أبدت حكومتا السودان ودولة الجنوب تفاؤلهما بالتوصل إلى حلول حول مجمل القضايا العالقة بينهما خلال القمة الرئاسية بين رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ونظيره رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت المقرر لها الثالث من الشهر المقبل بجوبا، وأكدتا أنه لاسبيل للدولتين سوى الاتفاق، في وقت أقر وفدا التفاوض بين البلدين في أديس أبابا بإدارة التفاوض بينهما في الجولات السابقة بعقلية المواجهة والصراع مما أدى إلى تعثره مراراً، مؤكدين ابتدارهما منهجاً جديداً في الحوار بغية إعادة بناء الثقة المنعدمة بينهما وتعزيزها بجانب العمل كفريق واحد للتوصل إلى اتفاق حول القضايا الخلافية . وأكد رئيس وفد الحكومة الوزير إدريس عبدالقادر في برنامج مؤتمر إذاعي الذي تبثه الإذاعة القومية أن جولة المفاوضات الأخيرة كانت أقرب إلى خلق توتر بين الدولتين لكنه عاد وقال إن إرادة الطرفين حالت دون وقوع ذلك بانتهاج طريق جديد للحوار، مؤكداً اتفاقهما على تأجيل بعض الملفات الخلافية إلى حين توفير مناخ إيجابي لمناقشتها واعتبر القمة الرئاسية المرتقبة التي ستجمع رئيسي البلدين بمثابة تحدٍ للبلدين وأضاف "لا سبيل للدولتين سوى الاتفاق "، وتوقع نجاح القمة بالاتفاق على كافة القضايا الخلافية، مشيراً إلى أن جولة المفاوضات الأخيرة التي تعثرت في نصفها الأول نجحت في تحقيق تقدم في أكثر الملفات التي كانت تعكر صفو علاقات الدولتين (الملف الأمني) وعزا ذلك لتغيير روح ومنهج التفاوض واعتبر زيارة وفد الجنوب برئاسة باقان للخرطوم سانحة طيبة لبناء الثقة بين شعبي البلدين وتابع "كان يمكن لحكومة الجنوب تقديم الدعوة للرئيس عبر الحقيبة الدبلوماسية العادية، لكنهم أرادوا بمجيئهم إيصال رسالة سياسية للمساهمة في بناء الثقة" وأضاف "القمة المرتقبة لن تكون قمة علاقات عامة وإنما قمة بحث مصالح شعبي البلدين " مبيناً اتفاقهما على عدة قضايا أبرزها "عدم التصعيد الإعلامي ومساهمة الإعلام في تهيئة الأجواء "مطالباً أجهزة الإعلام بعدم إثارة ما يعكر صفو الأجواء الإيجابية التي تسود حالياً بين الطرفين، بجانب اتفاقهما على تكوين لجنة مشتركة في التجارة لبحث كيفية إجراء التجارة عبر الحدود فضلا عن مناقشة الأمن المتبادل بين البلدين عبر اللجنة الأمنية المشتركة. من جانبه أكد كبير مفاوضي حكومة الجنوب باقان أموم لبرنامج مؤتمر إذاعي الذي بثته الإذاعة القومية أمس، بأن الوفدين كانا يديران التفاوض في الجولات السابقة بينهما بعقلية الصراع واعتبره السبب الرئيسي في تعثر المفاوضات وأضاف "كان كل وفد يتخندق في موقفه بسبب العقلية والمنهج"، وقال توصلنا لقناعة بأن التفاوض الخلافي يصعب الوصول إلى الأهداف وتابع "لذلك قررنا ترك التخندق في المواقف الخلافية والتحول للعمل كتيم واحد يعترف بأن للدولتين قضايا خلافية لابد من حلها" قاطعا بضرورة فتح صفحة جديدة في علاقات البلدين لبناء دولتين جارتين تعيشان في سلام وأمن مشترك " بدل ما نعيش في صراع مستمر" . وقال باقان إن القمة الرئاسية المرتقبة مبادرة مشتركة من وفدي البلدين بهدف خلق فرصة للدولتين لتغيير توجههما الحالي ونقلهما إلى مرحلة جديدة بجانب الابتعاد عن حالة فقدان الثقة لابتدار مسار جديد لخلق الثقة وتغيير التعامل بينهما، مشدداً على ضرورة الخروج من دائرة المواجهة والصراع لطريق جديد وخلق روح الشراكة لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين منوهاً إلى أن الهدف الأساسي من القمة المرتقبة بناء الثقة بين شعبي الدولتين .مؤكداً توجيه رئيسي الدولتين لوفدي التفاوض بتغيير منهج التفاوض والعمل بروح الشراكة بدلاً من التضاد بجانب وضع كافة القضايا الخلافية أمامهما والعمل كفريق واحد لإيجاد حلول للقضايا العالقة بين الدولتين وقطع بأن التحضير الجيد للقمة بلاشك سيحقق النجاح .