هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته ما أن أعلن فوز الإخوان المسلمين بمصر بالأغلبية فى الانتخابات التشريعية، حتى فرح إسلاميو السودان بشقيهم (الوطني والشعبي) فهذه أشواق قديمة تتجدد اليوم بقوة لدى "الكيزان" في وادي النيل على الرغم من أن الأحوال تبدلت كثيرا هنا في الخرطوم وجرت مياه كثيرة منذ سيطرة الجبهة الإسلامية على السلطة في 1989م خاصة في البنية الفكرية والسياسية ونظرتها للحركات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي لاسيما بعد المفاصلة التي أدت لخروج التيار التأصيلي في الحركة بقيادة زعيمها د.حسن الترابي الذي كان يتحدث عن مشروع عربي إسلامي يمتد بامتداد الإسلام . مصر..هل يظل السودان "الحديقة الخلفية لها ".....! المقولة تقول إذا "عطست" مصر أصيب السودان "بالزكام" وفي الأيام القادمة "ستعطس" مصر بقوة وتدخل في مرحلة مخاض عسير بعد ثورة 25 يناير التي هدمت عرش أعتى ديكتاتوريات العرب والأفارقة حسني مبارك حيث تدخل في سباق الرئاسة المصرية بعدد ثلاثة عشر مرشحا يهرولون للجلوس على معقد الرئاسة في دولة مصر التي لها تأثيرها على كل المحيط العربي خاصة هنا في السودان حيث ظلت مصر طوال تاريخها منذ أن كانت مستعمرة لنا تلعب بشكل كبير في تشكيل الواقع السياسي خاصة وأنها تنظر للسودان باعتباره "الحديقة الخلفية" التي يجب أن تضمن عدم خروجه على الخط الذي يرسم في القاهرة وعلى الرغم أن الأمر تبدل كثيرا وتراجع دور مصر تجاه السودان وافريقيا عموما بانشغالها بالإشكالات الداخلية إلا أن التأثير يظل موجودا خاصة في الفترة القادمة حيث تسعى مصر لإعادة دورها في المحيط الإقليمي والإفريقي وفي مقدمة هذه المراجعات ستكون العلاقة مع السودان . الناظر الى برامج مرشحي الرئاسة المصرية سيجد أن برامجهم جاءت عمومية وخاطبت بشكل كبير الإشكالات الداخلية خاصة الاقتصادية منها وتجاهلت في السياسية الخارجية الحديث بشكل واضح عن السودان وتم التركيز على إسرائيل وإيران . هنا في السودان تجري الحسابات على الرئاسة المصرية وشكل من يقود مصر في الفترة القادمة والى أي التيارات ينتمي "ليبرالي" ام " إسلامي" إذا أخذنا في التحليل هؤلاء المرشحين من خلال انتمائهم الفكري سنجد أن السودان سيحضر بقوة وسيتأثر باعتباره منطقة ضغط منخفض لمصر وسياساتها. عمرو موسى ....تجريب المجرب..! في مقدمة التيار الليبرالي المرشح للانتخابات المصرية عمرو موسى الذي يصنف هناك بأنه من"الفلول" أي من ضمن أعوان النظام السابق فهو عمل وزير خارجية في عهد مبارك بجانب دعمه للترشح والفوز بمنصب الأمين العام للجامعة العربية وإذا نظرنا الى هذا الرجل سنجد أن شكل تعامله قد يأتي في سياق التعامل السابق لنظام حسني مبارك والأنظمة التي سبقته حيث لم تتحرر العقلية المصرية في تعاملها مع الملف السوداني باعتباره "ملف أمني" يوضع لدى المخابرات العامة فرع الدائرة الافريقية وهذا ماجعل أغلب السفراء الذين ترسلهم القاهرة للخرطوم تكون في سيرتهم الذاتية أنه عمل ضابطا في المخابرات المصرية وهذا دفع المراقبين للقول إن هذه القاعدة أضرت بالدور المصري في السودان . عمرو موسى الذي عمل وزيرا للخارجية في أعقد فترات السودان (1991 حتى 2001 ) حيث كان نظام الإنقاذ حديث عهد بالحكم وعلى الرغم من أنه نجح في خداع الحكومة المصرية بأن الانقلاب الذي تم يمثل ضباط في القوات المسلحة ولا تقف وراءه الجبهة الإسلامية لدرجة أن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك سارع لحشد الدعم الدولي للنظام الجديد بالتوسط مع السعودية وامريكا لدعم النظام الجديد في السودان سرعان ماتفاجأ بأن الإخوان المسلمين الذي تحاربهم في مصر باتوا يحكمون السودان فسارعت لتغيير وجهتها وكان من مهندسي هذا الأمر عمرو موسى خاصة بعد توتر العلاقات بشكل كبير عقب المحاولة الفاشلة لاغتيال حسني مبارك في إثيوبيا واتهام السودان بالتدبير على الرغم من نفي الخرطوم للأمر إلا أنه بعد ذلك بدأت سياسة جديدة في التعامل مع الملف السوداني كان عرابها عمرو موسى خاصة في علاقته بالتجمع الوطني الديمقراطي المعارض الذي فتحت له أبواب مصر التي سعت لتغيير نظام الخرطوم في تلك الفترة. البعض ينظر الى عمرو موسى في حالة فوزه بالانتخابات بأنه لن يكون مهموما بالوضع في السودان كثيرا على الرغم من أن لديه خبرة في التعامل مع الملف خاصة قضية دارفور باعتبار أن لديه إشكالات واسعة في الصراع الداخلي لترتيب أوضاع حكومة في ظل سيطرة الإخوان المسلمين على البرلمان إلا أن البعض أشار الى أن موسى سيسعى لنصر سريع خاصة على الصعيد الدولي ينصب على تدخله لحل النزاع بين الخرطوموجوبا خاصة وأن النظام الحالي الذي يحكم مصر عمل على ترتيب الأرضية في تقديم مبادرات خلال أزمة هلجيج والعمل إطلاق سراح الأسرى السودانيين لدى جوبا . هنالك أيضا ملف سيسعى موسى للعمل تجاهه وهو ملف مياه النيل الذي هو محل اهتمام استراتيجي خاصة وأن السودان يقف مع مصر في حلف رفض أي معاهدة جديدة لمياه النيل الى جانب ذلك تأتي القضية المسكوت عنها وهي قضية"حلايب" المحتلة من قبل مصر حيث ساهم عمرو موسى خلال فترة عمله وزيرا للخارجية الى تعويم هذا الملف ووضعه في إطار أنها منطقة "تعاون مشترك" دون حسم ويتوقع أن يواصل في تلك المسيرة وأن يحتفظ بعلاقات ثابتة دون عمق مع النظام في الخرطوم بجانب السعي لتنشيط التعاون الاقتصادي خاصة في فتح السوق السوداني للمنتجات المصرية والعمالة. موسى أيضا سيواجه مأزق كيفية توزان العلاقة بين الخرطوموجوبا والى من يتحيز خاصة في حالة نشوب صراع كبير بين البلدين في الفترة القادمة بجانب ذلك يتوقع أن تظل مواقف مصر في حالة فوز عمرو موسى خافضة في مساندة السودان في القضايا التي تحتاج لمساندة دولية"المحكمة الجنائية" ورفض العقوبات التي تفرض على السودان من قبل المجتمع الدولي والنقطة الوحيدة التي تجمع عمرو موسى وحكومة الإنقاذ أن أي أحد "مكشوف للآخر" ولهم سابق تعامل . ذات التحليل السابق ينطبق على المرشح الرئاسي أحمد شفيق مع اختلاف التفاصيل. د.محمد مرسي..هل يحقق حلم البنا والترابي؟! كان ينظر له بادئ الأمر باعتباره مرشحا "اسبير" بمعنى أنه كان احتياطيا إلا أن الأقدار جعلته مرشح الإخوان المسلمين الرسمي بعد رفض ترشيح خيرت الشاطر، إلا أن المحللين يقللون من فرص فوز مرسي نسبة لعدم تأييد قطاع كبير من الإخوان المسلمين له خاصة الشباب. على الرغم من أن شخصية المرشحين لدي الإخوان المسلمين قد لا تكون لها أهمية كبيرة في مجريات الأوضاع باعتبار أن المرشح يهتدي بهدي المرشد العام للإخوان المسلمين وسياسات مكتب الإرشاد خاصة وأن شخصية مثل المرشح محمد مرسي فهو ينظر اليه بأنه مرشح "المرشد" نسبة لقرب الرجل منه لذلك إذا نظرنا الى تأثيره في حالة فوزه على السودان يجب أن ننظر اليه بعيون أن رئيس مصر في تلك الحالة هي "جماعة الإخوان المسلمين" التي تنهل من ذات الفكر الذي يهتدي به قادة نظام الإنقاذ أو قل جزء منهم . احتمالات فوز محمد مرسي في الانتخابات بواقع الحسابات قد تجعله في المرتبة الثانية والتحليل يذهب الى أن هنالك جولة ثانية للانتخابات سيكون في الغالب محمد مرسي طرفا فيها خاصة أن الصراع في التيار الإسلامي محتدم مع المرشح عبد المنعم ابو الفتوح. إذا تحقق فوز الإخوان المسلمين بمقعد رئاسة الجمهورية سيكون هنالك "ابتلاع" من قبل التيار الإسلامي لكافة المؤسسات الديمقراطية المنتخبة وقد يتجه الإخوان المسلمون الى تنفيذ ماحلم به مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا في بناء دولة إسلامية يكون المشروع الحضاري الإسلامي منهجها وهذا ما كانت تحلم به الحركة الإسلامية السودانية ومرشدها د.حسن الترابي لكن امتحان السلطة حول الحلم الى "كابوس" لدى الترابي مما جعله عند زيارته لمصر عقب الثورة يقول لهم "اتعظوا منا"، إلا أنه وفي كل الأحوال لا يمنع هذا إخوان مصر من مد يد التواصل مع المؤتمر الوطني الحاكم فى الخرطوم خاصة وأنهم يحتاجون لنظام في المحيط العربي متجانس معهم فكريا لتثبيت سلطتهم التي ستكون محل صراع مع التيارات الداخلية والمجتمع الدولي. حمدين صباحي.."مصر والسودان حاجة واحدة"....! قبل ثلاث سنوات التقيت بالصدفة بالمرشح للرئاسة المصرية حمدين صباح في بهو فندق برج الفاتح بالخرطوم حيث كان يعقد مؤتمرا للتضامن العربي الإسلامي وجدته يومها "يدخن بشراهة" تجاذبت أطراف الحديث معه فوجدته مايزال مهموما بالوحدة العربية والتضامن وأفكار عبد الناصر كانت تتواجد بكثافة في حديثه، دارت الأيام لتقوم الثورة ويترشح صباحي الذي ينتمي فكريا للتيار الناصري للرئاسة المصرية وسط حظوظ كبيرة بعد انفراده بتيار الوسط، فهو يمثل الخيار الأفضل للمصريين الذين لا يريدون التصويت للتيار الإسلامي (محمد مرسي ،عبد المنعم ابو الفتوح) ولا لتيار النظام القديم (عمرو موسى واحمد شفيق) وهذا ما وضح خلال تصويت المصريين المقيمين في الخارج . صباحي الذي تسيطر عليه أفكار جمال عبد الناصر عن القومية العربية سينفتح على الدول العربية بشكل كبير من خلال إعادة الدور المصري وهذا بالطبع سيشمل السودان باعتبار أنهم كانوا يعتبون على نظام مبارك تخليه عن السودان حينما واجهه خطر التقسيم لذلك يتوقع أن يمد روابط الصلة مع السودان ودولة الجنوب في ذات الوقت باعتبار سياسة توازن المصالح في البلدين إلا أن تعامله مع نظام الإنقاذ قد يأخذ طابعا فاترا بعض الشيء خاصة وأنه يتهم النظام السوداني بالشمولية إلا أن ظروف إدارة الدولة ستجبره على التعاون مع الخرطوم بأي حال من الأحوال. يتوقع أيضا أن يعمل صباحي في ظل أفكاره القومية الى تفعيل التعاون المشترك بين البلدين خاصة في المجال الاقتصادي أما في ملف منطقة حلايب قد يتجاهله في فترة الحكم الأولى تخوفا من الصراع إلا إذا فرض عليه من قبل النظام السوداني. أبو الفتوح.." الإسلامي التجديدي! المرشح الإسلامي الخارج حديثا من عباءة الإخوان المسلمين د.عبد المنعم ابو الفتوح لا يختلف في مواقفه الفكرية والسياسية من مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي إلا أن حظوظه تبدو أكبر حيث من المتوقع أن يقود التيار الإسلامي في سباق الرئاسة وقد يحوذ على أصوات الناخبين الغاضبين على سياسية الإخوان المسلمين في البرلمان. ابوالفتوح الذي يؤمن أيضا بالمشروع الحضاري الإسلامي قد يكون محل ترحاب كبير من قبل نظام الإنقاذ هنا في السودان باعتبار الرجل يحتفظ بصلات قوية بإسلاميي السودان. إسلاميو الخرطوم.. من يكسب ود إخوان مصر؟! ينظر إسلاميو السودان فى الحكومة (الوطني) والمعارضة (الشعبي) بترقب لافت نحو نتائج الاقتراع الرئاسي فى مصر، حيث يراهن كل طرف على أن علاقته أقوى من الآخر، وأن إراداته ستكون غالبة. يرى المؤتمر الشعبي أن علاقته بإخوان مصر أقوى، وأنهم فور نجاح الثورة المصرية قاموا بتبصير التيار الإسلامي بحقيقة الأوضاع فى السودان وكيف فُتن الإسلاميون بالسلطة. ويقول الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر في حديث ل(السوداني) إنهم لا يتخوفون من حدوث تحالف وتقارب بين المؤتمر الوطني وإسلاميي مصر فى حال وصولهم للسلطة. ويضيف:"سنمنع أي حلف من هذا النوع" مشيرا الى أنهم يتطلعون الى أن يقدم التيار الإسلامي في مصر تجربة ديمقراطية حقيقية تحترم التنوع والثقافات الأخرى. من ناحية قال رئيس المؤتمر الوطني بجمهورية مصر د.وليد سيد في حديث ل(السوداني) من القاهرة إنهم يراقبون الانتخابات المصرية باعتبارها تمثل إرادة الشعب المصري الثائر وهو يستطيع أن يأتي بالرجل المناسب مشيرا الى أن أغلب المرشحين الرئيسيين يضعون السودان من ضمن برامجهم الانتخابية ويصفونه بالعمق الاستراتيجي لمصر ولا بد من المساعدة في تسوية النزاعات فيه. وحول إذا كان المؤتمر الوطني ينتظر أن يفوز التيار الإسلامي لتحقيق تحالف بين النظام في الخرطوموالقاهرة يقول سيد إنهم لا ينظرون للأفكار في علاقتهم مع القوى السياسية في مصر وإنما المصالح والبرامج التي تحقق أهداف الشعبين وفي رده لحديث القيادي بالمؤتمر الشعبي كمال عمر عن وقف أي تحالف بين الإخوان المسلمين في مصر وحكومة الإنقاذ يقول سيد إن المؤتمر الشعبي لا يستطيع أن يفعل ذلك لأنه لا يمتلك أي علاقات قوية مع القوى السياسية المصرية وهو في أضعف حالاته وفي زيارة د.حسن الترابي لمصر لم يستقبله مرشد الإخوان المسلمين. عقلية عكاشة.. محلك سر كل ما سبق قد يأتي في إطار التحليل لأبرز المرشحين لرئاسة (أم الدنيا) إلا أننا في السودان نخاف كثيرا أن تتغير الأنظمة والأفكار وتظل القيم التي يحملها النظام المصري تجاه السودان واقفة عند عقلية "مصر والسودان حتة واحدة" أو تكون مثل عقلية الإعلامي توفيق عكاشة الذي كان ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية الذي أترككم تتأملون في قوله هذا "البيسألني عن خطتي للترشح لرئاسة الجمهورية، بقوله ضم السودان أحد أركان الخطة التي عملت عليها".