بقي يومان على القرار الرئآسي الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي بخصوص الوضع في سوريا وموافقته على خطة كوفي عنان الذي يلزم النظام السوري بوقف المجازر التي ظل يرتكبها والتي استشهد بسببها أكثر من عشرة آلاف مواطن واعتقل وعذب خلالها عشرات الآلاف ونزح مئات الآلاف إلى الدول المجاورة يعيشون ظروفاً صعبة ليس هذا وحسب بل هناك الملايين الذين خرجوا من بلادهم منذ عشرات السنين هرباً من الجحيم منذ أن جثم النظام البعثي وأسرة الأسد على صدر الشعب السوري. الشعب السوري شعب متحضر له دوره في الحضارة و مسيرة الإنسانية منذ أن عرفت الاجتماع البشري ساهم فى تطورها فى كافة المجالات يتعرض اليوم إلى الظلم والبطش والعدوان من نظام احتكر السلاح والسلطة وجعله أعزلاً يواجه الآلة الحربية التي يدفع لها الضرائب لتدافع عنه وتحميه من الأعداء فإذا بالنظام يوجه تلك الآلة الحربية إلى صدور الشعب السوري وأطفاله ونسائه لا إلى الأعداء الذين اغتصبوا أرضه وانتهكوا سيادته.. اضطر الشعب والمنشقون من الجيش السوري لحمل السلاح ليحموا أعراضهم التي اعتدى عليها شبيحة النظام ولكن للأسف لا يضعف مواجهته عسكرياً لوحدهم لأنهم لم يعتادوا على التسلح الذي احتكره النظام ولذلك نقول إن من حق الشعب السوري الذي ظل عضواً في هيئة الأممالمتحدة أن تحميه هذه الهيئة الدولية بكل ما تملك من سلطة ونفوذ وقرارات عبر أي من مؤسساتها المعترف بها دولياً.. لم يعد بالأمكان الصمت والانتظار. أما على المستوى العربي والإسلامي يتعين على جميع دولها أن توجه صفعة قوية للنظام السوري لعدم التزامه بايقافه قتل شعبه... الصفعة المطلوبة هي عزل النظام سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً من خلال طرد سفرائه وسحب السفراء من دمشق وإيقاف التعاملات الاقتصادية معه.. إذا حدث ذلك سينهار النظام سريعاً وهو الآن مشرف على ذلك، ليس ذلك وحسب بل يجب الضغط بكل الوسائل السياسية والدبلوماسية على روسيا والصين وإيران لتبتعد عن هذا النظام.. لقد حان الوقت لتوجيه الضربة القاضية على النظام السوري فلا نجعله يتلاعب بالزمن ويتحايل على الآخرين لأنه من المستحيل لنظام كهذا أن يصلح نفسه فقد مصداقيته تماماً وقد جربه الشعب السوري أربعين عاماً ففعل بشعبه ما فعلته إسرائيل بالشعب الفلسطيني. سكرغيت اتصل بي صديق عزيز خدم في موقع مهم في عهد الرئيس نميري بعد أن قرأ عمودي أمس عن فضيحة سكر النيل الأبيض وذكرى انتفاضة إبريل المباركة فقال لي لو حدثت مثل هذه الفضيحة في عهد النميري لحاسب مرتكبيها فوراً حساباً عسيراً ولم يعبأ بقريب أو بعيد. فقلت له معك حق فرغم اختلافي ومعارضتي لنميري ونظامه منذ أول يوم على فيه صباح 25 مايو 1969 حتى آخر يوم هوى فيه ونحن في سجن شالا بالفاشر نتابع الانتفاضة حين أودعنا فيه قبل الانتفاضة بأشهر إلا أنني أعترف له بالحسم خاصة عندما يحدث مثلما حدث في احتفال سكر النيل الأبيض مؤخراً يسبب حرجاً كبيراً بل فضيحة ستؤثر حتماً على مناخ الاستثمار.. والحقيقة أنا لم ألتقِ بالنميري طيل فترة حكمه إلا بعد سقوطه وكان ذلك في مقر إقامته بالقاهرة في شهر مايو 1989 والذي خرجت به أنه رغم ماقيل عن بطش النميري وقسوته تجاه الآخر إلا أن له ميزة أعترف له بها وهو أنه يحترم جداً الشخص الذي يحترم نفسه ويكون قوياً في آرائه و صلباً أمامه لا يخشاه عندما يختلف معه فعندما التقيته أول مرة وهاجم لي انتفاضة إبريل هاجمته بشدة وقلت له أنت كنت معزولاً عن نبض الشارع وعزلتك بطانتك عن الشعب فكانت شرارة الانتفاضة .. أشهد له أنه احترمني جداً وأصر على أن أتعشى معه يومياً وأسر لى أنه سيرجع للحكم قريباً جداً(راجعوا كتاب جمال عنقرة).. رحمه الله.