ختان الاناث.. صرخة طفلة ..!! الخرطوم : وجدان طلحة رُسمت على يديها الحناء وكذا رجليها كانت فى كامل زينتها .. كانت عروسة صغيرة زفتها اسرتها بالتأكيد ليس لزوجها ولكن لاجراء عادة كانت التجهيزات تجرى لها منذ فترة ..حضر المعازبم من كل فج .. تناولوا اكواب العصير وتبادلوا اطراف الحديث وفى تلك الاثناء كانت ترتسم البهجة على وجوه الحاضرين جميعهم بلا استثناء , وبينما هم غارقون فى ضحكاتهم كانت الاقدار تخبئ لهم مكافأة بطعم الحنظل .. كانت ترتب لخطف انعام من اعينهم بل من الدنيا كلها وكانت رؤية اغلبهم لانعام فى ذلك اليوم هى المرة الاخيرة التى شاهدوها حية ترزق , اما انعام فكانت محاطة بنديداتها اللائى لايعرفن ماستسفر عنه ممارسة تلك العادة فالامر عندهن لا يتعدى لحظة فرح برسم الحناء على ايديهن الصغيرة وشراء جلباب تأبى الصغيرة نزع "الورقة" المرفقة معه حتى تثبت للصغيرات ان ثوبها جديد ..بحكم صغر سنها فإنها لا تملك حجة اقوى من هذه. لم تكن مأساة الطفلة إنعام صاحبة الأربعة أعوام والتي لقيت حتفها على يد قابلة هى الطفلة الاولى التى تموت بسبب ممارسة عادة الختان والتى نتج عنها نزيف حاد وتسمم في الدم اودى بحياتها، رغم الالم الذى سببه فراقها الا انها فى ذات الوقت اصبحت بين ضلوعنا بنقش لا يمحوه الزمن . تهديد ووعيد لم تكن انعام الطفلة الاولى التى تنزف حتى الموت بعد ختانها فهناك الطفلة إجلال وغيرها, ولا تزال عادة ختان الاناث مستمرة حيث تعتبر فترة الاجازة الصيفية هى الفترة الانسب لممارسة هذه العادة. صحيح ان هذه العادة وبحسب الاحصائيات بدأت فى الانخفاض تدريجياًً, ولعل فهم الرجل بأن هذه عادة ضارة ولها ما بعدها على الطفله يُسهم فى خفضها لان الرجل فى الغالب هو صاحب الكلمة فى المنزل ولا شئ يتم الا بعد موافقته , هناك رجال يلجأون الى اسلوب التهديد بعد ان تفشل محاولته فى اقناع الزوجة بالحديث "اللين" فيشق طريق التهديد والوعيد لاثناء الزوجة عند ممارسة هذه العادة كما فعل زوج زينب , فنسبة لسفره كثيراً فى سبيل العمل , حذرها بأن لا تستمع لاي حديث من نساء الحي في هذا الخصوص , فحسبما قالت زينب ان زوجها وعدها ان ختنت بناتها فى غيابه فإنه سيقوم بفتح بلاغ ضدها والقابلة التى ستجري هذه العملية وكل من يثبت ان له ضلع فيها . إصرار شديد لكن هناك نساء يعزمن على ممارستها بعيداً عن اعين الرجل , كما هو حال نفيسة احمد التي دافعت عن ممارسة العادة دفاعاً مستميتاً وقالت :"ان لديها بنتين سيتم ختانهن فى الايام القليلة القادمة, ومن خلال حديثها ساقت المبررات لهذه الممارسة التى اثبت الطب انها لا تمت للحقيقة بصلة, سألتها هل زوجك يتفق معك فى هذا الموضوع ؟ فقالت زوجى متقلب ساعة يقول انه معي وساعة يرفدنى بكلام الطب وعندما افنده يغضب مني بل ويصفني بالجهل" ومضت فى حديثها مؤكدة عزمها على ختان بناتها متجاوزة لرأي زوجها. تجريم قانوني وقد عمد بعض الرافضين لختان الاناث على تحريمه بنص القانون، الا ان قانون الطفل خرج دون ما يريدون. وتقول الناشطة فى مجال حقوق المرأة والطفل ومدير مركز سيما ناهد جبرالله ان المادة "13" التي تحرم وتجرم ختان الاناث تم اسقاطها من قانون الطفل، وتضيف ل(السودانى):"ان قانون الطفل جاء لسياسات موجودة مسبقا ومستندة على دعائم اقليمية ودولية , واسقط المادة "13" في فبراير 2009م"، وزادت ان اسقاط المادة اتي نتيجة لحملة منظمة من قوة معادية لحقوق المرأة والطفل, واضافت جبر الله ان إسقاط المادة من قانون الطفل تمثل تراجعا فى الموقف الرسمي للدولة ويفتح الباب لممارسات تقع على البنات كل هذا لا يمنع استمرار الجهود من اجل اصدار قانون يمنع ويجرم ختان الاناث والاستفادة من كل السياسات الموجودة حالياً لدعم مناهضة الختان وتشجيع التخلي عن هذه العادة ). رسائل إعلامية وتضيف : ناهد جبر الله:( ان محاربة هذه العادة تتطلب تضافر جهود منظمات المجتمع المدني , واردفت لدينا تجارب واستجبنا لاسر تريد اخذ قرار هل تختن بناتها ام لا.. ؟ وتضيف: نحن فى مركز سيما نوفر المعلومة لمن يحتاجها ونسهم فى حماية الاطفال من الختان , داعيه ان تكون الاجازة الصيفية اضافة للبنات ونعمل فيها على محاربة ختان الاناث بكل آليات المجتمع وتكثيف حملات التوعية , التى من المفترض ان يكون التجهيز لها قبل بداية الاجازة الصيفية, واشارت الى الدور الكبير الذى تلعبه اجهزة الاعلام لإرسال رسائل تسهم فى محاربة هذه العادة .