الأحمدي فرح عض قلبي ولا تعض رغيفي !! الظروف الاقتصادية التي يمر بها الناس في بلدي طاحنة والهموم تتكاثر على الشرائع الضعيفة في كل يوم يمر حتى أن المثل القائل : (كان كترت عليك الهموم ادمدم ونوم!!) لم يعد يجدي نفعاً ؛ فإن تنام على أمل أن تصحو لتجد الأسعار شهدت انخفاضاً هذا أمر عبثي لا فائدة منه وإنما هي أماني تمني بها النفس فالحال أننا نصحو لنجد الأسعار تشهد ارتفاعا وينعقد الأمل على أن يشهد (الإرتفاع) استقرارا .. ولسان حال الغالبية العظمى من هذا الشعب لا تريد سوى أن تجد سبلا ً للمعيشة وتطرق كل الأبواب حتى تجد رغيف الخبز والشهادات الجامعية معلقة على جدران المنازل ومعقودة عليها آمال الكثير من الأسر .. ويظل الناس في حالة سعي دائم لمواكبة متطلبات الحياة من مأكل ومشرب وملبس و(مصاريف) ورسوم مالية مطلوبة من أولياء أمور هذه الأسر وبينما يخيم ضباب الظروف المعيشية على الناس وهم يسعون لتأمين لقمة العيش .. يعيش أناس آخرون تحت خط الضباب المعيشي هذا وهم أولئك البؤساء الذين يفترشون الطرقات للحصول على ثمن كسرة الخبز تحت غابات الإسمنت ويظلون يبحثون عن رزقهم من جيوب العامة وهم يعزفون مقطوعات حزينة تحكي ملامحهم قصة البؤس والشقاء التي يعيشونها ويظلون على هذا اللحال طيلة النهار ثم بعد ذلك يتوارون عن الأنظار ليعودوا إلى (جحورهم) أسفل المدينة في (مصارف الأمطار!!) حيث يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ..!! وصل الناس إلى حالة من الإرهاق المعيشي تجعلهم لا يتساهلون في كسرة خبز من حقهم فقد حملت (المجهر السياسي) بتاريخ 1 مايو الجاري خبرا عن أن بعض المواطنين شرعوا في مقاضاة صاحب مخبز أخل بالوزن القانوني للخبز ويبيعه بسعر الخبز كامل الوزن ؛ وهذا خبر يجعلنا نتأمل في تغير الناس ففي زمن مضى ربما لا يهتم المواطن للأمر ولكن الحال تبدل فالظروف المعيشية تجعل من المواطن مستعدا للصراخ بشعار (عض قلبي ولا تعض رغيفي) ومثل هذا الفعل من المواطنين هو شيء إيجابي فهم ينتبهون لأن لا يضيع حقهم ويسقطون شعار (وأنا مالي!!) ناشد عدد من المواطنين حسب الخبر المعتمد بتفعيل حملات على أصحاب المخابز والمتاجر للاطمئنان على الصحة العامة ؛ هذه القصة هي لفتة مضيئة وتأكيد على أنه لا يضيع حق وراءه مطالب والمواطن نفسه مطالب بالسعي لأخذ حقوقه بالسبل المشروعة والقانونية كي لا يعض - أي كان - قلبه أو رغيفه !!