكم في أن تعيدوا لاسرته أبيها ربها ليعود إلى لها الأمن والأمان نطمع أن تخاطبوا الجهات المختصة من اجل أن إسقاط ما تبقى من عقوبة والدهم الذي كان يعمل سائق شاحنات ويسهر الليالي ويغيب بعيداً عن أبناءه حتى يوفر لأسرته الحياة الكريمة الآن الأبناء هجروا مقاعد الدراسة وهم في كل مراحل التعليم. ولدان وبنت من أولاده تركوا الدراسة بعد أن وصلوا إلى المرحلة الثانوية بسبب الظروف المادية ولم يجدوا عملاً بسبب صغر السن وضيق الفرص. سيدي: لقد طرقنا كل الأبواب لكنها أوصدت جميعاً في وجه الأسرة التي أصبحت في مهب الريح وها نحن نلجأ إليك أملا فيك بعد الفراج العليم أن تسهم في الإفراج عن والد هؤلاء الاطفال الذي يواجهون مستقبلاً مجهولا في ظل الاوضاع التي تعيشها الأسرة فهل تسمعنا وتمد لهم يد العون سيدي حفظك الله موفور الصحة والعافية مقدمة الطلب خديجة أحمد الدخيري والدة الشهيد / محمد طلعت ضحية