كشفت دراسة جدوى مشروع خط نهري بين بربر والخرطوموكوستي أن العائدات المتوقعة تصل إلى 100 مليون دولار في العام تتمثل في تكلفة استهلاك الوقود والشاحنات وصيانة الطرق وتكلفة الحوادث المروية، ويقلل التكلفة بنسبة 50 في المائة، كما ينعكس على حركة النقل عبر ربط دول الجوار المغلقة من البحار بوسائط نقل تنافسية مع منافذها الأخرى. ودعت الدراسة إلى الإسراع في تنفيذه وذلك للفوائد الكبيرة من المشروع باعتباره قوميا مما يتطلب أن يضمن في برامج موازنة التنمية في الدولة. وقدرت الدراسة التي أعدها المستشار حمزة محمد عثمان الفاضلابي بالتعاون مع مصلحة الملاحة النهرية وولاية نهر النيل، تكلفة المشروع بنحو 10 ملايين دولار يمكن استردادها خلال ست سنوات باستخدام نظام بوت أو ما يعرف بتسديد تكلفة المشروع من عائدات التشغيل، وكشفت الدراسة أن المشروع يفتح الملاحة بمنطقة الشلال السادس (شلال السبلوقة) دون أن يكون له تأثير على تواجد الشلال كقيمة سياحية جاذبة، كما سيعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية إلى المنطقة وزيادة فرص عمل لأبناء الولاية والمساهمة في التنمية الصناعية مثل إنشاء المدن الصناعية في كل الولايات الواقعة على النيل كما يساهم في التنمية الحضرية والريفية وتوفير الخدمات الاجتماعية. وأشارت الدراسة الفنية للمشروع إلى أن تصميم المشروع اعتمد على عدم التأثير على منطقة الشلال حيث تم الاكتفاء بوضع علامات إرشاد ملاحية لتحدد الجانب الغربي من الجزيرة كممر ملاحي، وسيتم إنشاء ثلاث مراسي وموانىء ومراكز توزيع كما سيتم تدريب مواطنين محليين على عمليات الإرشاد الملاحي بمنطقة السبلوقة. ويتكون المشروع من كسر وإزالة الصخور في منطقة الشلال إلى عمق أكثر من مترين أسفل لتصل إلى أدنى مستوى للنهر أي بعمق ثمانية آلاف متر مكعب، و100 علامة إرشاد ملاحية تشمل المنطقة من بربر إلى كوستي بجانب تجهيز وحدة تطهير ومتابعة للمناسيب وذلك لضمان استمرار الملاحة وتتكون الوحدة من ثلاثة بناطين ذات دفع ذاتي وثلاثة حفارات وثلاثة لنشات مزودة بجهاز قياس الأعماق. وتتمتع ولاية نهر النيل بنحو 700 كيلو من مجري النيل ويبلغ عدد سكانها 1.2 مليون نسمة و90 في المائة منهم يعيشون حول النيل، الذي يعتبره أهل المنطقة قيمة سياحية لوجود شلالي السبلوقة والخامس وما يحتويانه من جزر وأشجار ونباتات على ضفتيه، بجانب مملكة كوش والحضارة المروية الممتدة لأكثر من 20 قرنا مثل إهرامات البجراوية والمدينة الملوكية وآثار النقعة والمصورات وبلدة الضانقيل التي اكتشف بها آثار مؤخرا.
