شان عيون أطفالنا.. ماتضوق الهزيمة... العاصمة... (هجيج) بعد تحرير (هجليج)..!! رصد: أحمد دندش مشهد سيارة عابرة بجانبك وبوقها يملأ عنان السماء، كان وحتى قبيل تحرير مدينة هجليج السودانية أمس، حصرياً على مهووسي كرة القدم الذين أصبحت تلك العادة من الثوابت والأساسيات بالنسبة لهم بعد الانتصار، ولكن يوم أمس الأول وبعد صلاة الجمعة مباشرة، كانت كل الأبواق تنطلق في تناسق واضح، خصوصاً بعد إعلان القوات المسلحة رسمياً وعبر بيان وزير الدفاع تحرير منطقة هجليج من فلول الحركة الشعبية والقوات المتمردة.. لتتحول الشوارع في العاصمة لكرنفالات من الفرح العفوي، في مشهد إن دل فإنما يدل على أنها رسالة واضحة لاتحتاج للكثير من الإمعان لفض محتوياتها... قلق المواقع الاسفيرية ظلت المواقع الاسفيرية وخاصة موقع التعارف الأشهر (فيس بوك) في حالة من التساؤلات الدائمة عن الأوضاع في منطقة (هجليج)، حيث ظل الموضوع مثار النقاش طوال الأيام الماضية، بينما ازدادت كثافة التناول يوم أمس بصورة كبيرة جداً، حتى أن بعض أصحاب الأرصدة والحسابات، ظلوا يتابعون فقرات البيان الذي بثته القوات المسلحة، ويقومون فوراً بارفاق المعلومات التي يتضمنها البيان، وهو ماجعل كل صفحات الفيس بوك تتحول أمس إلى احتفالية إلكترونية قلّ أن تتوفر. شوارع مغلقة الخروج العفوي الذي مارسه المواطنون من كافة القطاعات والمناطق والوظائف، ربما كان الأضخم خلال السنوات الماضية وشابه إلى حد كبير ذلك الخروج العفوي الذى اندلع فور صدور قرار مدعي المحكمة الجنائية ضد الرئيس البشير، والذي ضرب من خلاله المواطنون مثلاً كبيراً في حب الوطن وإثبات المكانة الكبيرة التي يحتلها الرئيس في دواخل هذا الشعب، والخروج العفوي الأخير تسبب في إغلاق عدد من شوارع العاصمة خاصة شارع القيادة العامة والذي توقفت فيه الحركة تماماً حتى قبيل صلاة المغرب بقليل، بعد أن أحاط به المواطنون وهم يرددون هتافات النصر المؤزر. النواعم.. زغرودة النصر:\ مهيرة السودانية كانت حاضرة أمس، ولم تغب تماماً كعادتها في مثل تلك المناسبات، أما اللافت أمس فقد كان الحضور الكبير جداً لها، وهي تزين الجموع الغفيرة بثوبها السوداني المميز، و(بزغرودتها) التي طالما كانت دافعاً ومشجعاً ومؤازراً كبيراً لجنود هذا الوطن منذ الاستقلال، وحتى ربات المنازل لم تمنعهن المشاغل من الخروج والتعبير بصدق عن فرحة الانتصار، وخرجن للشوارع ملوحات بالنصر، وبعضهن يحتضن أطفالهن الصغار في مشهد كان من المشاهد التي استحقت التوثيق لها. (نوبة) الطرق الصوفية الطرق الصوفية كانت حاضرة كذلك في يوم النصر، بأعلامها و(نوبتها) الشهيرة التي ظلت تدق طبول الفرح على مدار اليوم بأسره، بينما مثل مشايخها عنواناً بارزاً لمعاني التواجد النوعي، وكان مشهدها وهي تسير في تناغم واضح خلف بعضها البعض أبلغ دلالة على مشاركتها الفاعلة في احتفالات النصر. الكاكي والملكي.. سوا سوا ربما لم يمنع البعض نفسه أمس من الغرق في شلال مشاعر متدفقة، مثل ذلك الشاب الذي القى بنفسه بين أحضان عدد من أفراد الجيش الذين كانوا يقفون على جانب الطريق بالقرب من القيادة العامة، وهو يكبر ويهلل، لتتجسد لوحة عظيمة المعاني، تؤكد بالدليل القاطع المكانة الضخمة التي يضع فيها المواطن قواته المسلحة، والثقة الكبيرة التي يوليها لها، وعموماً مشهد تلاحم (الكاكي والميري) أمس، كان لوحة سيريالية متقنة الجاذبية، رسمتها فرشاة من الفرح العفوي والتلاحم المطلوب وفق المرحلة. شان عيون أطفالنا ماتضوق الهزيمة نعم.. وجودهم أمس ضمن طوفان الفرحة العارمة الذي اكتسح الخرطوم، كان دليلاً قاطعاً على إنهم بالفعل يمثلون مستقبل هذا البلد، ومشهد آخر لذلك الطفل الصغير وهو يردد بعفوية تامة: (الله أكبر.. لا إله إلا الله)، كان يكفي تماماً لنطمئن على هذه البلاد، وأن (نرقد قفا).. طالما أطفالها يرددون الشهادة.. ويعلمون ما يدور.. ويتذوقون طعم النصر الذي حققته لهم قواتهم الباسلة.. والمشهد بالفعل كان يدفعك لتردد دون إرادة منك: (نعم.. شان عيون أطفالنا ماتضوق الهزيمة). علم السودان.. جاذبية الظهور (الماعندو علم يشيل علم)... هكذا نطقها ذلك السبعيني الذي كان يقف بجواري، قبل أن يلوح بذلك العلم السوداني الذي يحمله في فرح واضح، أما ذلك الصغير الذي يقف على رأس تلك السيارة فكان مشهده وهو يحتضن العلم السوداني كفيلاً جداً بأن تصل رسالة هذا الشعب لكل من تسول له نفسه الاقتراب من حدود هذا الوطن الكبير والعظيم، وأمس الأول كان لحضور علم السودان طعم مختلف.. ونكهة مختلفة.. ويوم مختلف.. يوم عادت فيه (هجليج) عروساً لحضن الوطن تزفها قواته المسلحة، وتتبعها النسوة بالزغاريد... // الفاتح