*رغم أن شباب هذا الجيل أكثر جرأة من الأجيال السابقة وأن فرص التعارف والتواصل بينهم أكثر إلا أنهم ما زالوا يعانون من تراكمات المخاوف والمحاذير التي شكلت تركيبتهم النفسية والذهنية. *لسنا في حاجة إلى تأكيد حقيقة أن شابات اليوم أكثر جرأة في تعاملهن مع المحيط الاجتماعي من جيل الأمهات والحبوبات، وأنهن يتمتعن بدرجة من حرية اختيار أزواجهن ولكنهن أيضاً يعانين من تداعيات الواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي يؤثر بصورة كبيرة حتى في تشكيل العلاقة التي تربط بين الجنسين برباط الزوجية. *إحدى القارئات أرسلت ل(كلام الناس) رسالة إلكترونية أشادت فيها بعمود السبت الاجتماعي وقالت إنها استفادت من التجارب التي تطرح عبره، ولكنها ما زالت تعيش في ذات الحيرة عندما تجد نفسها أمام محك الاختيار. *يبدو أن معضلة الاختيار- إذا صح التعبير- معضلة عامة بدرجات متفاوتة، ولعل المسلسل التركي (بائعة الورد) الذي يعرض هذه الأيام على قناة "mbc4" يؤكد هذه الحقيقة الإنسانية، لأن بطلة الفيلم لميس رغم نجاحها الفني وسطوع نجمها إلا أنها واقعة في حيرة بين من تحب- أستاذها في الموسيقى "مراد"- وبين من يحبها- مدير أعمالها "رأفت". *حتى الممانعة التي اشتهرت بها النساء دون الرجال جسدها "مراد" في ذات المسلسل فهو رغم تعلقه بلميس يغالط نفسه في مواجتها وقد بادلته ذات الموقف رغم تعلقها به. *نعود لشبابنا الذين يعانون من حيرة أكبر جعلت العلاقات بين الجنسين التى هي أساس الحياة الزوجية تتعقد أكثر، وسط مخاوف ومحاذير مشروعة ولكنها مضخمة لدرجة تثير الشك والريبة وتهدد مستقبل الحياة الزوجية السوية. *هذا للأسف أفرز واقعاً مؤسفاً وسط بعض الشابات اللاتي يفتحن النفاج أمام أكثر من فرصة رغم الفرصة المؤمل عليها نسبة لتعقيدات الحياة ومفاجآتها التي تضطر الواحدة منهن في نهاية المطاف للقبول بمن يتقدم وإن كان خارج كل الفرص المتاحة. *نعلم أننا نخوض في بحر متلاطم من الأمواج ولكن لا بد من الخوض فيه مع شبابنا من الجنسين للأخذ بيدهم بدلاً من أن نتركهم وسط الحيرة بين العين والقلب والجيب أيضاً.