رايس.. سر قُبلات حميمة مع الجنوب ومواقف مسبقة مع الشمال..!! كتبت: لينا يعقوب كانت المرة الأولى التي تدخل فيها إلى بيت مسؤول سوداني قبل عام ونيف وذلك أثناء انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 2010م.. لم تطأ قدما سوزان رايس أي منشط سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي عقدته سفارة السودان في واشنطن أو بعثة السودان الدائمة بنيويورك، عن سبق إصرار وترصد فهي تكره الحكومة السودانية الحالية منذ أن كانت نائبة لوزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت. ولكن بالمقابل بدت رايس غير مخفية لمشاعرها الشخصية ومواقفها الرسمية عندما تتعامل مع الطرف الآخر سواء كان قادة الحركة الشعبية في ذلك الحين أو قادة الدولة الجديدة في الجنوب، فرايس تسارع بالارتماء في أحضان قادة الجنوب بمجرد مقابلتهم، وبدا ذلك واضحاً عند لقائها برئيس دولة الجنوب سلفاكير والعناق الحار والقبلات التي منحتها له، كما فعلت ذات الشيء مع نائب الرئيس الجنوبي رياك مشار.. واضح أن تلك القبلات لا تكشف عن علاقة شخصية وإنما تفسر بالرضا التام للجانب الأمريكي وتعامله الاستراتيجي مع قادة الدولة الجنوبية باعتبارها منفذاً ومنفذاً للسياسة الأمريكية في المنطقة بأجمعها إضافة للاستفادة من موارد الدولة الوليدة. نظرة سيئة كان في نظر عدد من أفراد الحكومة، أن أكبر إنجاز حُسب لمندوب السودان الدائم بنيويورك السفير دفع الله الحاج أنه استطاع إقناع مندوبة الولاياتالمتحدة لدى مجلس الأمن سوزان رايس أن تحضر إلى حفل عشاء يقام بمنزله في نيويورك على شرف نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه.. كان دفع الله على ثقة أن جلوس رايس مع طه قد يُسهم بأن تُغير المرأة نظرتها السيئة تجاه السودان، وكان متفائلاً بأن يكون استماعها إلى وجهة النظر الأخرى من قبل طه محطة مهمة في فهمها للسياسة السودانية، فالمعروف أن المرأة تقف وتستمع إلى رأي واحد وإن كان من جهات متعددة، ويتمثل في تجريم الحكومة السودانية حول موضوع دارفور، الجنوب، ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان أو أي مواضيع متعلقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان. حضرت سوزان رايس إلى بيت السفير دفع الله الحاج، وجلست إلى جانب النائب علي عثمان محمد طه، وتناولت الطعام، وتحدثت معه قرابة الساعتين.. كان في منزل السفير عدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية والشخصيات البارزة، غير أنها كانت الأهم في ذلك الوقت.. ورفضت رايس أن تُلتقط لها صور فوتوغرافية، واعتذرت بلباقة أنها غير جاهزة لأخذ صورة وذلك حسب مصدر دبلوماسي تحدث ل(السوداني) وكان حاضراً للقاء.. قلب نظام كان الشعور بعد ذلك الاجتماع غير الرسمي، أن الأمور قد تمضي بقليل من الإشراق، فالمرأة التي تضع العراقيل أمام السودان استوعبت حديث طه الذي أوضح لها ما قدمته وفعلته الحكومة من جهود لبسط السلام والاستقرار في السودان..لكن لم تمضِ سوى أسابيع قليلة حتى عادت رايس لتتبنى مشروع قرار ضد السودان داخل أروقة مجلس الأمن. قبل ذلك الحين وإلى الآن لازالت رايس أكثر شخصية أمريكية تتبنى أي مشروع ضد السودان وكما قال السيناتور الديمقراطي السابق لندون لاروش "أن التاريخ قد أظهر رايس أنها بذلت جهوداً من دون توقف لقلب نظام الحكم في الخرطوم وتقطيع أوصال السودان ليصبح عدداً من الدول في محاولة منها لتدمير سيادة أكبر دولة في إفريقيا. وقد كان هذا هو عين الهدف البريطاني للسودان لأكثر من قرن." رايس التي ترأس مجلس الأمن حالياً نجحت الآن بإقناع مجلس الأمن بفرض عقوبات على السودان وجنوب السودان إن لم يوقفا الأعمال العدائية خلال ثلاثة أشهر.. فيا ترى بماذا ستنجح أيضاً؟