يعتبر السودان من أوسع الاقطار العربية من حيث المساحة, كذلك فى مجاورته لعدد من الدول الإفريقية والعربية, هذا قبل أن يفقد ثلث مساحته بعد انفصال الجنوب, ومازال يحتل مكانته فى المساحة بالمقارنة لشعوب العربية فى دول الخليج وغيرها فى إفريقيا, هذا بالإضافة للتعقيدات التى ورثها فى رسم الحدود مع الدول المحادة له بل فقد بعض أراضيه مع دولة الشمال مع مصر والجنوب مع إثيوبيا,حتى جاء الانفصال مع جنوبه الذى اختزل حدوده مع دولة الجنوب الوليدة إلا أنه خلق تعقيدات كبيرة وخطيرة خاصة لطول الحدود التى تبلغ أكثر من (2000) كيلومتر مع مناطق متنازع عليها وقبائل متداخلة فى حزام السافنا الغني بالمراعي ومصادر الثروة العدنية المتمثلة في البترول والذي بسببه حدث الغزو الأخير لمنطقة هجليج والتي قامت فيها القوات المسلحة ببسالتها المعهودة بطرد المعتدين شر طردة حتى لا يعودوا بمثل هذا الاعتداء مرة أخرى. هذا كله معروف ولكن الجديد فى الأمر ما تسعى له الولاياتالمتحدة بتبنيها قرار مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الإفريقى الذى اعتمده بتاريخ 24 أبريل 2012 م حول الحالة بين جمهورية السودان وجمهورية جنوب السودان من أجل تهدئة التوتر الحالي بين البلدين, حيث يشير إلى قرارات سابقة لمجلس الأمن قبل وقوع الاعتداء الأخير الذى أدانه مجلس الأمن نفسه وذلك بدون أن يشير قرار المقترح ما أصاب السودان من أضرار وخسارات من الاعتداء السافر الذى قامت به دولة الجنوب متحدية كل المواثيق والقرارات السابقة ومتجاوزه قرارات المنظمات الإقليمية وخاصة الاتحاد الإفريقي الذى ظل السودان يلتزم ويحترم قراراته, مما يكشف نوايا الدوائر الاستعمارية التى تتزعمها إمريكا فى مجلس الأمن الذى تسيطر عليه, مما يستدعي تكثيف الجهود الدبلوماسية حتى لا يصدر هذا القرار المجحف فى حق السودان, خاصة وأن طبيعة الحدود بين الدولتين المنفصلتين حديثا تحتاج لوقت حتى تستقر الأمور وتستبين معالم الحدود بينهما خاصة مع وجود مناطق متنازع عليها قصدت حكومة الحركة الشعبية عدم حسمها إبان الفترة الانتقالية بل ادعت هجليج التى صدر فيها قرار من المحكمة الدولية, هذا مع بقاء معضلة كشمير السودان (أبيي) معلقة على أن يحسم وجود قوات الحركة الشعبية سلما أو حربا وسلما يكون بتسريح الفرقتين التاسعة والعاشرة على أن يعود الضباط والأفراد الجنوبيين الى دولة الجنوب ويدخل المواطنون من أبناء النوبا والأنقسنا فى مفاوضات مع الحكومة السودانية. والمعروف أن أكثر المنازعات الدولية المطولة بين الدول هى منازعات الحدود والتى ورثها السودان من الحكم الثنائي الاستعماري والتي مازالت عالقة بين دولة مثل إثيوبيا التى مازالت تحت الترسيم حتى اليوم, الأمر الذى يعقد تأمين الحدود السودانية الطويلة والشائكة من الطبوغرافية والديموغرافية ,التى كانت موجودة حتى بين القبائل السودانية نفسها والتى ظلت سببا للاشتباكات والمعارك, منذ ما كان السودان دولة واحدة والتى كانت تحلها مجالس الإدارات الأهلية بناء على الأعراف المتعايشة والمستقرة بين القبائل منذ عهد السلطان دينق مجوك والناظر بابو نمر , فلماذا تتحول الآن إلى مهدد خطير للسلم والأمن الدوليين؟! وبالرغم من عدم وجود وحدات كبيرة لقوات لحرس الحدود كما هو الحال فى الولاياتالمتحدةالأمريكية والتى فشلت فى تأمين الحدود بينها وبين المكسيك والأمثلة كثيرة فى هذا المجال, إلا أن قواتنا المسلحة السودانية والشرطة حافظت على حدود السودان, وأن منازعات الحدود بين إثيوبيا وأريتريا لم تستدع تدخل قوات من مجلس الأمن بل تم النظر فى حل النزاع بينهما فى دولة إفريقية وكانت هي (الجزائر) وهو ما يجب أن نتمسك به وذلك بعون الأشقاء من الدول العربية والإفريقية حتى يتم تكملة ترسيم النسبة المتبقية من الحدود بين السودان ودولة الجنوب وتعالج القضايا العالقة فى أدس أبابا وليس أمام المجلس الذى ترأسه أو تسيطر عليه سوزان رايس. بما أن القوات المسلحة ظلت تحرس الحدود منذ الاستقلال ولم تفرط فى شبر واحد من أرض السودان كل هذه العهود , لذلك علينا إنشاء قوات حرس الحدود لتنتشر فى كل حدودنا البرية والبحرية وتتوفر لها أجهزة متقدمة من الرادارات" وأجهزة سسنسرز" و كل الوسائل الحديثة والمركبات السريعة من نوع "التاتشر"حتى تتفرغ قواتنا المسلحة للتدريب ورفع الكفاءة القتالية لمواجهة أي اعتداء خاصة والسودان تحول الى دولة مواجهة مع إسرائيل بعد أن تواجدت مخابراتها فى دولة الجنوب,لأن القوات المسلحة تقوم بواجبها فى الحروب والكوارث وتكون مدعومة بمشاركة من قوات احتياطي مدربة للقتال فى كل الأوقات والظروف, على أن تتبع قوات حرس الحدود للوحدات الشرطية لطبيعتها المتخصصة فى تنفيذ قوانين الجمارك ومكافحة الإرهاب وقوانين الجوازات وغيرها من الواجبات اليومية الأخرى , ولحين ذلك نقترح تسليح قبائل التماس فى مناطق بحر العرب وغيرها من المناطق المشابهة لتكون لهم وحدات (حرس حدود) Boarder Patrole""على أن توفر لهم أسلحة حديثة ومتقدمة ووفاء لدورهم التاريخي حيث ظلوا يحرسون الحدود على ظهور الخيول التى فى نواصيها الخير، والله المستعان .