الخرطوم: وجدان طلحة العنف الذي يمارس على الأطفال صار أمراً روتينياً، ويشكل جزءًا من واقعهم اليومي وفى كثير من الأحيان يكون "مانشيتا" في الصحف، وما لا يخفى أن ما يحدث للأطفال من عنف يترك أثرا نفسياً عميقاً، ويصبح الكبار الذين يمارسون عليهم هذا الأسلوب مصدر خطر بالنسبة لهم، وحالات كثيرة من العنف لا يبلغ عنها، ومن ثم فإن الأرقام نادراً ما تعكس مستواه الحقيقي، إلا أن إحصاءات منظمة الصحة العالمية توضح أن 40 مليون طفل أقل من 15 سنة يعانون سوء المعاملة والإهمال، ويحتاجون إلى رعاية صحية واجتماعية. عقد نفسية: وفي ساحات القضاء نكتشف جزئية مهمة هي أن معظم الأطفال الذين يتعرضون لأعمال العنف يتعرضون لعقد نفسية حادة، مما يخلق لديهم ردود فعل عكسية، وتولد في نفوسهم حب الجريمة وارتكابها عندما يكبرون، لذلك يقدم بعضهم على ارتكاب الجرائم برغم صغر سنهم، ونجد أن بعض المجرمين ممن تجاوزوا سن الطفولة يقدمون على ارتكاب جرائم مختلفة بدوافع غالباً ما تكون دفينة نتيجة لما تعرضوا له من أعمال عنف في طفولتهم، وغالباً ما يكون الهدف أو الغاية من جرائمهم هو التخلص والانتقام لذواتهم، ويظهر العنف النفسي ضد الأطفال جلياً في اختلال نمو شخصية الطفل، وسلوكه اليومي، حيث تؤدي الإساءة العاطفية إلى سلوكيات انعزالية سلبية أو عدائية. أنواع العنف: بعض الدراسات تنظر إلى العنف من منظور حقوق الإنسان والصحة العامة وحماية الطفل على بيئات يحدث فيها العنف وهي البيت والأسرة، والمدارس والبيئات التعليمية. وينقسم العنف ضد الأطفال إلى العنف الجسدي وهو تعرض الطفل للعنف أو التعذيب الجسدي، ويتدرج من بسيط إلى خطر، والقتل الذي على إثره يلقى الطفل حتفه، أما النوع الثاني فهو العنف الجنسي كأن يتعرض الطفل إلى الاغتصاب أو التحرش الجنسي أو الاستغلا جنسيا، بالإضافة للعنف النفسي والإهمال. تداعيات خطيرة: وعلى الرغم من أن النتائج قد تتفاوت حسب طبيعة العنف المرتكب وشدّته، فإن التداعيات بالنسبة للأطفال على الأمدين القصير والبعيد تكون جسيمة ومدمرة في الكثير من الأحيان. ويمكن للجراح البدنية والعاطفية والنفسية التي يخلِّفها العنف أن تترك انعكاسات قاسية على نماء الطفل وصحته وقدرته على التعلم, ويتبين من بعض الدراسات أن التعرّض للعنف في الطفولة يقترن اقتراناً شديداً بالسلوكيات المضرة بالصحة في المراحل اللاحقة من الحياة، كالتدخين وإدمان الكحول والمخدرات والخمول البدني والسمنة المفرطة, وتسهم هذه السلوكيات بدورها في بعض الأسباب الرئيسية للمرض والوفاة، بما فيها الأورام السرطانية والاكتئاب والانتحار واضطرابات القلب والأوعية الدموية، وفقاً لتقديرات مكتب العمل الدولي الصادر قبل عدة أعوام فقد بلغ عدد الأطفال المنخرطين في أعمال الأرقاء 5,7 ملايين طفل، وعدد العاملين في البغاء وإنتاج المواد الإباحية 1,8 مليوناً، وعدد ضحايا الاتجار 1,2 مليون طفل في عام2000م.