اشتدت الحملة والسباق الشرس نحو رئاسة مصر لفترة يعتبرها المصريون أخطر فترة فى تاريخهم الحديث منذ انقلاب وثورة يوليو 1952. وتأتي أهميتها من كونها فاصل بين جمهوريتين الجمهورية الأولى هي جمهورية ثورة يوليو بكل إيجابياتها وسلبياتها وتقلباتها بين نظام الحزب الواحد والتحكم الاقتصادي الاشتراكي والانحياز للمعسكر السوفياتي والحروب مع إسرائيل (الفترة الناصرية) أو ظهور المنابر بعد ضرب مراكز القوى على يد السادات فالسلام مع إسرائيل فالأحزاب فالانفتاح داخل نظام ديمقراطي مقيد(ديمقراطية أرعى بقيدك) وأخيراً محاولة للتوريث وانتشار الفساد فحدوث الاحتقان فالثورة. ثم تأتي الجمهورية الثانية التي صنعتها ثورة 25 يناير والتي فتحت الباب واسعاً للحريات العامة والتنافس والتي بدأت تدريجياً تسير نحو الهدوء بعد فترة عصيبة من الفوضى مثلما حدث في جميع ثورات العالم وانتهت إلى أنظمة ديمقراطية بمرور السنين بعد أن صبر عليها أهلها. ماهي حظوط المرشحين الثلاثة عشر بعد استبعاد حازم أبو إسماعيل وعمر سليمان والشاطر وأيمن نور وتنازل البرادعي والأشعل؟ حاولت أن أسأل أكبر عدد من المصريين من مختلف الطبقات وكان أكثرهم موضوعية أجاب أن جميع المرشحين شخصيات محترمة لا غبار عليها ولكن الأفضل أن يأتي رئيس يضبط الأمن من البلطجية واللصوص ويقصد الذين انتشروا وهربوا من السجون بعد الثورة. يرجح معظم الناس ألا تحسم الانتخابات فى الجولة الأولى نسبة لتقارب برامج المرشحين ورغم ذلك يأتي عمرو موسى ود. عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد مرسي وأحمد شفيق وسليم العوا وصباحي في المقدمة أكثر من غيرهم، فما هي حظوظ كل واحد منهم ياترى؟ دعوني أحلل باختصار شديد وضع الجميع من وجهة نظر الرأي العام المصري سواء في الصحف السيارة أو المواطنين. وأبدأ بالسيد عمرو موسى إذ يقول مؤيدوه إن لديه خبرة سياسية واسعة خاصة في الشؤون الدولية التي تحتاجها مصر، ولكن يقول معارضوه إنه تقدم في العمر و كان أحد سدنة نظام مبارك كوزير للخارجية لعشر سنوات ولو لم يكن مرضياً عنه لما تولاها، كما شهد عهده ضرب العراق من القوات الدولية ولم يحرك ساكناً، أما فترته كأمين عام للجامعة العربية فلم ينجح وشهدت انفصال جنوب السودان ومجئ إسرائيل في خاصرة مصر. أما الفريق أحمد شفيق فيقول مؤيدوه إنه بحكم انتمائه للقوات المسلحة فقد يكون مرضياً عنه من المجلس العسكري ويستطيع ضبط الشارع وله خبرة. أما منتقدوه فيقولون إنه أحد سدنة نظام مبارك وإنه شارك فى الفساد والدليل على ذلك إحالته الآن للنيابة بسبب أنه أعطى ابني حسني مبارك جمال وعلاء تسعة فدادين في منطقة البحيرات بسعر المتر خمسة وسبعون قرشاً في حين أن سعرالمتر الحقيقى تسعة جنيهات!! فكيف يمكن لشخص مثل هذا أن يكون رئيساً لمصر الثورة خاصة أنه تم تعيينه من نظام مبارك كرئيس للوزراء أثناء الثورة وفشل فى ضبط الشارع. بالنسبة لحمدين صباحي فكونه ناصرياً فرغم أن عبد الناصر كان يعتبر بطلاً قومياً ولكن المرحلة القادمة لا تحتاج لأبطال ديماجوجيين بقدر ما تحتاج لعقول ولدولة المؤسسات لا حكم الفرد. بقى ثلاثة هم مرسى وأبو الفتوح والعوا الذين خرجوا من مشكاة واحدة هي التوجه الإسلامي وتحديداً الأخوان المسلمين وإن كان الأخيران أعلنا أنهما قد اختلفا مع التنظيم في قضايا كثيرة ورغم ذلك يقول بعض المصريين إن الخلاف ليس مبدئياً فهما في النهاية مدرسة واحدة. ولكن يبدو من خلال تساؤلاتي أن أكثرهم قبولاً هو د. أبو الفتوح لما يتسم به من وسطية في التفكير الإسلامي وله امتدادات مع الآخرين كالليبراليين وشباب الثورة باعتباره كان أحد ضحايا نظام مبارك. كما لايريد المصريون أن يفوز مرسي ويكون امتداداً لمجلسي الشعب والشورى بل مرؤوساً من المرشد!!.. دعونا نرى الأسبوع القادم ثم الجولة الثانية.