مؤشرات تستدعي أن تلفت الإنتباه وتمسك بزمام المبادرة وتوطن لمكامن الرضاء وتمهد لحزم من الجهد المتضاعف. فإستقاء التجارب أو الإستهداء بها أو تلمس محصلتها، يعني أن هناك نتاجا يمكن الإستفادة منها أو هناك فنار يحقق إضاءة خارطة الطريق لآخرين أو هناك فعل إيجابي يغري بالإقتداء به، أو هناك طوق نجاة لملاذات آمنة أسهدت العقول في إيجاد منافذ لها، أو هناك بصيص أمل لنقل ما حدث إلى واقع يفضي للسير بقدمين في عزة وإباء. وتلمس خطوات النجاح لمن جسدوه واقعاً ومعنى يرسل رسائل بأن هناك من قهروا الظروف وطوعوا المحال وسطروا صفحات الغد الأجمل، الذي يتفجر وعداً وقمحاً وتمنياً. ولا تثريب في دفق الثناء للتجارب الناجحة لأنها تعزز القدرات وتبسط الأشرعة لمزيد من الإبحار الذي يؤمن الرسو الهادئ ويهئ لإقلاع أكثر نجاحاً ويعطي (دافعية) لقهر الصعاب وتجاوز التحديات وتسنم ذرى التوفيق. وتأتي الأشادة في ظل مناخ يمارس ماراثون لا حياء في السياسة ومعارك في غير معترك وبوح عالٍ في قسمة الموارد وخذ وهات في مجالات الدعم الاتحادي وضمور في إيرادات العائد وعدم ثقة في بلوغ الآمال والتطلعات المشروعة وإنهزامية في دحر المتاريس وطوطم اللامبالاة والإستسلام لخانة من المحال تغيير الحال. وإختيار ولاية البحر الأحمر كخيار يمنح الزمن هنيهة للوقوف على مخرجات عطائها ويؤكد أن هناك قناعة قد تبلورت بأن ما أنجز يعد معيارا لمواصفة تتنفس هواءاً نقياً في بيئة معافاة. ودوماً النجاح لا يتوهج ببريقه لدى الأقربين ولكن من تباعدت بهم المسافات يكون نظرهم أكثر رؤية وبصيرة ويكون (رصيف الدهشة) حاضراً ويكون لديهم (حفز) لإنتهاج ذات الخطى التي إستنطقت الصخر العصيا في تحقيق ما شاهدوه وتلمسوه من كيفية المواءمة ما بين (سقف التطلعات) و (رمال الامكانيات المتحركة) وحضور (التخطيط السليم) و (الارادة القوية) والمثابرة في عصف ذهني.. وصولاً للابتكار ومهارة التنفيذ. وإعمال الرؤي في إختيار الولاية كمعيار "فخر" ينبغي أن ينال حظه من الإشادة التي تستلزم مزيدا من التعب النبيل لمواصلة ذات المسار القاصد وفيها إشعار بأن ما تم توسد النجاح في دواخله وأن هناك رضاءً من المركز تجاه ما نفذ مما يعني دعما حقيقيا وسندا لكافة البرامج والخطط والاستراتيجيات. والاقتداء بالإختراق البناء الذي تم في كل المفاصل يوضح بأن متلازمة التوفيق كانت هي الفيصل في إحداث التحول الذي إنتظم سوح الولاية بتوازٍ وبمنهجية راعت إستثمار الموارد المتاحة وحتمية توظيف الامكانيات والدخول في شراكة ذكية مع القطاع الخاص والذي إختار ذلك طوعاً ولقناعته المسبقة بأن مردود ذلك سيضخ الدماء في شرايينه كسبق لم يظلل أية ولاية أخرى، ولم يكن له مثيل في صدق أنتمائه. وأرتكازاً لكل ذلك فقد حظيت الولاية بالعديد من الزيارات المتنوعة والتي كان هدفها الوقوف ميدانياً على التنمية التي حدثت بالولاية كتوجيه من المركز إذ أن الولاية أختيرت كنموذج في تنفيذ البنيات التحتية والخدمية والتنمية المستدامة وأستقبلت الولاية والي القضارف ومجموعة من أعضاء حكومته ورئيس أتحاد الناشئين ووصل وفد يضم مساعدين للرئيس وعدد من وزراء حكومة ولاية الخرطوم في الأيام الماضية. ووفقاً للترتيبات سيتوالي وصول قادة الولايات للتعرف على تجربة الولاية في التنمية ومن ثم التداول في عدد من المجالات التنسيقية التي من الممكن أن تفضي إلى تنفيذ مشروعات مشتركة يكون عائدها خدمة الولايات ومن ثم الوطن. وسبق وأن حظيت الولاية بعقد إجتماع لمجلس الوزراء الاتحادي، كما حظيت بعقد العديد من اللقاءات الاستثمارية والمؤتمرات التخصصية وذات الصلة، كما شهدت زيارات متكررة لقادة الدولة، ومرد ذلك أن الولاية تميزت في تنفيذ مشروعاتها بكفاءة ومن خلال إدارة رشيدة حققت مجتمعة أدوارا مشهود لها بأنها أساس جيد للتحول المنشود. وحقاً فإن التنمية في الولاية إستهدت بالجانب العملي والمنهجي من خلال الدراسات التي تمت لمؤشرات تنفيذ المشروعات عبر الجامعة أضافة لتوصيات وقرارات الجهات المختصة ومنظمات المجتمع المدني، وما أنبثق عن الورش والسمنارات. ويأتي تفرد الولاية بما تحقق في ظل تداعيات اقتصادية ضاغطة وشح في الدعم الاتحادي ورغم ذلك فإن ما أنجز يعتبر جهداً مقدراً وموظفاً في مزيد من الأشراق للولاية التي ما زالت تنتظر إنفاذ مشروع مياه النيل كمشروع حيوي إستراتيجي سيحقق البوصلة الصحيحة لكل التنمية القاصدة، أضافة لما أعلنه رئيس الجمهورية المشير البشير إبان زيارته للولاية بتاريخ 21/11 من العام المنصرم بأن العمل بدأ في دراسة مشروع هباني للمياه كتوجه جديد لحل مشاكل المياه. ونأمل أن يشهد هذا العام مواصلة إنفاذ المشروعات المضمنة في الموازنة بذات النسق المتصاعد مع إيلاء إهتمام خاص لمخرجات الورشة التي عقدت مؤخراً عن دلتا طوكر مع وجوب فتح مناخ جيد لسوق العمل وتقنين العمل الهامشي والتركيز على تنفيذ توجيه رئيس الجمهورية المختص بمعالجة مشاكل عمال الشحن والتفريغ وبدء الحراك في المدينة الصناعية وإستقطاب مزيد من الاستثمار الايجابي. ولتكن مقاصد زيارة قادة الولايات للولاية حافزاً لمزيد من العطاء المتساوق الذي يمنح الولاية آفاق التطلع لمزيد من الإنجاز والريادة. عبدالمنعم جعفر