البيوت السودانية.. من يدفع(يحكم). الخرطوم: جوليا سيد أحمد في البيت هناك قوانين ربما هي قريبة عهد بالأسرة السودانية التي كان قوامها الرجل لكن خلال الفترة القصيرة الماضية أصبحت هذه القوامة تتعرض لكثير من المشاكل من الناحية الاجتماعية خاصة وأن عددا مقدراً من أفراد الأسر السودانية أصبحوا موظفين عكس تركيبة الأسر في أزمنة سليقة حيث كان رب الأسرة هو وحده الذي يعمل لكن اليوم نجد أن الأولاد والبنات وجميع أفراد الأسرة لديهم دخول ولهم مساهمة مالية في سد احتياجات البيت الاقتصادية. (1) تقول نجاة: أنا أعمل موظفة منذ 14 سنه وبعد أن تزوجت أصبح لي منزل خاص لكن لدي مبلغ معين أساهم به في إعالة أسرتي الكبيرة مع إخوتي هناك لذا تجدهم دائما يأخذون رأيي في كل كبيرة وصغيرة يعني (مع اخواني الأولاد راس براس) وهذا يأتي من باب أنني مساهمة في دخل في هذه الأسرة. نعم هي أسرتي لكن أيضا هم يحترمون صرفي هذا ومنه يحترمون رأيي لذا فأنا مقتنعة تماما أن من يصرف يحكم. (2) خالد يقول إن الرجل دائما يحبذ أن يكون دخله أعلى من زوجته حتى تكون الكلمة العليا له، وهذا ما لاحظته في أصدقائي المتزوجين من نساء دخولهن أعلى منهم فهولاء تجدهم دائما مترددين على كل المستويات ولا بد من أخذ رأي نسائهن في كل كبيرة وصغيرة وهو ليس نوع من التفاهم إنما هو نوع من الإحساس بالدونية وأنا دائما أقول لهم إن من يدفع هو من يحكم وهم يغضبون من هذه الحقيقة لكن لا منطق لهم سوى ذلك. (3) الحاجة فاطمة لها فلسفة في هذا الموضوع فتقول إنها زوجت بناتها لرجال كلهم لهم دخول عالية جدا، حتى يصرفوا عليهن بشكل جيد لأن الرجل الذي يصرف على بيته تكون له الكلمة الأولى كما أرى أنا أنه لن ينظر لمرتب زوجته التي تتركه لأهلها مما يجعلني أستفيد من هذه النقطة. (4) نجود ترى أن الرجل الذي يمتلك مرتبا أقل من مرتب زوجته دائما تجده هو صاحب الصوت الخافض في بيته مما يحتم عليه أن يكون درجة ثانية في كل شيء اللهم إلا إذا كانت الزوجة هي من تريده أن يكون صاحب الكلمة الأولى في بعض الحالات إذ حتى هذه تكون بمزاجها. ومن هنا على الزوجة إذا أرادت حياة مستقرة عليها اختيار زوج له دخل عال حتى لا تصبح هي قائد المركب الذي هو قائده في الأصل الرجل ولولا الأوضاع الاقتصادية التي جعلت صاحب الكلمة الأولى في البيت هو ذو الدخل الأكبر مما يولد بعض الإشكالات الاجتماعية الأخرى لأن تراجع دور الأب في البيت ينسحب عليه بعض المشاكل الكبيرة خاصة فيما يخص تربية الأولاد. (5) عبد الله (صاحب دكان) يرى أن المرأة ذات الدخل الأكبر في البيت تكون واضحة من خلال أشيائها التي تشتريها من الدكان لأنها تشتري باطمئنان شديد عكس زوجها الذي تجده يحسب بحسابات كثيرة لأن دخله محدود وله كثير من الحسابات لذا أنا تجدني أهتم بأشياء المرأة أكثر من أشياء الرجل لأنها على الأقل سوف تشتري مني أشياء كثير مما يكثر الربح عندي والعكس صحيح أي إذا كان الزوج هو صاحب الدخل الأعلى. (6) ويرى علماء الاجتماع أن المرأة التي يفوق دخلها دخل زوجها هي امرأة ذات شخصية قويه جدا، وإن كانت تحترم زوجها وتعمل له ألف حساب ولكن أيضا تجدها في قرارة نفسها لها شخصية قوية وتتعامل بثقة شديدة مع المجتمع المحيط بها مما يكسبها احترام المحيطين بها دون أن تشير هي لذلك. كما يرون أن تراجع دور الآباء في الفترة الأخيرة هذا مرده أن المرأة خرجت لسوق العمل وأصبح المفتاح الاقتصادي في يدها مما يجعلها تتخلص من الضعف الذي كان يستغله الرجل فيها من باب أنه الذي يعول ويأمر فيطاع.