آرقني جدا غياب أي مكتبة ودار نشر سودانية من المهرجان القرائي للطفل الذي يقام في الشارقة ويختتم في الثاني من مايو. يحدث هذا بالرغم من أن أول مجلة أطفال عربية هي الصبيان السودانية (أين هي الآن؟!)، يحدث هذا بالرغم من أن أول وحدة تخطيط مناهج تربوية للمدارس في الوطن العربي هي (معهد بخت الرضا) ولاية النيل الأبيض! لقد طفت المعرض من شرقه لغربه تحت سقف (إكسبوا الشارقة) الشاسع وفضائه الفسيح حتى كلت قدماي ولم يكل ناظري، كل الدنيا كانت موجودة هناك، كل دور النشر تقدم ما عندها من كتب وسيديهات ووسائل تعليمية متطورة وحديثة. حقيقة لقد كان المعرض على مستوى دولي ولم يكن ينبغي لدور النشر والعارضين السودانيين أن يتقاعسوا عن المشاركة بأي سبب كان. والرسالة هنا لاتحاد الناشرين السودانيين ولصديقي صلاح عمر الشيخ الزميل والكاتب الصحفي ورئيس إتحاد أصحاب المعارض السودانية. سبب الغياب في تقديري معروف جدا، ضعف التواصل من جهة العارضين السودانيين. وتكرر هذا في العام الفائت حيث لم يشارك في معرض الكتاب في نوفمبر 2011 سوى دارين نشر فقط وهما عزة وعووضة. وفي لقاءاتي مع الأستاذ أحمد بن ركاض العامري مدير المعارض بدائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة والأستاذة عائشة العاجل مديرة الإعلام والأستاذ محمد القصير مدير الثقافة تأكدت تماما أنهم يبذلون جهودا مع كل من يطرق بابهم للمشاركة في أي منشط هذا غير العرض المتواصل لهذه المناشط على الإنترنت على المواقع التابعة للدائرة. وقد أكدت لي نعمات حمود الموظفة السودانية بالدائرة (وهي شعلة من النشاط والاجتهاد) أنها تبذل مجهودات شخصية إضافية في تذكير المكتبات السودانية بالتواصل والمتابعة ولكن مع مردود ضعيف. ذات الأمر أكده لي المستشار الثقافي والإعلامي لسفارة السودان بالإمارات الأستاذ بكري ملاح وهو مجتهد ومتعاون إلى أقصى حدود. أنا شخصيا أميل لإعادة الكرة في ملعب دور النشر السودانية والعارضين السودانيين وذلك لتجارب شخصية كثيرة فأنا أقتحم الإنترنت كثيرا وأتواصل بصورة مباشرة ومستقلة ودون توجيه أوتمويل من اي جهة بغرض المشاركة في المناشط الدولية وغالبا ما تتجاوب هذه الجهات ولو بعد سنوات عندما يشعرون أنك السوداني الوحيد الذي طرقت بابهم واجتهدت في المشاركة. المشكلة عندنا أن بعض الجهات السودانية لا تتحرك إلا إذا وجهت لك دعوة مباشرة للحضور ومع كامل التسهيلات وهذا أمر قد تغير تماما بسبب تطور وسائل الاتصال مع حدة المنافسة، وحتى إن وجد فإنه لا يتم إلا لمن ثبت حرصه ومتابعته وأنه سيقدم شيئا مفيدا وجديدا. يعرف كثير من المثقفين السودانيين إمارة الشارقة عبر (قاعة الشارقة) حيث تقف شاهدة على عمق العلاقات العربية وسخاء مقدم منحة بنائها الدكتور سلطان بن محمد القاسمي. وفي توجه مماثل تقدم الدكتور سلطان بمنحة بإعادة بناء المجمع العلمي في القاهرة الذي أتت فيه النيران على ما يقارب 192 ألف وثيقة ومخطوطة نادرة إبان ما يعرف بأحداث مجلس الوزراء. وعن هذه العلاقات نتحدث غدا.