في المراحل الاولية للدراسة دائما ما تجد أن الاساتذة يسألونك عن والدك في دعوات الاجتماع أو حتى في التوقيع على نتائج الامتحانات، فالاب هو المسؤول الاول، في حين أن الواقع يقول إن الأم هي المسؤولة عن مذاكرة الابن بل هي التي يمكن أن تحدد مستوى الطالب، بينما الأب غارق في زحمة العمل، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه حالياً، لماذا يعتبر الأب هو ولي الامر الاول، هل هي عادات وموروثات شعبية يصعب التخلى عنها، ام انها جوانب قانونية راسخة لا تتزلزل الا بحدوث طارئ، أو غياب الاب..؟ (1) السيده حنان خالد تقول انا اعتبر نفسي ولي الامر الحقيقي لاولادي لانني من يعرف عنهم كل كبيرة وصغيرة، ولان والدهم يعمل في التجارة التي تجعله بعيدا كل البعد عنهم خاصة في مسألة المدارس والمعلمين لأنني من يذهب للمدرسة ويسأل ويأخذ المعلومة، وولي الأمر هو الذي تعرفه المدرسة وليس ذلك الموجود على دفاترهم المدرسية لأن الأب لا علاقة له بالمدرسة ربما يكون يعرف اسم المدرسة التي يدرسون فيها-للعلم فقط- لكنني لا اذكر انه ذهب اليها يوما ما. (2) الاستاذ أحمد محمد مدرس بالمعاش ابتدر حديثه عن أن ولاية الأب جاءت من باب انه المسؤول عنهم في الدنيا والآخرة، وكل الاوراق الرسمية هي باسم الاب، وهذا مفهوم قانوني بحت وحتى زمن قريب لم تكن لدى الامهات تلك الاهتمامات بالابناء في المدارس، (يعني امهاتنا لم تكن لديهن علاقة بمدارسنا انما كان هذا هو دور الأب هو الذي يذهب للمدرسة ويسأل الاستاذ ويعرف مستوى ابنه).. لكن الذي يجري حاليا جعل الأم هي المسؤول الاول لأن الآباء بصراحة لا علاقة لهم بمدارس الاولاد بحكم الحياة التي اصبحت ضاغطة اكثر من اللازم لدرجة أن الآباء لا يعرفون عن ابنائهم شيئا سوى أن يقولوا له (ادفع المصاريف).. وهو يدفع دون أن يدخل في التفاصيل مما جعل العبء كله يقع على الأم. (3) مسؤول في الوزارة قال إن وزارة التربية وضعت هذا الاهتمام في اعتبارها لذا جعلنا ذكر اسم الأم واحدة من طريقة اذاعة النتائج للاوائل الممتحنين وذلك ايماناً منا بدورها في تفوق ابنها، لذا قررنا أن نذكر اسمها مقرونا مع ابنها حتى تشعر بالفخر وكأننا نقول لها هذا اقل شيء يمكن أن نقدمه لكِ في هذا اليوم الذي تعتز به الام، وهي بصراحة التي تحس بحصاد غرسها ومن هنا نحن ندرك أن الأم هي الراعي الاول للابناء لكن ولي الأمر هو الأب في السجلات المدنية والقانونية. (4) فاطمة محمود تقول إنها هي المسؤول الاول عن أولادها لأن والدهم مغترب خارج السودان منذ زمن بعيد، وهو لا يعرف عنهم شيئا سوى انهم يرسلون اليه نتائج آخر العام في فاكس، وتضيف: ( احس بأنه لا يطلع عليهم ربما لأنه يدرك تماما انني اقوم بكل اللازم لكن لابد من اخباره بكل صغيرة وكبيرة عنهم، وان لم يكن لديه وقت لمعرفة ذلك لكن على ادخاله في تفاصيل حياتهم حتى يحسوا بانه يعرف عنهم كل شيء حتى يضعوه في اعتبارهم من خلال عكس صورة جيدة لأن الابناء اذا لم يحسوا بوجوده معهم عليهم الاحساس بمتابعته لهم، وهذا من خلال اعطائي كل التفاصيل الخاصة بهم لمتابعتهم من قبله اذا من هو ولي الأمر الحقيقي أو الواقعي؟. (5) ام أحمد تعمل في المنازل قالت انها هي ولي امر اولادها لأن اباهم تركهم في اعمار مختلفة دون أن يسأل عنهم أو حتى يعرف اخبارهم، انا التي تذهب للمدرسة وانا التي تدفع المصاريف (كان قروش امتحان كان قروش نتائج ) واضافت: (انا ام واب لأولادي وهم لا يعرفون غيري ولياً لأمرهم ..).