رجال يبحثون عن (شخصياتهم).! تقرير: جوليا سيد أحمد الرجال مواقف...هكذا كان يتم التعامل قديماً مع الرجال.. لكن في الوقت الحالي أضحت مواقف الرجال غريبة و(مهزوزة) وغير مفهومة.. فهناك من يعزي ذلك لأسباب كثيرة ومبررات عدة، ويعتقد أنها ساهمت بصورة كبيرة في تراجع شخصية الرجل السوداني داخل المنزل، (السوداني) بحثت في هذا الجانب، وخرجت بالحصيلة التالية: دخل محدود: الأستاذ خالد محمد أحمد يعتقد أن الرجل فقد سيطرته على زمام مقاليد الحكم في الأسرة لأسباب كثيرة منها محدودية دخله مع تنامي دخول المرأة لسوق العمل، مما خلق نوعا من الندية بين الرجل والمرأة -أي أن المجتمع الذكوري أصبح في خطر- لأن توفير المأكل والمشرب للمرأة هو ما يجعلها تحت سيطرة الرجل أو تدين له بنوع من الولاء، لكن ما الذي يجعلها تضع نفسها تحت سيطرة رجل لا يستطيع توفير حاجياتها اليومية، ومن هنا جاء ضعف شخصية الرجل في الأسرة. المرأة و(الكاش): فتحية محمد صالح موظفه ترى أن الذي حدث ليس ضعفاً في شخصية الرجل، إنما هو نوع من التوازن في الأدوار بين الرجل والمرأة في البيت، لأن الرجل كان قديما يسيطر على مقاليد الأمور ويوفر متطلبات الحياة ، وكانت المرأة تجلس في البيت، لكنها اليوم خرجت للحياة العامة والعمل، وهذا السبب هو من جعل للمرأة شخصية مستقلة، إذن هو ليس ضعف في شخصية الرجل إنما هو تنامي لشخصية المرأة أي أن المرأة أخذت دورها الذي كان يسيطر عليه الرجل قديماً. الطبع يغلب التطبع: ويرى حاج علي آدم أن الرجل عديم الشخصية يكون ذلك السلوك ملازماً له منذ طفولته ولا رأي له، ويقبل بكل شيء دون أن يبدي أي نوع من الاعتراض، أو يظهر بعض رأيه، لذا مسألة أن يكون رجل بلا شخصية هذا طبيعي، لأن من شب على شيء شاب عليه، وهذا يكون خلل في التربية منذ الصغر، لذا على الآباء أن يربوا أولادهم على أن تكون شخصياتهم قوية، ولهم رأي مستقل بعيدا عن فكرة (الإمعة) الذي يقول نعم إذا قالوا نعم... ولا إذا قالوا لا..!! (طرطور) وكدا: ويقول المهندس احمد إن الرجل لا تتراجع شخصيته أبدا، إلا إذا كان هو من الأصل ليس له شخصية، ويضيف: مسألة أن تكون زوجتي عاملة لذا تفرض علي آراءها هذا مستحيل (يعني شنو موظفة وعندها دخل..؟ هذا لنفسها هي لكن البيت مسؤوليتي أنا الرجل وهذه المسؤولية لن يحملها غيري وإن كانت زوجتي)..ويقول: (هذه هي الشخصية الحقيقية للرجل لكن أن تفرض زوجتي علي رأيها لأنها تساهم في المصاريف، فلتذهب هي ودخلها إن وصلت الأمور لدرجة أن تسير أمور البيت... يعني أنا أقعد (طرطور)..؟ أشباه رجال: نعمات عبد النبي تقول إن هناك أشباه رجال وهم كثر في هذه الأيام، وأضافت: (والله أنا أعرف رجلا قامت زوجته بتزويج بناتها دون رضاه).. ورجال آخرون لا يستطيعون سؤال بناتهم عن أين كن في الليل، لأن زوجته تسيطر على البيت من باب أن أولادها كبروا وأصبحوا يصرفوا في البيت. رأي علماء الاجتماع: ويستبعد عدد من علماء الاجتماع جزئية تفشي ظاهرة غياب شخصيات الرجال السودانيين داخل البيوت بتلك الصورة المخيفة، مؤكدين أن للرجل السوداني مكانة كبيرة في دواخل المرأة، والتى تعتبره قائد سفينة المنزل، بجانب أن المجتمع السوداني له بنود وضوابط واضحة حول مايثار من جزئية غياب الشخصية للرجل، وهي ذات الضوابط التى تتبعها المرأة في طريقة تعاملها مع زوجها..ويؤكد عدد آخر من الباحثين الاجتماعيين أن الظروف الاقتصادية ربما ساهمت بدرجة كبيرة في تراجع كثير من عناصر الأسرة السودانية، لكنها لم تؤثر بشكل كبير في طبيعة علاقة الاحترام السائدة مابين الرجل والمرأة.