في مثل هذه الأيام قبل عام أسلم المذيع عز الدين خضر روحه للمولى عز وجل بعد صراع مع المرض وذلك بعد محاولات لعلاجه خارج البلاد وكان الراحل متميزاً في عمله وخلقه ، أفرد هذه المساحة لسيرته الذاتية وملامح من حياته القصيرة العامرة ، ولد عز الدين خضر في مدينة الخرطوم بحري في شهر يناير من العام 1965م ومنذ نعومة أظافره شب داخله عشق ووله إلى الإذاعة والميكرفون، وقد ظهر ذلك في بدايات مسيرته التعليمية بالمرحلة الإبتدائية، وفي المرحلة المتوسطة كان الطالب عز الدين خضر يقلد مذيعي الإذاعة والتليفزيون، فضلاً عن قراءته السليمة من الأخطاء وصوته الجميل الذي جعل منه الطالب الأشهر عند أساتذة اللغة العربية ونجم المدرسة في حصة المطالعة. دراسته للقانون كانت مفاجئه لعارفي موهبته وإبداعه الخلاق ولكنه استطاع أن ينتصر لموهبته الكبيرة ويلج للإذاعة من أوسع الأبواب ويعمل مذيعاً للأخبار. بدأ مسيرته الإذاعية بتقديم البرامج الرياضية والبرامج الدينية وكان تركيزه على الأخبار، وعبر بوابة الإذاعة بدأ متعاوناً مع التليفزيون وكان ذلك في العام 1992م وفي التليفزيون ابتعد قليلاً عن الرياضة واقترب كثيراً من المنوعات والأخبار حيث بدأ ب(جريدة المساء) وبرنامج منوعات العاشرة وكذلك فترات الربط وبرنامج (من الخرطوم سلام) بالإضافة إلى برامج المنوعات وعدد من السهرات التليفزيونية . في العمل الإعلامي سطع نجم الراحل عز الدين خضر وحجز لنفسه مكانة وسط كبار مذيعي الأخبار بالتليفزيون وقال عنه زملاؤه بالإدارة العامة للأخبار والشؤون السياسية بصاحب الشخصية القوية والقلب الكبير، يمتدحونه بقوة الصوت وتميز الأداء طول فترة عمله بالتليفزيون التي امتدت منذ العام 1992م. كان الراحل عز الدين خضر يؤمن بأن الموهبة والرغبة هما عنصران أساسيان في العمل الإبداعي ومن ثم صقل هذه الأشياء بالقراءة والإطلاع والتأهيل الجيد فالمذيع الشامل عنده يجب أن يكون مطلعاً بكل الأمور وملماً بها، وعن المذيع السوداني قال عز الدين في توثيق للمركز الصحفي بالتليفزيون أجراه الزميل صبوح بشير :"في البدء دعنا نثبت أن المذيع السوداني حقق نجاحاً بالخارج بنسبة عالية جداً ولكن "زامر الحي لا يطرب" فالمذيع السوداني ينقصه ثقة الجمهور فيه ودائماً ما ينتقد الجمهور السوداني والمذيع السوداني. كان عز الدين خضر يتحدث عن معاناة المرض بكثير يقين ورضاء، ويقول إن رحلته مع المرض بدأت منذ فترة بعيدة ولكن اكتشافه تم في مرحلة متأخرة قليلاً فمع زحمة العمل لاينتبه الإنسان إلى صحته، ولكنه بدأ يستفحل في 17 إبريل 2008 ،واستمرت رحلة البحث عن العلاج شهرين داخل السودان ومن بعده سافر إلى القاهرة على فترتين ومن ثم رجع للمتابعة في السودان. تقرر أن يواصل علاجه في تركيا التي سافر إليها وكان يحس بأنه لن يعود حياً وقضى نحبه هناك. وفي ذكرى رحيله نتساءل ماذا فعلنا لأسرته الصغيرة، ونتمنى أن لا ينساه الإخوة في التليفزيون فقد عاش مبدعاً متصوفاً و رحل على هذه الحالة .نسأل الله له الرحمة والمغفرة .