(الوطني) والمعارضة.. الوطن يعلو ولا يعلى عليه..!! تقرير بكري خليفة تصوير: أحمد طلب لا يوجد متسع من البراح للمناورة السياسية في المواقف. هذا ما بدا واضحاً من خلال مواقف القوى السياسية خلال الايام الماضية، والتي وحدت مواقفها بشكل كبير عقب احتلال دولة جنوب السودان لمنطقة هجليج بولاية جنوب كردفان، وربما استشعارهم بالخطر الذي بدأ بالمطامع في الارض هو الذي دفعهم للتوجه نحو دعم القوات المسلحة ومساندتها في معاركها التي تقودها على الأرض، ويبدو أن الأحزاب تعلم جيدأ أهمية الدعم السياسي والمعنوي اللازم لتلك القوات، فيما واصل الاطباء مهمة اخذ الدم من المتبرعين من الحضور بداخل منزل سيد أحمد خليفة لدعم القوات المسلحة وتجاوز عدد المتبرعين العشرات كما افاد الاطباء . إجماع سياسي بعد أن وقف الجميع دقيقة حدادا على شهداء القوات المسلحة بمنطقة هجليج طالب الاب فليب ثاوث فرج بالترحم على روح البابا شنودة، ليتجه بعدها المتحدثون من قادة الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) والمعارضة بمختلف طيفها للإجماع على دعم القوات المسلحة من خلال المواقف التي عبروا عنها بصالون المرحوم سيد أحمد خليفة أمس الأول، ولم يتوقفوا عند تلك المحطة وإنما طالبوا بضرورة أن يكون الإجماع حول هجليج نقطة بداية لتوافق بين الاحزاب المعارضة والمؤتمر الوطني. وشهدت مداولات الصالون مشاكسات بين القيادي بالمؤتمر الوطني البروفسور إبراهيم أحمد عمر والقيادي بالحزب الاتحادي د.علي السيد بسبب هجوم علي السيد على سياسات المؤتمر الوطني وخطابه السياسي الذي وصفه بالمتعنتر، تجاه القوى الأخرى مما دفع بالبروفسور إبراهيم أحمد عمر لمقاطعة علي السيد ومخاطبته بالقول: (انت يا علي السيد شايت وين؟)، لتتعالى ضحكات الحضور. ربما الكثيرون تحسسوا مقاعدهم حينما قدم القيادي بالمؤتمر الشعبي العميد (م) محمد الأمين خليفة للحديث، سيما في ظل الموقف الثابت لحزبه من التعامل مع المؤتمر الوطني، ولكن خليفة أثلج صدر الكثيرين حينما طالب بالوقوف عند ما أسماه ب(نقطة الإرتكاز) ليقف عندها الجميع وقوفاً خلف القوات المسلحة في معركتها ضد العدوان الخارجي. ربما مطالبة القيادي بالمؤتمر الوطني البروفيسور إبراهيم أحمد عمر للاحزاب والحكومة بضرورة الوقوف صفا واحد خلف القوات المسلحة ومساندتها في المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، كان واحدا من القضية المحسومة بالنسبة لتلك القوى السياسية، والتي تجاوزت الخلافات السياسية الداخلية في مواجهة العدوان الخارجي، ولكن عمر بدا مصرا على أن تكون هجليج بداية لتوافق بين الأحزاب السياسة والمؤتمر الوطني في الجانب الوطني والديني والاخلاقي، لتأتي بعده القيادية بالحركة الشعبية المسجلة د. تابيتا بطرس لتقول إن السودان لن يؤتى من جنوب كردفان وتؤكد أن ولاية جنوب كردفان مستهدفة من خلال الاعتداءات المتكررة لكونها ولاية غنية بأهلها اولا وبالنفط والذهب والزراعة، وأضافت "احتلال جزء منها ادى الى وقف التفاوض في اديس ابابا". الظهور الأول الامين العام لحزب الأمة القومي د. ابراهيم الامين الذي ظهر للمرة الاولى بعد انتخابه عبر الهيئة المركزية في الايام الماضية قال إن في الطب اعظم نعمة وهي الاحساس بالألم لانه ينبه للمخاطر التي تحدث للجسم وأن ما حدث في هجليج يفترض أن ينبه الى مشاكل كثيرة يجب أن ينظر اليها لحلها واضاف "مافي سوداني اصيل يقبل أن يحتل جزء من ارضه وهجليج واحدة من ازمة معقدة تواجه السودان"، وبدا الامين واثقاً من مقدرة القوات المسلحة على استرداد منطقة هجليج قريباً، وطالب بضرورة معالجة بعض القضايا بين الحكومة والمعارضة مثل مشكلة الرعي التي تواجه القبائل الحدودية بعد حرمانها من دخول الجنوب، واضاف الامين "لدي موقف متطرف بأن مشاكل السودان لا تحل في الخارج كما أن الآراء المتطرفة لن تحل مشكلة السودان لذلك علينا كمعارضة وحكومة أن نضع حلولا تودينا لقدام"، بينما بدأ القيادي بالمؤتمر الشعبي اللواء (م) محمد الامين خليفة حديثه بضرورة الوقوف مع القوات المسلحة وقال "لا يوجد شخص يؤيد كشف ظهر القوات المسلحة لكن علينا أن نؤمن أن القضايا الصعبة لا تحل بالوسائل السهلة". العديد من المداخلات تلت إكمال المتحدثين لكلماتهم، حيث طالب الامين العام لجهاز المغتربين د. كرار التهامي بأن لا يثير احتلال هجليج الاحباط في الشارع السوداني. كما شارك بالحديث رئيس تحرير صحيفة "الاهرام اليوم" عبدالماجد عبدالحميد الذي طالب بضرورة وجود شباب الصحافة السودانية في تغطية العمل في مناطق النزاعات وان لا يتم استقاء الاخبار من الجهات والوكالات الاخرى.